نرصد الأهداف الحقيقية لزيارة سامح شكري إلى سلطنة عمان

الإثنين، 09 يناير 2017 07:30 م
نرصد الأهداف الحقيقية لزيارة سامح شكري إلى سلطنة عمان
محمود علي

في وقت تتسم فيه المواقف المصرية العمانية حول قضايا المنطقة بكثير من التوافق والتفاهم، يزور وزير الخارجية سامح شكري سلطنة عمان للقاء عدد من المسئوليين في البلد الخليجية الهادئة نسبيًا عن الصراعات المحيطة بالدول المجاورة لاسيما وإنها تنأى بنفسها عن الخلافات التي يشهدها الشرق الأوسط.

زيارة مهمة لوزير الخارجية المصري سامح شكري إلى سلطنة عمان رأها مراقبون إنها لا تخلو من الدلالات أبرزها وجود حراك عربي لمواجهة تداعيات التغيرات المتسارعة في المنطقة لاسيما في الملف السوري والعراقي والليبي والقضايا المشتركة، فما هي أهداف الزيارة ولماذا جاءت في هذا التوقيت؟!!

بحسب التصريحات الرسمية فإن زيارة سامح شكري إلى مسقط تستهدف نقل رسالة شفهية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى سلطان عمان قابوس بن سعيد، كما أنها تستهدف بالأساس تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومتابعة برامج ومشروعات التعاون القائمة، بالإضافة إليّ التشاور حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية التي تهم البلدين.

وقالت مصادر دبلوماسية أن الزيارة تعتبر فرصة مهمة لإستعراض أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل التعامل مع الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية وتمثل تهديدًا للأمن القومي العربي، مؤكدًا في هذا الصدد على وجود توافق في الرؤى بين مسقط والقاهرة حول ضرورة التوصل لحلول سياسية لأزمات العالم العربي، وأهمية تكثيف وتيرة التشاور والتنسيق بين الدول العربية في سبيل تحقيق هذا الهدف.

وبغض النظر عن مضمونها تُمثِل رسالة السيسي إلى عمان امتدادًا للتواصل بين مصر وبلدان الخليج والذي لم ينقطع بفعل حرص الطرفين على استمراره في كل الظروف والأحوال، حيث بدا واضحًا أن هناك اتصالات تتم على أعلى مستوى بين مصر ودول الخليج لوضع حد للأزمات بالمطنقة، وكان أخرها اتصال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالرئيس عبد الفتاح السيسي والذي “تم خلاله بحث علاقات التعاون بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.

ويحمل توقيت الزيارة العديد من الدلالات، فبداخل الأوساط الدبلوماسية هناك حديث واسع أن هناك تحركات عربية خليجية واسعة لتهدئة الأوضاع في البلدان المضطربة أمنيًا، وأيضًا لبدء حوار خليجي إيراني لوقف تصعيد الخلافات، وفي ضوء ذلك جاءت زيارة شكري لمسقط خاصة، حيث أن علاقات مصر تسير على وتيرة جيدة منذ فترة طويلة، وتقوم على التنسيق والتعاون المتبادل.

وبحسب المصادر فإن المباحثات شملت أيضًا البدء في الإعداد للدورة الرابعة عشر للجنة المشتركة المصرية / العمانية المقرر عقدها في عام 2017 بمسقط، كما استحوذ الإعداد للقمة العربية القادمة على قدر كبير من المناقشات بين الوزيرين، حيث توافقت رؤاهما على أهمية أن تكون القمة القادمة غير تقليدية، وأن تتمكن الدول العربية من طرح رؤية جديدة للتعامل مع التحديات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة العربية، وأن تضطلع الدول الرئيسية بدور في إدارة حوار يتسم بأكبر قدر من الشفافية والمصداقية خلال تلك القمة. 

وبعيدًا عن القمة العربية لم تكن الزيارة بعيده أيضًا عن التنسيق بين البلدين في الملف اليمني الليبي لاسيما وأن سلطنة «عمان» تبذل جهودًا مضنية لحل الأزمة اليمنية في إطار علاقتها المتوازنة بين السعودية وإيران، ومحاولة حلحة المشاكل والخلافات بينهما في قضايا المنطقة بينما تشهد القاهرة الكثير من الجولات الليبية في محاولة لوضع حد للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.

وفى الوقت الذي حرص الوزير شكري على الاستماع إلى تقييم نظيره العماني للجهود التي تبذلها بلاده لدعم التسوية السياسية للأزمة في اليمن، أحاط شكري وزير خارجية عُمان بالجهود التي تقوم بها مصر لمساعدة الأطراف الليبية على تجاوز خلافاتهم والتوصل إلى التوافق المطلوب لضمان تنفيذ اتفاق الصخيرات.

وفي نفس السياق يقول السفير مصطفي عبد العزيز مساعد وزير الخارجية الأسبق ومدير مركز دراسات الخليج، إن التواصل المصري العماني يأتي في إطار تقريب وجهات النظر، لاسيما وأن السلطنة طوال تاريخها الممتدد تتبنى سياسة وسطية معتدلة سواء على المستوى الخليجي أو الخارجي، مضيفًا أن هناك خلافات وتناقضات كثيرة بين الرؤي العربية تظهر بالتزامن مع القمة العربية التي تقام الأردن، وهو ما يتطلب من مصر عقد مشاورات مع الدول المعتدلة في المنطقة من أجل تنسيق المواقف. 

كان وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي قد التقى وزير الخارجية سامح شكري اليوم الإثنين، وأجرى الجانبان مباحثات مطولة شارك فيها وفدا البلدين، وتطرقت إلى مجمل العلاقات الثنائية والإقليمية التي تهم البلدين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة