إلغاء «أوباما كير» وسيلة ترامب لإثبات جدية وعوده (تقرير)

الخميس، 05 يناير 2017 11:34 ص
إلغاء «أوباما كير» وسيلة ترامب لإثبات جدية وعوده (تقرير)
أوباما كير» وسيلة ترامب لإثبات جدية وعوده
بيشوي رمزي

مخاوف كبيرة في الداخل الأمريكي من تنفيذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ما وعد به خلال حملته الانتخابية بإلغاء قانون التأمين الصحي، والذي سبق وأن أقره أوباما خلال حقبته التي استمرت ثمانية أعوام، خاصة وأن إلغاء قانون أوباما جاء في إطار الوعود التي سبق وأن قطعها على نفسه إبان حملته الانتخابية، وهو الأمر الذي ربما يؤدي إلى تداعيات كبيرة على المواطنين الأمريكيين الذين يستفيدون من القانون الأمريكي الذي كافح الرئيس المنتهية ولايته من أجل إقراره في سنواته الأولى في البيت الأبيض.

الخطوة التي قد يتخذها ترامب مع الأيام الأولى له في المكتب البيضاوي، تأتي في إطار خطة متكاملة لتدمير الإرث السياسي الذي تركه الرئيس الحالي، تشمل عدة قضايا أخرى، من بينها إطلاق سباق نووي، والانفتاح على روسيا، بالإضافة إلى الانقلاب على حلف شمال الأطلسي، وإيران، وكذلك تبني موقفا مغايرا تجاه الأزمة السورية.

أول الضحايا
إلا أن قانون الرعاية الصحية «أوباما كير» ربما يكون أول ضحايا العهد الجديد، والمقرر أن يبدأ مع تنصيب ترامب في 20 من يناير الجاري، وذلك في ضوء رغبة الإدارة الأمريكية الجديدة في استعادة الثقة لدى المتابعين والمحللين في جدية الوعود التي قطعها ترامب، فهناك انطباع عام بأن تلك الوعود جاءت في إطار الظرف الانتخابي، بينما في الواقع لن يفي بها، وهو الأمر الذي ظهر بجلاء عند الحديث عن منافسته السابقة هيلاري كلينتون، وكان تعهد خلال حملته الانتخابية بمحاكمتها فيما يتعلق بقضية البريد الإلكتروني الخاص بها، والتي ترجع إلى فترة وجودها على رأس وزارة الخارجية الأمريكية، بينما تراجع في تصريحات لاحقة، مؤكدا أن محاكمة كلينتون لا تمثل أولوية بالنسبة له.

وقال نائب الرئيس الأمريكي الجديد مايك بينس، في تصريحات صحفية نشرها موقع «روسيا اليوم» أمس الأربعاء، إن إلغاء قانون أوباما للرعاية الصحية يمثل أولوية قصوى للإدارة الأمريكية الجديدة، معتبرا أن ذلك يمثل الخطوة الأولى للوفاء بالوعود التي سبق وأن قطعها ترامب إبان حملته الانتخابية، مشددا أن الإدارة الأمريكية سوف تفي بوعودها كافة التي سبق وأن أعلنتها من قبل.

وأضاف بينس، عقب لقاء جمعه بأعضاء الكونجرس الأمريكي من الجمهوريين، أن الإجراء سوف يكون بمثابة الشأن الأول للرئيس ترامب بعد توليه منصبه، وذلك في سبيل الانتقال السلس نحو نظام أفضل للرعاية الصحية خلال المرحلة المقبلة، لصالح المواطن الأمريكي في ضوء السلبيات الكبيرة التي يحملها القانون الحالي من وجهة نظرهم.

درب من الجنون
إلا أن العمل على إلغاء مثل هذا القانون في اليوم الأول من دخول ترامب إلى المكتب البيضاوي يعد درب من الجنون، خاصة وأن أكثر من 20 مليونًا أمريكيًا يستفيدون من هذا القانون، وبالتالي فإن الأمر ربما يحتاج المزيد من الوقت حتى يمكن إلغاء مثل هذا القانون، والذي يمثل أهمية كبيرة لقطاعات كبيرة من المجتمع الأمريكي.

ويرى مايكل سبيرار، رئيس قسم السياسات الصحية والإدارة بجامعة كولومبيا الأمريكية، أنه من غير الممكن إلغاء قانون يؤثر على حياة الملايين بجرة قلم من قبل الرئيس الأمريكي الجديد، خلال ليلة وضحاها، موضحا أن المعضلة الرئيسية أن رؤية ترامب مازالت غير واضحة على الإطلاق، خاصة وأن هناك العديد من العناصر داخل القانون نفسه تحظى بشعبية كبيرة، سبق لترامب نفسه وأن تعهد بالاحتفاظ بها خلال إدارته.

ضبابية المشهد
وهنا تبقى مسألة غياب الرؤية الواضحة للإدارة الجديدة حول الكيفية التي يمكن بها إلغاء أو تعديل قانون الرعاية الصحية الذي أقرته الولايات المتحدة في السنوات الماضية، أحد الأمور التي أدت إلى ضبابية المشهد حول مستقبل هذا القانون، خاصة وأن الرئيس وإدارته لم يسبق لهم الحديث سوى عن رغبتهم في استبدال القانون الحالي بأخر جديد، دون الحديث عن أية تفاصيل في هذا الإطار.

وذكر الكاتب الأمريكي تامي لوبي، في تقرير منشور له على موقع «سي إن إن» الأمريكي، أن هناك معوقات عدة قد تعوق ترامب وإدارته عن القيام بأية خطوات جادة في طريق إلغاء قانون أوباما، لعل أهمها أن هناك ما يقرب من 12 مليون أمريكي قاموا بتمديد تعاقداتهم لتغطية الرعاية الصحية الخاصة بهم إلى العام المقبل، موضحا أن أي تغيير سريع سيمثل تحديا كبيرا لصناعة التأمين الصحي في الولايات المتحدة، وقد تؤدي إلى الإضرار بالعديد من الشركات العاملة في هذا القطاع في الوقت الراهن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق