بعد سماحه بتمرير «إدانة المستوطنات».. هل يعترف أوباما بفلسطين قبل الرحيل؟

الأحد، 01 يناير 2017 05:59 م
بعد سماحه بتمرير «إدانة المستوطنات».. هل يعترف أوباما بفلسطين قبل الرحيل؟
بيشوي رمزي


امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت على قرار مجلس الأمن الخاص بإدانة الاستيطان الإسرائيلي جاء ليضع كلمة النهاية على مسلسل التوتر الذي جمع الإدارة الأمريكية خلال حقبة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما والحكومة الإسرائيلية، وذلك في ضوء الخلافات الكبيرة التي جمعت بينهما خلال السنوات الماضية، ولكن يبقى الرهان الإسرائيلي قائما على المستقبل القريب، على أمل أن يتبنى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سياسة تعيد العلاقة بين الحلفاء إلى سابق عهدها.

إدارة الرئيس الجديد تتجه بقوة نحو دعم اليمينيين في أوروبا، فصعودهم يمثل الفرصة الباقية للإدارة الجديدة للحفاظ على تحالفات أمريكا مع دول أوروبا الغربية، في ظل الخلافات الكبيرة التي تجمع بينه وبين الأنظمة الحالية التي تحكم هناك، وهو الأمر الذي بدا واضحا في تهنئتهم المتحفظة له بعد فوزه مباشرة، ولكن دعم اليمين لن يتوقف على أوروبا، ولكن يمتد إلى حلفاء آخرين وعلى رأسهم إسرائيل.

سياسة الأمر الواقع
لعل توجهات ترامب نحو دعم اليمين في إسرائيل كان دافعا لإدارة أوباما لعدم استخدام حق النقض «فيتو» لمنع تمرير قرار مجلس الأمن الأخير، على اعتبار أن حل الدولتين يبقى الأمل الوحيد لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يتحقق طالما اتجهت إسرائيل نحو استمرار السياسات الاستيطانية، كما أن القرار الأمريكي يتماشى إلى حد كبير مع توجه أوباما نحو فرض سياسة الأمر الواقع على الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته.

يقول الكاتب الأمريكي جاي مايكلسون، في مقال منشور له بصحيفة «ديلي بيست» الأمريكية، إن النظر إلى التصويت الأمريكي على قرار مجلس الأمن لا ينبغي أن يُنظر إليه بمعزل عن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، حيث ستشهد السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل اختلافا كبيرا، خلال السنوات الأربعة القادمة، فالولايات المتحدة ربما لن تصبح الوسيط النزيه بعد ذلك، وستتبنى سياسة داعمة للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين.

موقف رمزي
إلا أن الموقف الأمريكي ربما حمل جانبا رمزيا مهما، حيث إنه يأتي كذلك للتعبير عن الاستياء من جراء السياسات الإسرائيلية التي جاءت في مجملها لتقويض أية فرصة من شأنها إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، في ضوء استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي والتي كانت محلا للانتقاد من قبل إدارة أوباما لسنوات.

يقول المحلل السياسي بول دونالد، في تصريحات أبرزتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن رسالة أوباما من السماح بتمرير القرار هي أنه آن الأوان لحل الدولتين، كما أنها تعكس غضب إدارته من جراء استمرار سياسة المستوطنات الإسرائيلية، حيث لعبت إسرائيل دورا أساسيا في تقويض جهود أوباما للتوسط في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرتين خلال إدارته، كان آخرها في عام 2014.

خطوة حاسمة
ولكن يبقى التساؤل الذي يطرحه البعض حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسعى للاعتراف بدولة فلسطين قبل رحيله عن البيت الأبيض، ليكون متماشيا مع سياساته القائمة على فرض الأمر الواقع على خليفته، خاصة أن مثل هذه الخطوة تبقى مستبعدة تماما تحت حكم الإدارة الأمريكية الداعمة لليمينيين في إسرائيل.

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر كان قد دعا الرئيس أوباما لاتخاذ خطوة حاسمة تجاه الاعتراف بفلسطين قبل الرحيل من البيت الأبيض، خاصة أن السياسات الأمريكية في المستقبل القريب مازالت غامضة، مؤكدا أن الولايات المتحدة ما زالت تشكل مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأضاف كارتر، في مقال منشور له بصحيفة «نيويورك تايمز»، أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات يضع عملية السلام في خطر شديد، حيث تقوم الحكومة الإسرائيلية بترسيخ الاحتلال للأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، والذين يعانون من غياب جميع الحقوق التي يحظى بها أي مواطن في بلاده.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق