أولاند في العراق لتأمين فرنسا ضد إرهاب «داعش» (تحليل)

الأربعاء، 04 يناير 2017 12:32 ص
أولاند في العراق لتأمين فرنسا ضد إرهاب «داعش» (تحليل)
محمود علي

بينما تعيش العراق حالة من الحزن والغضب في اعقاب تفجيرات إرهابية ضربت العاصمة بغداد، توجهت الانظار إلى هذا البلد العربي الذي يزوره الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بشكل مفاجئ وغير مخطط له، وبينما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن هدف الزيارة هو اللقاء مع الجنود الفرنسيين المتمركزين على خط مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، كانت لهذه الزيارة دوافع فرنسية أخرى داخلية وخارجية لاسيما مع قرب تحقيق الجيش العراقي السيطرة الكاملة على محافظة الموصل والي سقطت في أيدى التنظيم الإرهابي عام 2014.


وتعددت الأهداف ففي الوقت الذي أظهرت فيه الصحف الفرنسية اهتمامُا واسعًا بهذه الزيارة مؤكدة أنها الثانية للرئيس الفرنسي خلال الثلاثة أعوام الماضية وتحدد مستوى العلاقات الفرنسية العراقية في الوقت الراهن جاءت المؤشرات لتؤكد أنها ورائها أكثر من دافع أبرزها ركوب موجة التعاون الدولي مع الحملة العسكرية التي تقودها القوات العسكرية ضد "داعش" في الموصل، لاسيما وإنها جاءت في مراحل متقدمة ونهائية من هذه الحملة بالتزامن مع اندفاع المسؤوليين الغربيين بالتوجة إلى العراق بهدف إظهار الدول الكبري أنفسهم على أنهم رأس حربة لمكافحة الإرهاب.

وفي هذا الصدد يقول «أولاند» إن القوات العراقية ستنهي معركة استعادة مدينة الموصل في شمال العراق من سيطرة داعش خلال أسابيع فقط وليس سنوات، مضيفًا أن "مرحلة ما بعد النصر على داعش في الموصل يجب أن تتبعها عملية المصالحة ولم الشمل، وخطة شاملة لإعادة البناء وتأهيل المناطق المحررة".

ومن الناحية أخرى فكان هناك سببًا أخر وراء قدوم الرئيس الفرنسي لبغداد يتعلق بالتعاون الأمني بين العراق وفرنسا، حيث يمكن اعتبار هذه الزيارة في إطار السعي الدولي الدائم لشن علميات أمنية استباقية تجنبًا للأعمال الأرهابية المستقبلية في بلادهم، خاصة وأن فرنسا وقعت فريسة لتنظيم داعش الإرهابي في الفترة الأخيرة ، وبالتالي فأن إعلان الرئيس الفرنسي أولاند من العراق أن التحرك ضد تنظيم داعش في العراق، يساهم في حماية فرنسا من الإرهاب، هو أمر يعبر عن بعد الخطوات التي تتخذها فرنسا في هذه الزيارة للعمل على الحد من تدفق الإرهابيين ومكافحتهم في معقلهم، ومن هذا المنطلق اعلن مصدر عراقي للصحف الرسمية أن هناك عددًا من الاتفاقيات الأمنية طويلة الأمد سيتم توقيعها بين البلدين خلال زيارة أولاند الذي أقر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في العراق بوجود عدد من الفرنسيين الذين يقاتلون إلى جانب تنظيم داعش في مدينتي الموصل العراقية والرقة معقل التنظيم في سوريا، وعن هؤلاء قال أولاند: "سنقاتلهم كما نقاتل بقية الجهاديين".

كما يهدف الرئيس الفرنسي بشكل شخصي من هذه الزيارة إلى تلميع واجهته الرئاسية لاسيما وأنه بحسب استطلاعات الرأي الفرنسية فأنه يعد من أسوء رؤساء فرنسا على مر التاريخ، والأقل شعبية لدى الشعب، ولكون البلاد في فترته أصبحت عرضة للإرهاب والعمليات التفجيرية في فترات عدة، ويحاول من خلال هذه الزيارة وتوجهه إلى الجنود الفرنسيين المتواجدين في جبهات القتال بالعراق تحسين صورته في البلاد قبل رحيله الحتمي في هذا العام، لاسيما وأنه أعلن عدم ترشحه للرئاسة لفترة ثانية وترك الساحة لأعضاء آخرين داخل حزبه الاشتراكي للصعود بدلًا منه.

ولهذا السبب أكد الكاتب الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، إن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والحزب الاشتراكي بأكمله يعاني من الاندثار، بسبب كثرة العمليات الإرهابية التي ضربت فرنسا خلال حكم الحزب وهو ما يقابله رد فعل للمواطن الأوروبي، بالتوجه إلى اليمين المتطرف، مضيفًا في تصريحات تليفزونية أن سبب الزيارة تأتي على خلفية تحسين صورة الحزب الاشتراكي قبل الانتخابات الفرنسية المقرر بدأها بعد 4 أشهر، مشيرًا إلى أن الحزب الاشتراكي قد يمنى بخسائر جسيمة، ومن هنا يحاول الحزب وأولاند التشبث بقشة هذه الزيارة التي تعد دعاية انتخابية للحزب الاشتراكي.

في سياق آخر شهدت العاصمة بغداد عدد من التفجيرات الإرهابية بالتزامن مع زيارة أولاند، وأوقعت العشرات من القتلى والجرجى، والملاحظ هنا أن هذه التفجيرات ليست المرة الأولى التي تتصادف مع زيارة مسؤولين غربيين إلى العراق، في مشهد يراه مراقبون بأنه رسالة غضب من التنظيمات الإرهابية اتجاه هذه الزيارات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق