بالفيديو.. كلمة شيخ الأزهر بالجِلسة الافتتاحية لمجلس حكماء المسلمين
السبت، 21 نوفمبر 2015 12:19 م
قال أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن احتجاز الرهائن الفرنسيين في بماكو، أمس الجمعة، يتجه بالبشرية والإنسانية بأكملها إلى نفق مظلم، والله وحده هو الذي يعلم إلى أين يتجة مستقبل الأمة من تصاعد الهجمات الإهابية على العالم بأكمله، داعيًا الله أن يحفظ الأمة من سماسمرة الدماء الذين يتبنوا الفكر المتطرف، موكدًا أن أثار الدمار والفتنة التي لحقت بالعرب لم تكن الأخيرة، وإنما امتد إلى الغرب.
أضاف الطيب، خلال حديثه بالجِلسة الافتتاحية لمجلس الحكماء المسلمين، اليوم السبت، أنه منتظر من المفكّرين والمحللين السياسين ورجال الدين ألا يصرفهم هول الإرهاب عن واجبهم الوطني في تقديم الخطاب الإسلامي المعتدل للمسلمين، وحثّهم على عدم الانخراط مع تلك الشائعات المسيئة للإسلام.
جدد شيخ الأزهر، رئيس مجلس أمناء حكماء المسلمين، إدانة علماء المسلمين لكل أشكال الإرهاب الأسود، الذي لا وطن له، والذي طال باريس مدينة العلم والثقافة، وراح ضحيته مواطنون بين وفاة وإصابة ثم ما وقع في مالي.
قال الطيب - فى كلمته الافتتاحية - "إن الإرهاب لا دين ولا هوية له، ومن التحيز نسبة ما يحدث من جرائم التدمير للإسلام لمجرد أن مرتكبيه يقولون "الله أكبر" مع جرائمهم، مطالبًا بالفصل التام بين الإسلام وحضارته، وما يقوم به قلة لا تتعلق بالإسلام ولا علاقة به، كما طالب المجتمع الغربي ألّا يكون لهم رد فعل ضد الأعمال الإرهابية تؤثر على المسلمين بالغرب.
دعا الطيب، إلى خطاب ديني معتدل يتصدى للفكر الإرهابي وبرؤى ثقافية واجتماعية ضد الإرهاب، متابعًا: "الله وحده يعلم إلى أين يتجه مستقبل البشرية القريب مع عصابات الموت، ومقاولي الشر، وسماسرة الدماء.. الإرهاب مرض فكري ونفسي يبحث دائمًا عن مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان"، مبينًا أن بواعث الإرهاب ليست قصرًا على الانحراف بالأديان، بل كثيرًا ما خرج الإرهاب من عباءة مذاهب اجتماعية واقتصادية بل وسياسية، وراح ضحية الصراع والحروب من هذه المذاهب والفلسفات المادية - التي لا تمت للدين بأدنى سبب - الآلاف بل الملايين من الضحايا والأبرياء.
طالب شيخ الأزهر، المفكرين، بألّا يصرفهم هول صدمات الإرهاب عن الفصل بين الإسلام وبين هول المتطرفين، كما طالب بالسير لمواجهة الإرهاب بفكر متوازن والعمل على تجفيف ينابيع الفكر الإرهابي بسرعة ومحاربة ثقافة الكراهية والحقد ونشر ثقافة التسامح، مؤكدًا أن من حق الجميع أن يعيش وينعم في أمن وسلام.
أعلن الطيب، تسيير قوافل عديدة من الأزهر إلى العالم؛ للتعريف بالإسلام الصحيح والتصدّي للفكر المنحرف، موضحًا أنه سيتولى القيام بالمهمة علماء من الأزهر وحكماء وعلماء المسلمين، داعيًا النخب العربية والإسلامية، كل في مجال تخصصه، لتجفيف ينابيع الفكر الإرهابي من خلال منظومة متكاملة تشمل التعليم والثقافة والشباب والإعلام وخطاب ديني معبر عن حقيقة الإسلام وشريعته، وذلك من أجل التصدي للفكر الإرهابي بكافة صوره وأشكاله.
أردف الطيب: "لقد آن الأوان أن نتحمل هذا العبء الذي يزداد يوما بعد يوم، فهذا قدركم وقدرنا جميعا، وقد باتت مهمتنا بالغة التعقيد، ومتعددة الأبعاد وأصبح من الواجب المتعين علينا أن نسير في اتجاه إطفاء الحرائق وردم بؤر التوتر في عالمنا العـربي والإسلامي"، مشددًا على دور حكماء المسلمين لمحاربة ثقافة الكراهية والحقد، ونشر ثقافة الأخوة والمودة والزمالة العالمية.
أعلن الطيب، أن قوافل مجلس الحكماء، والتى تصل إلى 16 قافلة سلام حول العالم، تنطلق اليوم لينشرون ثقافة السلام ويصححون المفاهيم المغلوطة ويحملون شعارًا موحدًا "كل شعوب العالم نظراء في الإنسانية ومن حق الجميع أن يعيش في أمن وأمان وسلم وسلام"، مستطردًا: "هذه الواجبات الدينية والأخلاقية بل والإنسانية التي تفرضها الظروف على مجلس الحكماء أراها واجبات على الفور وليس على التراخي - كما يقول علماؤنا الأصوليون - فلنتابع السير على بركة الله وليكن لنا من لدنه العون والتأييد، فهو حسبنا ونعم الوكيل".
يناقش المجلس، خلال الاجتماع الذى يستمر يومًا واحدًا، أبرز التحديات والقضايا الراهنة التي يمر بها العالمين العربي والإسلامي، واستعدادات المجلس لإطلاق المرحلة الثانية من قوافل السلام الدولية إلى العديد من دول العالم بعد نجاحها في المرحلة الأولى في مد جسور التفاهم والثقة مع الحضارات والثقافات المختلة حول العالم، ويشارك في أعماله علماء من السودان والإمارات والصومال ومصر ولبنان والسعودية.