«كورنيش الإسكندرية».. الحقيقة الغائبة (حصاد 2016)

الخميس، 29 ديسمبر 2016 11:12 ص
«كورنيش الإسكندرية».. الحقيقة الغائبة (حصاد 2016)
كورنيش الإسكندرية - صورة أرشيفية
أحمد مرجان

شهد عام 2016- العديد من الأحداث المتلاحقة والتطورات الهامة، كما حمل العام في طياته العديد من الأحداث التي أدمت قلوب المصريين، جراء العمليات الإرهابية والتخريبية وأعمال العنف، كانت لمحافظات مصر منها نصيب الأسد، حيث تصدى الشعب المصري للعديد من العمليات التي شنتها الجماعات الإرهابية، من خلال استنكارهم، وتقديم دعمهم الكامل لرجال «القوات المسلحة، والشرطة»، لبث رسالة إلى العالم أجمع، عن مدى ترابط أبناء هذا الشعب ومؤسساته.

وترصد بوابة «صوت الأمة»، أهم مشكلات محافظة الإسكندرية على مدار العام.

كان مشروع تطوير منطقة مصطفى كامل؛ بكورنيش سيدي جابر بالإسكندرية، الحدث الأبرز خلال عام 2016، والذي أثار جدلًا كبيرًا بالشارع السكندري.

حيث فوجئ أهالي الإسكندرية على طريق كورنيش الإسكندرية بردم عدد من أنفاق المشاm، وإغلاق الطريق بداية من كوبري ستانلي وحتى منطقة سيدي جابر، وتغيير حركة السير، تمهيدًا لتنفيذ مشروع «توليب سي سكوير»، وهو مجمع سياحي ترفيهي يمتد من منطقة سيدي جابر؛ حتى منطقة رشدي، ويتضمن عمل مجمع سياحي داخل الشاطئ، بالإضافة إلى عمل فندق يحوي جراج مُتعدد الطوابق أمام الشاطئ، وكوبري يربط المشروع بالجهة المقابلة، من خلال مسار علوي معزول، بالإضافة إلى نفق يربط المجمع السياحي بمصطفى كامل بالفندق بمنطقة رشدي، ومنذ بداية حركة العمل أغلقت المنطقة بالكامل بطريق الكورنيش وتم تغيير مسارات السير، من المُقرر الانتهاء منه عام 2017.

وتسبب ذلك في استياء أهالي الإسكندرية، الذين اعتبروا المشروع تعدٍ على ملكية عامة، تأتي لصالح رجال الأعمال دون النظر إلى المواطن، وندد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بانتهاك حق المواطنين في الإسكندرية في التمتع بكورنيش الإسكندرية، واستمرار انتهازه لصالح رجال الأعمال في مشروعات نوادي وفنادق يقتصر حق الانتفاع بها على فئة الطبقة الفوق متوسطة.

ونظم مجموعة من أهالي المدينة، وقفات احتجاجية أعلى كوبري ستانلي، وذلك احتجاجًا على المشروع، والذي أدى إلى غلق طريق الكورنيش بشكل جزئي وتعطل حركة المرور.

كما أعلنت مبادرة «انقذوا كورنيش النيل»، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، رفضها للسرية غير الواضحة التي تم التعامل بها مع مشروع يمس حياة المواطن السكندري، وطالبت بإضافة عدة نقاط في عين الاعتبار كحل وسطي لعلاج الأزمة الحالية.

وقدمت اقتراحات منها تعريض حارات المشاة الجانبية خاصة جهة البحر، وتوفير رصيف ومسار للدراجات وممشى للرياضة، وهو أمر متاح بزيادة ارتكازات الكوبري أو هو ما يحقق بعض الإرضاء للمواطن، بالإضافة إلى تعديل مطالع ومنازل الكوبري بحيث تكون شبه أفقية وتمتد بشكل أطول غربًا وشرقًا بكيفية تتيح استمرار الأنشطة والرؤية، وتوفير ما تم سلبه بالفترات السابقة من حقوق الرؤية والمرور رغم الأحكام القضائية.

وطالبت المبادرة بعمل دراسة موسعة للمنطقة شرق الكوبري حتى ثروت غربا، والتأكيد على أن الكوبري ليس فقط أنبوب مفتوح لنقل السيارات، وتوفير مناطق انتظار، وإنما جزء لا يتجزأ من تخطيط المدينة يجب أن تتناوله مجموعة من الخبراء والأكاديميين بالمدينة.

من جانبه، عقد اللواء الدكتور رضا فرحات محافظ الإسكندرية اجتماعا لاستعراض مشروع تطوير منطقة مصطفى كامل بكورنيش سيدي جابر، بحضور القيادات الأمنية بالمحافظة ونواب البرلمان ومسؤول إدارة نوادي القوات المسلحة وأساتذة جامعة الإسكندرية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والخبراء وممثلي المجتمع المدني والإعلاميين، وذلك في حوار مجتمعي شامل لإزال كافة الالتباسات بشأنه والتعرف على حقائق المشروع ومكوناته، بالإضافة إلى معرفة ومناقشة آراء الحضور حوله.

وقدم فرحات، خلال الاجتماع، اعتذاره عن التأخر في الإعلان عن المشروع، وعما أصاب المواطن السكندري من ضرر، والتأخر في وضع لافتات للإعلان عن المشروع، والعلامات الإرشادية المضيئة، مضيفا أنه سيتم مراجعة الدراسة الخاصة بالأثر البيئي والنسق الحضاري الموضوعة بمعرفة استشاري المشروع والجهات القائمة عليه، وتأثير المشروع على المواطن السكندري، وكلف المحافظ بتشكيل لجنة تضم كافة الجهات المعنية لدراسة الأثر البيئي وفتح المحاور المرورية بالمحافظة.

وأكد على أن الإسكندرية في عيون القيادة السياسية واهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا، بتنمية وتطوير الإسكندرية، مشيرًا إلى عدد من المشروعات التنموية لصالح المحافظة يتم إعداد مخطط لها، وسيعلن عنه قريبًا بعد العرض على الرئيس السيسي خلال الأيام القادمة، مؤكدًا حرصه على إتاحة الفرص للمشاركة المجتمعية الحقيقية التي تساهم في تدشين المشروعات التنموية بالثغر.

من جانبه أوضح استشاري المشروع، أن المشروع يساهم في تقليل الأثر السلبي لأية إنشاءات سياحية في منطقة ما بين سيدي جابر وشارع المعسكر الروماني، ويشمل ذلك رفع منسوب الكورنيش وإنشاء منسوب علوي بكامل عرض الكورنيش يخصص للحركة المرورية السريعة، وتخصيص المنسوب السفلي الحالي للحركة البطيئة والدورانات، وإنشاء منطقة انتظار سيارات تستوعب حوالي ١٧٠٠ سيارة، مخصصة لكافة المواطنين وخدمة كافة طوائف المجتمع السكندري والقادمين إلى الإسكندرية.

وأضاف أن المشروع لا يشمل أي مشروعات تجارية، وأنه سيؤدي لفتح رؤية البحر واستعادة المشهد القديم لرؤية الشاطئ، بالإضافة لتوفير ٤ آلاف فرصة عمل خلال المشروع، موضحًا أن الجهة المنفذة للمشروع حددت ٣٠ يونيو ٢٠١٧ نهاية للمشروع، والتزمت بفتح الطريق العلوي قبل هذا التاريخ، حيث يستمر العمل على مدار ٢٤ ساعة حتى الانتهاء من المشروع.

على الصعيد نفسه أبدى الحاضرون ملاحظاتهم التي ركزت على تأخر الإعلان عن المشروع وعدم طرحه للحوار المجتمعي قبل البدء في التنفيذ.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة