تصريحات أردوغان ضد التحالف الدولي... انتصار جديد لـ«بوتين»

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016 04:53 م
تصريحات أردوغان ضد التحالف الدولي... انتصار جديد لـ«بوتين»
أردوغان
بيشوي رمزي

إنتقادات لاذعة أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحق التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، في تطور جديد لمسلسل إنقلاب تركيا على حلفائها الدوليين، والذي بدأ منذ أعقاب محاولة التحرك العسكري الفاشل في يوليو الماضي، والذي أعقبه حملات قمعية كبيرة إستهدفت عددا كبيرا من رجال المعارضة والصحافة والقانون إضافة إلى قيادات كبيرة في الجيش التركي.

تأتى تلك الأنتقادات من قبل أردوغان فى تصريحات صحفية الثلاثاء الماضى بأن لديه أدله دامغة، تتكون من صور ومقاطع فيديو، تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده تقدم دعما كبيرا للتنظيمات الإرهابية، سواء كانت داعش أو الميليشيات الكردية، والتي تنظر إليها أنقرة بإعتبارها تنظيمات إرهابية.

نظرية المؤامرة
الهجوم التركي ليس الأول من نوعه على الولايات المتحدة، والتي كانت بمثابة أقرب الحلفاء لها طيلة السنوات التي قضاها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما على سدة السلطة في بلاده، حيث إعتبر أردوغان أن الولايات المتحدة تخلت عنه على خلفية الانقلاب العسكرى الفاشل فى مايو الماضى في ضوء رفضها تسليم المعارض التركي عبد الله جولن، وهو الأمر الذي دفع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى زيارة أنقرة في أغسطس الماضي للتعبير عن تضامنه مع النظام التركي.

يقول المحلل التركي أكين أنفر أن نظريات المؤامرة تسود بصورة كبيرة داخل المجتمع التركي، وذلك نتيجة حالة الإستقطاب السائدة هناك منذ المعركة التي شنها أردوغان على الأكراد في العام الماضي، إلا أن الأتفاق الوحيد بين كافة الطوائف في الشعب التركي، سواء كانوا إسلاميين أو ليبراليين أو علمانيين أو قوميين، يتمثل في أن الولايات المتحدة لها يد بصورة أو بأخرى في تلك المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد.

التوجه نحو روسيا
وكان التوتر الكبير في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة سببا رئيسيا في توجه أردوغان نحو المحور الأخر الذي تقوده روسيا، خاصة وأن المحاولة الفاشلة تزامنت مع بداية التحسن في العلاقات بين تركيا وروسيا على إثر قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاعتذار لنظيره الروسي فلاديمير بوتين من جراء إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية مع سوريا، وبالتالي كان الحضن الروسي ملاذا له، وهو ما يفسر تغييرات كبيرة في الموقف التركي من بعض القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السورية.

يقول الباحث نيكولاس جيفوسديف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من إقناع أردوغان بأن الولايات المتحدة كانت ستشعر بسعادة كبيرة إذا ما رأت النظام التركي يسقط، وهو الأمر الذي أدى في النهاية إلى فوز روسيا بحليف جديد يساهم في زيادة الدور الروسي في الأزمة السورية من جانب، بينما يخصم كثيرا من النفوذ الأمريكي في القضية نفسها.

دلالات أخرى
وتشير التقارير إلى أن الأنتقادات التركية الأخيرة لم تطال الولايات المتحدة فقط، ولكنها إمتدت إلى الدور الذي يلعبه التحالف الدولي ضد داعش، وهو الأمر الذي يحمل دلالات عدة، إذا ما وضع في الإعتبار التوقيت الذي خرجت فيه تلك التصريحات والتي لم يفصلها سوى أيام قليلة من إغتيال السفير الروسي في أنقره، وهو ما يعني أن ثمة ضغوطا روسية على أنقرة لتقويض الدور الذي تلعبه أمريكا وحلفائها في روسيا أو لتشويه صورة هذا الدور في المرحلة المقبلة.

ويرى المحلل الروسي ديميتار بيشيف، الخبير بمركز لندن للدراسات، أن إقدام السلطات التركية على إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي كان يحمل ثمنا باهظا للغاية، وبالتالي لم يكن أمام السلطات التركية هذه المرة سوى إدانة حادث إغتيال السفير بصورة كبيرة، موضحا أن الفرصة أمام الحكومة الروسية ربما تكون كبيرة لإستغلال الحادث من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب في المرحلة المقبلة خاصة حول الحرب في سوريا، مؤكدا أن مقتل السفير الروسي في تركيا سوف يفتح الباب أمام روسيا لتحقيق المزيد من المكاسب في سوريا، والضغط عليها للتخلي عن موقفها المناوئ للنظام السوري في المرحلة المقبلة، وهو ما يعني زيادة النفوذ الروسي على حساب القوى الغربية الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق