«مسجد الصحابة».. «تاج محل» على أرض الزيتون (صور)

«مهد الحضارات والأديان».. هكذا لقبت أرض سيناء، إحدى البقاع المقدسة على الأرض، نظرًا لأنها كانت ممرًا آمنًا، عبر من خلاله حاملي الرسائل السماوية، والتي حرصت على أن تظل مهدًا للحضارات عن طريق تشيد محرابًا دينيًا يحمل ثقافات مختلفة، فما بين الطابع العثماني في المعمار، الذي يمتاز بالديكورات الخلابة، وما بين الطراز «الفاطمي، والمملوكي، والهندي، والكنائيسي»، شيدة مدينة الزيتون مسجد «الصحابة».

اقتبست مدينة «الزيتون»، خلال تنفيذها مسجد «الصحابة»، الجمال من الثقافات المختلفة.. جولة عالمية في رحاب أحدث مساجد مدينة شرم الشيخ، تبدأ برحلة مكوكية إلى عاصمة السحر والجمال «الهندي»، حيث اقتبس المسجد في الشكل الخارجي، الطابع الهندي، ما جعله يجذب الأنظار، نسخة معمارية فريدة أقتربت في تصميمها إلى «تاج محل»، أشهر المعالم الهندية.

كما استأثرت، جنوب سيناء بعالم توحيد الثقافات الدينية، من خلال الطابع الكنائسي، والتي صبغت به «تاج محل مدينة شرم الشيخ»، ليصبح محرابًا دينيًا، يحمل في أركانه عبق التاريخ الديني الذي وطئ أراض «مدينة الزيتون».. حلمًا راود أبناء شرم الشيخ بإنشاء مسجدًا بجوار السوق تجاري، حتى خصصت المحافظة الأرض لتشيد قلعة معمارية، تنتظر أن يسطر التاريخ اسمها.

جولة من الصراع خاضتها «جمعية أحباب المصطفى الخيرية»، حتي تحصل على الموافقة على بناء «مسجد الصحابة»، بدأت عام 2010، عقب تخصيص المحافظة الأرضا لبناء «القلعة الدينية لمدينة شرم الشيخ»، ثم بدأت جولة جديدة من الصراع الخيالي للمهندس فؤاد توفيق، الاستشاري لمشروع بناء مسجد الصحابة، الذي عكف على تصميم بناء، يخطف الأنظار.

«9 مليون و400 ألف جنيهًا».. هي حجم التبرعات، لبناء «تاج محل شرم الشيخ»، والذي تجاوزة تكلفة إنشاءه هذا المبلغ، وهو ما دفع المحافظة للتوقف عن استكماله في عام 2015، وذلك عقب أن كانت الملامح الرئيسية للمحراب أشارت إلى أنه تحفة معمارية تشيد على أرض «مدينة الزيتون».

وبعد فترة من التوقف، دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي، عجلة البناء مرة أخرى، عن طريق تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باستكمال بناء «مسجد الصحابة». وفي عام 2016- بدء العمل على قدم وساق، حيث سابق رجال القوات المسلحة، الزمن للانتهاء من بناء «تاج محل مدينة شرم الشيخ»، حتى يتم افتتاحه رسميًا في العيد القومي لجنوب سيناء.

ويقول المهندس فؤاد توفيق، إن الجامع تم انشاءه على مساحة (3 ألاف متر)، والمساحة الخارجية (10ألاف متر)، ويتكون من طابقين، ومساحة الصحن السفلي (800متر)، وملحق به مظلة (400متر)، والدور العلوي (1200متر)، مشيرًا إلى أن المسجد له مئذنتين ارتفاع الواحدة (81 متر).