«درع وغضب الفرات».. أوجاع السوريين في مواجهة أطماع تركيا وداعش

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 01:43 م
«درع وغضب الفرات».. أوجاع السوريين في مواجهة أطماع تركيا وداعش
محمد الشرقاوي

على حب «الفرات» أطلق العسكريون عملياتهم في سوريا، ما بين «غضب» و «درع» الأولى عملية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في 6 نوفمبر الماضي لعزل مدينة «الرقة» عاصمة تنظيم داعش، والثانية أطلقتها فصائل الجيش السوري الحر مدعومة بقوات تركية في 24 أغسطس الماضي، في منطقة «الباب» الواقعة على خط التماس مع الحدود التركية، والتي يتمركز فيها داعش أيضًا.

لكن يبقى المواطن السوري الخاسر الأكبر من كلا العمليتين واللتان تمثلان صعوبة بالغة على كلا القوات العسكرية نظرًا لتحصن تنظيم «داعش» في كلا المدينتين.

في مدينة «الرقة»، وضمن عملية «غضب الفرات» التي اعتمدتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا، تواجه تلك القوات مواجهات عنيفة من مجالس العشائر السنية وتنظيم داعش، برغم إعلان تلك القوات تحرير كامل الريف الغربي لمدينة الرقة وعزل المدينة، وأنها تواصل تقدمها من محورين الأول القادرية والثاني كردوشان، وتمكنت قواتها من تحرير 97 قرية وعشرات المزارع والكثير من التلال منها تلال استراتيجية، بلغت المساحة المحررة 1300 كم.

ويأتي تحصن داعش داخل الرقة بالأهالي، الذين لم يسلموا بالمرة من ضربات طيران التحالف الدولي وتقدم القوات بريًا، ليزيد من صعوبة الوضع، هذا بخلاف حاضنته الشعبية مقارنة مع ولاياته الأخرى التي يسيطر عليها.

حيث نجح التنظيم في يناير 2014، في تشكيل ما أسماه مجلس العشائر، مستغلا تردي الأوضاع في المدينة بداية من الثورة السورية والخروج على نظام بشار الأسد والاقتتال بين الفصائل المسلحة وقوات النظام والمليشيات الشيعية الداعمة له.

وقام بتوزيع الهبات والبيوت التي صادرها من أهل المدينة على من بايعوه، وأمدهم بالمال كمغريات لمبايعة أكبر قدر ممكن من أهالي المدينة، وتصويرهم على أنهم ينعمون بخيرات الخلافة ويعيشون حياة الرفاهية في ظل حكمه من خلال إصداراته المرئية وهو ما نجح مع البعض إلا أن أخرين تم تهديدهم بقطع الرؤوس في الشوارع.

من هنا نجح التنظيم في إيجاد تحصينات شعبية حيث تعمد وضع مقاره بين بيوت المدنيين، وبالتالي فإن أي استهداف للمدينة سيزيد من القتلى المدنيين، وهو ما يستغله التنظيم في الدعاية من خلال إصدارته فيظهر أنه استهداف للأهالي وخاصة لمن يعيش خارج المدينة، والصور التي يخرجها التنظيم دوماُ تتعلق باستهداف الأطفال والنساء بعد القصف.

الوضع في مدينة الباب قريب الشبه بالرقة، وهى من أول المناطق التي أعلن التنظيم عن السيطرة عليها حيث دخلت عناصره عن طريقها واندمجت في داخل الميليشيات السنية ثم سرعان ما انشقت عنها.

عملية «درع الفرات» هي الأخرى تلقت هزائم كبيرة في الفترة الأخيرة، وأعلنت تركيا عن حاجتها لدعم أمريكي أمس الاثنين، وذلك بعد اتساع خسائرها في الفترة الأخيرة، لمساعدتها في القتال لطرد مسلحي التنظيم من مدينة الباب الرئيسية في شمال شرق سوريا، وقال متحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه ليس مقبولا من التحالف أن يمنع مثل هذا الدعم، الأمر الذي أكد أن الحملة التي تشنها تركيا للسيطرة على الباب أظهرت مدى التحدي الصعب الذي يواجهه الجيش التركي.

«جرابلس» كانت المرحلة الأولى من عملية درع الفرات، والتي حررتها القوات في فترة وجيرة، إلا أن المرحلة الثانية على الباب بطول الحدود التركية أكثر صعوبة، حيث تسعى إلى فصل داعش كلياً عن الحدود السورية التركية، حيث بات التنظيم يسيطر على مناطق حدودية بطل 40 كيلوا متراً على الأقل، من غرب جرابلس وحتى بلدة الراعي التي تعتبر نقطة التقاء ريفي حلب الشمالي والشرقي.

المرحلة الثانية من معركة «درع الفرات» تستهدف أكثر من خمسين قرية وبلدة ومزرعة حدودية، وهي تابعة لنواحي الغندورة وجرابلس والراعي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق