رغم الخلافات.. توجه إسرائيل نحو موسكو خوفا من تقلبات «ترامب» (تقرير)

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 02:06 م
رغم الخلافات.. توجه إسرائيل نحو موسكو خوفا من تقلبات «ترامب» (تقرير)
الرئيس المنتخب دونالد ترامب
بيشوي رمزي

بالرغم من الخلاف الروسي الإسرائيلي حول الموقف من الأزمة السورية، إلا أن العلاقات بين روسيا وإسرائيل تبدو أكثر دفئًا من العلاقات الإسرائيلية الأمريكية في المرحلة الراهنة، في ضوء ما أثير حول الخلافات العميقة بين إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طيلة السنوات الماضية.

الخلافات الأمريكية الإسرائيلية دفعت إسرائيل للتوجه نحو روسيا، الأمر الذي بدأ واضحًا في اللقاءات المتواترة التي جمعت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث أكدا خلالها حرصهما الكامل على توطيد التعاون فيما بينهما لدحر التهديدات التي تفرضها التنظيمات الإرهابية على المنطقة والعالم.

ـــ تنويع التحالفات
ربما لا يكون التوجه الإسرائيلي تجاه موسكو دليلا على تخلي إسرائيل عن حليفها الأمريكي التاريخي، لصالح غريمه الروسي، إلا أن ربما يعكس تخوفا إسرائيليا من جراء النوايا الأمريكية في ظل الخلافات الكبيرة التي نشبت بين البلدين خلال حقبة أوباما، ولعل أخرها تمرير قرار مجلس الأمن بشأن إدانة المستوطنات الإسرائيلية، بالإضافة إلى ضبابية الرؤية إلى حد كبير تجاه نوايا الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

يقول الكاتب الأمريكي صامويل راماني، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبدو حريصا على إبراز أهمية العلاقات بين إسرائيل وأمريكا، واصفًا إياها بحجر الزاوية في السياسة الخارجية لبلاده، إلا أنه في الوقت نفسه يسعى لتنويع تحالفات بلاده بحيث تقوم رؤيته على توسيع مدار العلاقات الروسية لضمان أمن بلاده في المرحلة المقبلة.

وأضاف «راماني»، في مقال منشور له بصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، أن المرونة الإسرائيلية دفعت السلطات في تل أبيب إلى التنسيق مع روسيا بالرغم من التعاون الروسي مع نظام الأسد الذي يعد أحد ألد أعداء إسرائيل في المنطقة في ضوء التعاون بين النظام السوري وإيران، وكذلك حزب الله، وبالتالي فهي تسعى للحصول على ضمانات من جانب روسيا لضمان أمنها.

ــــ ضبابية ترامب
إلا أن الرؤية الإسرائيلية للولايات المتحدة ربما شهدت اختلافا كبيرا خلال عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، في ضوء ما تراه إسرائيل تخليا أمريكيا عنها، خاصة بعدما أقدمت إدارة أوباما على التقارب مع إيران، وابرام الاتفاق النووي بين القوى الدولية الكبرى وطهران في يوليو من العام الماضي، وهو الأمر الذي اعتبرته إسرائيل تهديدا صريحا لأمنها، وكذلك الموقف الأمريكي من مسألة المستوطنات، وبالتالي كانت هناك ضرورة ربما ليس للتحالف مع روسيا، ولكن على الأقل تجنب استعدائها.

يقول الكاتب الإسرائيلي، أمير أورين أن السياسة التي يتبناها دونالد ترامب، ربما مازالت تحظى بقدر كبير من الضبابية، خاصة تجاه حلفاء الولايات المتحدة، الأمر الذي يبدو واضحًا من الموقف الأمريكي تجاه الحلفاء في أوروبا، حيث أن الرئيس الجديد ربما يحمل توجهات مناوئة لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، وهو الأمر الذي يعد مخالفا لكافة الإدارات الأمريكية السابقة، وبالتالي فهناك تخوف إسرائيلي من جراء انقلابات «ترامب» المحتملة على الحلفاء.

ــــ قلاقل إسرائيلية
بالرغم من التقارب الإسرائيلي الروسي في السنوات الأخيرة، تبقى هناك قلاقل إسرائيلية من جراء الانتصارات التي يحققها الأسد في الآونة الأخيرة بفضل الدعم الروسي له، الأمر الذي يشكل تهديدًا للحدود الإسرائيلية والسورية، في ضوء احتمالات اقتراب قوات الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني منها، وهو ما ترفضه تماما الحكومة الإسرائيلية في المرحلة الراهنة.

يقول الكاتب عاموس هاريل، بمقال له في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الانتصارات المتواترة لنظام بشار الأسد، قد تدفعه إلى المناطق الأخرى الخاضعة تحت سيطرة المعارضة، وأهمها في منطقة الجولان السورية، وهو ما يعني وجود ميليشيات حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني بالقرب من إسرائيل، وهو ما يثير المخاوف الإسرائيلية بصورة كبيرة.

ــــ معارك جديدة محتملة
لعل المفارقة أن الموقف الإسرائيلي المتخوف من اقتراب المحور الشيعي من أراضيها ربما يتشابه إلى حد كبير مع الموقف الروسي المناويء لمحاولات الحصار التي يسعى لفرضها حزب شمال الأطلسي «ناتو» على روسيا في مناطق تعتبرها الحكومة الروسية جزءا رئيسيا من عمقها الاستراتيجي، وهو الأمر الذي دفع الروس إلى القيام بالعديد من الإجراءات العدائية سواء في أوكرانيا أو جورجيا أو أخيرا في شبه جزيرة القرم.

يقول «هاريل» أن احتمالات تورط إسرائيل في معركة جديدة ضد الميليشيات الشيعية وحلفائها يبقى أمرا واردا إذا استمرت السياسات الدولية في سوريا على حالها في الوقت الراهن، موضحا أن انتصار النظام السوري ربما يضفي إحساسا بالقوة لدى تلك الميليشيات التي قد تسعى نحو استعادة شعبيتها بين الشعوب العربية باستهداف الدولة العبرية في المرحلة المقبلة.





 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق