كواليس مؤامرة «كلينتون» ضد «ترامب» (تقرير)

الجمعة، 13 يناير 2017 01:33 م
كواليس مؤامرة «كلينتون» ضد «ترامب» (تقرير)
كلينتون
بيشوي رمزي

بعد شهرين من خسارتها للانتخابات الرئاسية الأكثر استقطابا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ظهرت هيلاري كلينتون مؤخرا داخل مقر وزارة الخارجية في العاصمة الأمريكية واشنطن، لحضور افتتاح أحد المعارض داخل الوزارة، التي ترأستها لمدة أربعة أعوام كاملة، خلال الفترة الرئاسية الأولى للإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، وذلك قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
 
وعلى الرغم من أن ظهور كلينتون يبدو طبيعيا، في ظل وجود عدد من وزراء الخارجية الأمريكيين السابقين، من بينهم كولن باول ومادلين أولبرايت، إلا أن توقيت الظهور، والظروف المحيطة، في ظل دعاوى كبيرة يتبناها العديد من النشطاء الأمريكيين، والذين سبق لهم وأن قدموا الدعم لكلينتون في الانتخابات الأخيرة، للتظاهر والاحتجاج خلال الأيام الأولى للإدارة الجديدة، في ضوء رفضهم للرؤى التي أعلن عنها ترامب في خطابه الانتخابي.
 
إفساد "التنصيب"
تنصيب ترامب، والمقرر في 20 يناير الجاري، ربما يشهد عاصفة غير مسبوقة من التظاهرات من قبل المعارضين ستتركز معظمها في العاصمة الأمريكية واشنطن، وبعض الولايات الأخرى، وذلك للإعراب عن معارضته ورفضه، وهو الأمر الذي يعد أمرا مستحدثا في العرف الأمريكي، بل ويتعارض مع مبادئ الديمقراطية التي طالما تشدقت بها الولايات المتحدة لعقود طويلة.
 
يقول الناشط الأمريكي ليجبا كارفور، أحد منظمي التظاهرات، في تصريح أبرزه موقع "واشنطن ايكسماينر" أن الهدف من الاحتجاجات التي سوف يتم تنظيمها تزامنا مع يوم التنصيب، لا تهدف لمنع انتقال السلطة إلى الإدارة الجديدة، لأن مثل هذا الهدف يبدو من المستحيل تحقيقه، ولكن على الأقل إفساد الاحتفال بتنصيب الرئيس الجديد، موضحا أنهم سيتحركون خلال اليوم لمنع المواطنين الأمريكيين من المشاركة في الاحتفالات من خلال قطع الطرق عند مداخل العاصمة الأمريكية ومنع القطارات من دخولها.
 
الكرة في ملعب أوباما وكلينتون
تحرك النشطاء الأمريكيين ضد ترامب ربما يحظى بدعم، ولو ضمني، من قبل القائمين على الإدارة الحالية، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي كان حريصا على الحديث عن بعض النقاط خلال خطابه الأخير في مدينة شيكاغو الأمريكية، أهمها العنصرية والتمييز ضد المسلمين، وهي النقاط التي تهدف إلى استثارة مشاعر قطاع كبير من المجتمع الأمريكي قبل تنصيب ترامب، بالإضافة كذلك إلى كلينتون، والتي خسرت أمام الرئيس الجديد في الانتخابات الأخيرة، والتي عرفت بقدرتها الكبيرة على تحريك النشطاء في بلدان كثيرة من العالم لتحقيق أهدافها، وبالتالي يمكنها استخدام السلاح نفسه ولكن هذه المرة ضد أمريكا نفسها.
 
يقول كيلين كونواي، المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية، أن الكرة في ملعب أوباما وكلينتون إذا ما أرادوا تهدئة التظاهرات المقررة بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد، موضحا أنهم ينبغي أن يقوما بدور واضح أو إطلاق دعوات صريحة من أجل وقف التظاهرات التي يستعد مؤيديهما لإطلاقها تزامنا مع يوم التنصيب.
 
سلاح التظاهرات
الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدا واضحا في تحريض المعترضين على الاستمرار في التظاهر مرات عديدة، منذ خسارة كلينتون، والتي أعرب عن دعمها في الانتخابات الأخيرة، حيث قال موجها حديثه عن المتظاهرين أثناء زيارته لألمانيا، في الشهر الماضي، "عليكم ألا تصمتوا"، وهو الأمر الذي يعكس مباركته للتظاهرات التي تشهدها البلاد خلال الأيام الأولى لوجود ترامب في السلطة، باعتبار أن ذلك وسيلة للضغط على الإدارة الجديدة.
 
يقول الكاتب الأمريكي برنت جرفيثس، في مقال منشور له بجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن أوباما يبدو مهتما بالحفاظ على إرثه السياسي، وبالتالي كان وصول ترامب إلى البيت الأبيض بمثابة الكابوس، الذي سعى لتقويضه أولا بمناصرة كلينتون، وعندما فشل اضطر إلى الضغط على الإدارة الجديدة عن طريق سلاح التظاهرات من جانب، وكذلك تمرير القوانين والسياسات التي من شأنها وضع الإدارة الجديدة أمام الأمر الواقع. 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق