المشاركون في مؤتمر الغردقة: أوروبا تحل أزمة الهجرة على حساب أفريقيا

الثلاثاء، 10 يناير 2017 07:21 م
المشاركون في مؤتمر الغردقة: أوروبا تحل أزمة الهجرة على حساب أفريقيا
السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية المصرى للعلاقات متعددة ا

حذرت الدول الأفريقية - المشاركة في المؤتمر التشاوري لكبار المسئولين من الدول الأفريقية، التي حضرت قمة فاليتا في نوفمبر 2015 والذي يعقد بمدينة الغردقة - من محاولات أوروبا الآن حل مشكلة الهجرة المتفاقمة على حساب أفريقيا وليس من خلال التعاون مع القارة السمراء.

وشهدت المناقشات اليوم الأول للمؤتمر والذي يرأسه السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية المصرى للعلاقات متعددة الأطراف - ويعقد بمدينة الغردقة السياحية - للتحضير لاجتماع كبار المسئولين لتنفيذ "خطة فاليتا" المشتركة المقرر عقده بمالطا في فبراير المقبل - توافقا في رؤى الدول الأفريقية المشاركة، حول القلق من تركيز أوروبا على إعادة المهاجرين غير الشرعيين للدول الأفريقية، واعتبروا ذلك اختزالا غير مقبول لهذه للقضية التي يتعين معالجتها بشكل موضوعي وبكافة عناصرها وأسبابها.

وأوضحت تونس من خلال ممثلها في المؤتمر - أن البحر الأبيض الذي هو جسر بين قارتين وحضارتين أصبح بحرا للموت بسبب الأعداد الكبيرة للغرقى خلال رحلة الهجرة للشمال منوها بالإشكالية الثقافية المتعلقة بحرمان الشاب الأفريقي من السفر ووضع عوائق كبيرة وضعتها دول أوروبا تحول دون سفره الطبيعي وفق مبدأ حرية التنقل ما يجعله يلجأ لطرق غير شرعية تتسم بالخطورة للسفر.

وأضاف أن حال أوروبا اليوم ليس حالها بالأمس في ظل مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية حادة مع صعود أحزاب اليمين للسلطة وتشكيل رأى عام هناك يضغط بقوة إضافة لربط الهجرة بالإرهاب وهذا أمر مقلق يزيد من صعوبة معالجة قضية الهجرة.

كما حذرت تونس في الاجتماع من محاولات أوروبية يجرى الترويج لها حاليا حول إعادة المهاجرين لدول الشمال الأفريقي وتحويلها من دول عبور إلى دول إقامة للمهاجرين غير الشرعيين، وقال إنه يجب التحلي باليقظة إزاء تلك الأفكار وعدم الانسياق أو الانخراط معها.

وفي الوقت نفسه انتقدت العديد من الدول المشاركة فى المؤتمر ضحالة حجم المساعدات الأوروبية المقدمة لأفريقيا لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وأكد مندوب جيبوتى أن هذه المساعدات المتعهد بها لا يتم تقديمها لحكومات افريقيا بل لمشروعات تقوم عليها جهات في أوروبا ما يجعلها تعود للدول الأوروبية مرة أخرى في نهاية المطاف.

كما انتقد الأجندة التي تحاول أوروبا دفع أفريقيا باتجاهها مشيرا إلي أنهم يحصلون من دولنا على معلومات عن الهجرة والمهاجرين في وقت لا يقدمون فيه ما لديهم من معلومات تخص عصابات تهريب البشر على سبيل المثال وبالتالى يجب على افريقيا اتباع التبادلية عند تقديم معلومات بهذا الشأن.

من جانبه، أكد ممثل الجزائر ضرورة معالجة الجذور العميقة لظاهرة الهجرة لارتباطها بالأساس بالتنمية مؤكدا ضرورة عدم توجيه اللوم لافريقيا جراء تنامى هذه الظاهرة بل يجب أن يكون هناك حوار أفريقي أوروبى مستمر بشأنها.

من جانبها، توجهت ممثلة دولة الصومال في الاجتماع التنسيقي حول مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بالشكر للحكومة المصرية لاستضافة هذا المؤتمر.

وأشارت الي أن أوروبا تلقى باللوم علي اللاجئين ولا يقومون بمعالجة المشكلة لان سياسات أوروبا هى التعامل مع الهجرة كمشكلة طارئة ولا تعمل علي معالجة جذورها.

ودعت إلى تكثيف التشاور والتباحث حول وجهات النظر المختلفة لمكافحة الهجرة غير الشرعية واللاجئين، مؤكدة ان عددا كبيرا من المواطنين الصوماليين يعانون فى أوروبا مع تجاهل دول الاتحاد الأوروبي لهذه القضية وتعاملهم معها بشكل قاس.

ومن المقرر أن يختتم المؤتمر اجتماعاته باصدار توصيات ورؤية موحدة للدول الافريقية المشاركة ازاء قضية الهجرة واللاجئين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة