ننشر نص خطبة وزير الأوقاف في مسجد «الرحمن الرحيم» بالقليوبية

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، بمسجد "الرحمن الرحيم" ببنها، بحضور اللواء عمرو عبد المنعم، محافظ القليوبية، والشيخ محمود أبو حبسة، وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، واللواء فرحات السبكي، السكرتير العام للمحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية وقيادات الوزارة.

وقال "جمعة" إن الله رسم طريق السعادة في الدارين، فهي نعمة من أعظم نعم الله على عباده، فالمال ليس كافيًا أن يحقق السعادة، فكثير من الناس سعداء مع وفرة المال.

وأكد وزير الأوقاف في خطبة الجمعة الموحدة التي يلقيها الوزير، بمسجد "الرحمن الرحيم"، على طريق "القاهرة-الاسكندرية" الزراعي، بمدينة بنها، أن نعمة المال تكون في المال الصالح فقط، والنعمة الحقيقية تكون فيمن أخذ الأمانة بحقها وأداها بحقها، وأدى ما عليه، حيث يكون ضمن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، ولا تتحقق السعادة إلا برضى الله، ورضى الإنسان بما قسمه الله له وتكون السعادة بالإيمان الذي تخشع به القلوب وتخضع به الجوارح ليفجر في الإنسان ينابيع السعادة بالثقة في الله والسكينة والرضا والأمن والأمل والقناعة في ظل الأخذ بالأسباب، والتي تكون لأهل الإيمان القنوعين من محبي الخير للناس.

وامتدح جمعة، جرأة الصحابي عمر بن الخطاب أحد المبشرين بالجنة، وخليفة المسلمين الثاني، لاجتهاده الناجح في إقرار فقه الضرورة وفقه الوقت عندما جمد عقوبة السرقة وحد قطع اليد للسارق في عام الرمادة لتعرض المسلمين للجوع من مبدأ إذا جاءني سارق قطعت يده، وإن جاءني جائع قطعت يد ولي الأمر أو رفعت الحد لتغير الظرف.

وأكد الوزير أن عمر أوقف وجمد حد السرقة في شجاعة نادرة ورؤية فقهية ثاقبة، وكتب يومًا إلى أحد عماله، ماذا تصنع إذا جاءك سارق؟ قال: أقطع يده، فقال عمر: فإن جاءني جائع قطعت يدك.

وأضاف الوزير، أن من أراد أن ينظر إلى الوجه المشرق لتاريخنا المجيد وعظمة حضارتنا الإسلامية فلينظر إلى تاريخ هؤلاء العظماء ليدرك أنهم ملأوا الدنيا عدلًا وفقهًا وسماحة وأخلاقًا وقيمًا.