معلومات عن «سوندار بيتشاي» الرئيس التنفيذي لجوجل
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 12:28 م
تلقّى أبناء الهند خبر اختيار الهندي "سوندار بيتشاي" رئيسا تنفيذيا لشركة جوجل بالكثير من السعادة ومشاعر الفخر، وذلك عقب التغييرات التي أعلنت عنها الشركة الأميركية في شهر أغسطس من عام 2015، والتي شملت أيضا وضع "لاري بيج" في منصب الرئيس التنفيذي للشركة الأم التي حملت اسم "ألفابت" وأصبحت جوجل جزءًا منها.
ولا يبدو اسم بيتشاي، الذي يبلغ من العمر ثلاثة وأربعين عامًا، غريبًا عن جوجل التي بدأ عمله فيها قبل ما يزيد عن أحد عشر عامًا، ودرس هندسة المواد وأشباه الموصلات أي كانت دراسته مرتبطة بمكونات العتاد والأجهزة، بعكس خلفية لاري بيج وسيرجي برين الدراسية التي تتصل بعلوم الحاسوب.
وتدرجت مسؤوليات "بيتشاي" من تطوير شريط أدوات جوجل في متصفحات الإنترنت، لتشمل أغلب المنتجات المهمة للشركة مثل “الخرائط” و”جي ميل” و”أندرويد”، ورسخ سمعته كتمُحدث هاديء يصفه أقرانه بالتواضع وإنكار الذات، ويثنون كثيرًا على مهارته في تكوين فرق العمل، والتعامل مع المنازعات.
وُلد بيتشاي في الهند في عام 1972، ومر فيها بمراحل الدراسة المختلفة وصولًا إلى تخرجه في المعهد الهندي للتكنولوجيا في مدينة كراجبور عام 1993، وتوجه في العام نفسه إلى الولايات المتحدة لدراسة الماجستير في جامعة ستانفورد، حتى التحق بالعمل في غوغل في عام 2004، وحقق نجاحات متتالية.
وقدم اختيار بيتشاي، الذي بدا الخيار المنطقي الأفضل أمام مسؤولي جوجل، دليلًا جديدًا على إنجازات المهاجرين الهنود في الولايات المتحدة وغيرها، وتشترك الهند مع مثيلاتها من الدول النامية في روح الاعتزاز بإنجازات أبنائها المغتربين، لكن هذا الشعور له بالفعل ما يُبرره في الهند.
وعاشت أسرة بيتشاي، التي تتألف من الوالدين وسوندار وشقيقه الأصغر، في شقة من غرفتين، ولم يحظ سوندار بغرفة مستقلة، واعتاد وشقيقه النوم في غرفة المعيشة، كما لم تمتلك الأسرة تلفزيون أو سيارة، واعتمدت في تنقلاتها على الحافلات المزدحمة، أو دراجة نارية يتولى الأب قيادتها ويجلس سوندار أمامه، بينما يحمل المقعد الخلفي الأم والشقيق الأصغر.
وفي حين تولى بيتشاي، المُحب للشطرنج، منذ عامين مسؤولية نظام التشغيل “أندرويد”، الأكثر استخدامًا في الهواتف الذكية في العالم، لم تمتلك أسرته هاتفًا أرضيًا قبل بلوغه سن الثانية عشر.
وحينها كشف الهاتف للصبي جانبًا من الفوائد السحرية للتكنولوجيا، وإلى الآن يذكر بيتشاي صعوبات الحصول على خط هاتف ثابت في الهند، وانتظار العائلة لفترة تقترب من سبعة أعوام، وأسهم هاتف العائلة في اكتشاف بيتشاي والمحيطين به لملكته الفريدة في تذكر أرقام الهاتف التي يتصل بها.
أتم بيتشاي تعليمه في مدارس مدينته، وتفوق في الدراسة كما قاد فريق الكريكيت في مدرسته خلال المرحلة الثانوية، وانتقل بعدها لدراسة هندسة المعادن في المعهد الهندي للتكنولوجيا في مدينة كراجبور، وتخرج فيه في عام 1993، ووصفه أحد أساتذته بأنه كان الألمع في دفعته، ودعاه آخر بأنه أشبه بالألماس غير المصقول.
ونال بعد تخرجه منحه للدراسة في جامعة ستانفورد الأمريكية المرموقة التي تخرج فيها الكثير من أبرز رواد التكنولوجيا، وحصل فيها على الماجستير في هندسة المواد وفيزياء أشباه الموصلات، وأقام في عامه الأول بصحبة عائلة مستضيفة.
وصل بيتشاي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1993 بعد رحلة ليست بالسهلة في جمع تكلفة تذكرة الطيران، وبعدما فشلت الأسرة في الحصول على قرض لتغطية النفقات في الوقت المُناسب، أقدمت على سحب ألف دولار من مُدخراتها، وهو مبلغ يتجاوز راتب الأب في عامٍ كامل، وعلق بيتشاي: “فعل والدي ووالدتي ما يفعله الكثير من الآباء في ذلك الوقت، ضحيا بالكثير من حياتهما، ووظفا الكثير من الدخل المُتاح للتأكد من تعلم أطفالهما”.
وفي البدء خطط بيتشاي للحصول على الدكتوراه من "ستانفورد" والانطلاق في مسار أكاديمي داخل الجامعة، لكنه قرر بعد فترة قصيرة الاتجاه إلى العمل كمهندس ما مثل مفاجأةً لوالديه، وعمل بيتشاي أولًا في شركة "أبلايد ماتيريلز" في وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وبعدها نال الماجستير في إدارة الأعمال من "كلية وارثون للأعمال" في جامعة بنسلفانيا في عام 2002، وانتقل للعمل في الإدارة والاستشارات في شركة “ماكينزي”، ليصل إلى غوغل في عام 2004 بعدما ناقش أحد زملاءه في “ماكينزي” محاولًا إثناءه عن الانتقال إلى جوجل، وبعدها أدرك بيتشاي وجاهة أسباب العمل في جوجل، وخاض بيتشاي مقابلة العمل في الأول من أبريل سنة 2004، وهو اليوم الذي أطلقت فيه الشركة خدمة “جي ميل” للبريد الإلكتروني.