بوتين يرفض معاملة دبلوماسيو أمريكا بالمثل.. الرهان على ترامب قائمًا (تقرير)

السبت، 31 ديسمبر 2016 04:59 م
بوتين يرفض معاملة دبلوماسيو أمريكا بالمثل.. الرهان على ترامب قائمًا (تقرير)
بيشوي رمزي

دعوة قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأطفال الدبلوماسيين الأمريكيين لحضور حفل بمناسبة احتفالات العام الجديد داخل الكريملن، في خطوة غير متوقعة، على خلفية قيام إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما بطرد 35 دبلوماسي أمريكي من الأراضي الروسية بسبب مزاعم حول الدور الروسي في التدخل في الانتخابات الأمريكية التي جرت الشهر الماضي، والتي انتهت بالانتصار غير المتوقع الذي حققه دونالد ترامب على حساب غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

الخطوة التي اتخذها بوتين تأتي بعد رفضه لاقتراح تقدم به وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بطرد الدبلوماسيين الأمريكيين، إعمالاً لمبدأ المعاملة بالمثل، إلا أن قطاعًا كبيرًا من المحللين يرون أن بوتين مازال في جعبته الكثير، ولكن يفضل الانتظار، خاصة وأنها أيام أوباما الأخيرة في البيت الأبيض، وبالتالي لا يرغب في الدخول بمعركة دبلوماسية قد تترك تداعيات كبيرة على علاقات البلدين لسنوات طويلة.


تجاوز الاستفزازات الأمريكية
الخطوات الأمريكية، والتي تتمثل في فرض عقوبات اقتصادية، وطرد عدد من الدبلوماسيين، تأتي في إطار سياسة تتبناها إدارة أوباما منذ فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة، والتي تقوم في الأساس على تقويض أي فرصة أمام الإدارة الجديدة من أجل تحسين العلاقة مع روسيا في المرحلة المقبلة، وهو ما بدا واضحًا في مباركة أوباما لتمرير قانون القيصر في أوائل هذا الشهر، رغم معارضته له قبل عدة شهور، بالإضافة إلى الأوامر التي أصدرها لأجهزة الاستخبارات الأمريكية للكشف عن أي دور روسي في الانتخابات الأخيرة.


يقول المحلل الروسي فلاديمير فرولوف، في تصريحات أبرزها موقع "ديلي بيست" الأمريكي، أن بوتين يدرك جيدًا خطة أوباما التي تهدف لتوريط خليفته في علاقات متوترة بين روسيا والولايات المتحدة حتى يجبره على نهج سياسي معين تجاه موسكو، وبالتالي فكان قرار الرئيس الروسي بتجاوز الخطوات الأمريكية الاستفزازية وعدم مجاراتها حتى يتمكن من تدشين بداية جديدة مع الإدارة الجديدة.


وأضاف الخبير الروسي أن الرئيس بوتين مازال يراهن بصورة كبيرة على الإدارة الأمريكية الجديدة في ضوء الخطاب الانتخابي الذي تبناه الرئيس الجديد، والذي اتسم بقدر كبير من المغازلة للرئيس الروسي، حيث تعهد بالتعاون مع روسيا في العديد من الجبهات وعلى رأسها الساحة السورية.


اختلاف بين الرئيس والحكومة
اللهجة الودية التي تبناها بوتين تجاه الأمريكيين اختلفت كثيرًا عن الانتقادات اللاذعة التي ألقتها وزارة الخارجية الروسية على الولايات المتحدة، حيث أنها حملتها مسؤولية حالة الجمود الراهنة التي تشهدها العلاقات بين البلدين في المرحلة الراهنة، وهو الأمر الذي يعكس قدرا من الاختلاف بين رد الفعل الذي تبناه الرئيس من جانب ووزارة خارجيته من جانب أخر.


وعلى حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، هاجمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، موضحة أن الخطوات التي تتخذها تلك الإدارة تعكس أنها إدارة من الخاسرين الذين يعانون من قدر كبير من المرارة وضيق الأفق، وهو الأمر الذي وضع الشعب الأمريكي في موقف المهان من قبل إدارته التي تحكمه.


ويقول الكاتب الأمريكي نيل ماكفورقهار أن هذا الاختلاف يأتي بتنسيق مدبر من جانب الرئيس الروسي، حيث أنه أراد أن يبعث برسائل عدة للولايات المتحدة أولها أنه صاحب السلطة واليد العليا في كل ما يتعلق بالشؤون الروسية، وأما الرسالة الثانية فهي أن روسيا مازالت تريد الحفاظ على ما تبقى من العلاقة مع الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة لتكون أساسا لتطوير العلاقات فيما بعد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق