ترامب وحلفاء أمريكا القدامى.. هل يصلح ما أفسده أوباما؟! (تقرير)
الأحد، 01 يناير 2017 01:30 م
بيشوي رمزي
منذ فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، والتي أجريت في الشهر الماضي، تواترت الأحاديث حول رؤى جديدة سوف تتبناها الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه العديد من الدول، خاصة الحلفاء والذين ساءت معهم العلاقة خلال عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما.
الرؤية التي تبناها أوباما قامت على استبدال حلفاء أمريكا التقليديين في العديد من مناطق العالم، مقابل استحداث حلفاء جدد يمكنه استخدامهم كأذرع لتحقيق الأهداف الأمريكية بدلاً من أن تتجه الولايات المتحدة نحو التدخل المباشر في كافة الصراعات الأخرى، على غرار ما حدث في عهد سلفه بوش الإبن، وهو الأمر الذي أدى إلى خسارة أمريكا لقطاع كبير من حلفائها التقليديين، من أهمهم إسرائيل.
مصر
العلاقة مع مصر تأثرت كثيرًا بالنهج الذي تبناه أوباما وإدارته، خاصة منذ ثورة 30 يونيو، والتي جاءت لتقوض الرؤية الأمريكية التي قامت على أساس الاعتماد على الأنظمة الإسلامية في حكم دول المنطقة مقابل تنفيذ الرؤية الأمريكية، وهو ما ظهر بوضوح في المواقف التي تبنتها تلك الأنظمة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، سواء بمناوئة النظام السوري، أو التقارب مع إيران، وذلك تنفيذًا للسياسات الأمريكية.
إلا أن الحكومة المصرية تراهن بصورة كبيرة على الإدارة الأمريكية الجديدة في ضوء الخطاب الانتخابي الذي تبناه ترامب، والذي أكد على رغبة بلاده في التعاون مع النظام المصري، من أجل القضاء على الإرهاب، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من التفاؤل بين العديد من المتابعين رغم بقاء الخلافات بين الجانبين في العديد من القضايا.
إسرائيل
على الرغم من أن إسرائيل كانت الحليف الأقرب للولايات المتحدة في المنطقة، إلا أن خلافات كبيرة طغت في علاقة البلدين من جراء حالة عدم القبول المتبادل بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهو الأمر الذي ظهر بجلاء في العديد من القضايا التي أثيرت بقوة خلال السنوات الماضية، لعل أهمها الاتفاق النووي الإيراني، والذي تم برعاية أمريكية، رغم التحفظ الإسرائيلي، بالإضافة إلى القرار الأخير الذي أصدره مجلس الأمن الدولي لإدانة سياسات الاستيطان الإسرائيلية.
يقول الكاتب الأمريكي بيرنارد أفيشاء، في مقال له في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الرئيس الأمريكي الجديد قرر تعيين محاميًا يدعي ديفيد فريدمان ليكون سفيرًا لبلاده في إسرائيل، وذلك بعد تصريحاته التي أكد خلالها أنه سينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث أن فريدمان معروف بعلاقاته القوية مع التيار اليميني في إسرائيل، وقيادات حزب الليكود، كما أنه أحد أبرز داعمي سياسة الاستيطان الإسرائيلي، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تحسن العلاقة بصورة كبيرة بين البلدين.
تركيــا
العلاقة بين تركيا وأمريكا خلال سنوات أوباما اتسمت بقوتها، في ضوء الاعتماد الكبير من قبل الإدارة الأمريكية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه ذو المرجعية الإسلامية في تحقيق السياسات الأمريكية، إلا أن العلاقات شهدت توترًا كبيرًا منذ محاولة التحرك العسكري الفاشلة في يوليو الماضي، على خلفية الرفض الأمريكي لتسليم المعارض التركي فتح الله جولن للسلطات التركية، وهو ما اعتبره أردوغان تخليًا أمريكيًا عن نظامه، ودفعه للارتماء في أحضان روسيا.
العلاقات بين تركيا وأمريكا في عهد ترامب سوف تشهد العديد من نقاط التوافق والاختلاف، فموقف ترامب من المسلمين ربما لا يروق إلى أردوغان، والذي يسعى أن يضع نفسه في موضع زعيم العالم الإسلامي، إلا أنه في الوقت نفسه سيكون هناك نقاط أخرى من التوافق بين البلدين، في ضوء احتمالات لجوء ترامب لتركيا من أجل إيجاد أرضية مشتركة مع روسيا حول الملف السوري في المرحلة المقبلة، بحسب ما قال الكاتب التركي كيمال كريسشي، في بحث منشور له بمعهد "بروكينجز" الأمريكي.
الخليج
على الرغم من أن الخطاب الانتخابي لترامب جاء مناوئًا إلى حد كبير لدول الخليج، إلا أن هناك توقعات كبيرة بأن السياسات التي سوف يتبناها ستجد قبولًا من بين دول الخليج، بحسب ما قال الكاتب الأمريكي جون كيسيانو، في تقرير منشور له بموقع "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية.
ويرى أن طهران تبقى فرس الرهان، والذي سيحدد وجهة العلاقات الأمريكية الخليجية، حيث أن الرئيس الأمريكي الجديد لا يشعر بطمأنينه تجاه الاتفاق النووي الإيراني، وهو الذي دفعه لتعيين شخصيات لديها توجهات عدائية تجاه إيران، وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.