«سوق الجمعة» البحريني.. نسخة مصرية بطابع آسيوي

السبت، 14 يناير 2017 02:44 ص
«سوق الجمعة» البحريني.. نسخة مصرية بطابع آسيوي

جابت حافلة النقل العام طرق مدينة عيسى حتى وصلت إلى مقصد الكثير من ركابها الآسيويين المقيمين في البحرين.. إنه "سوق الجمعة"، كما نسميه في القاهرة.


والركاب القادمون من مناطق شتى في البحرين اكتظت بهم الحافلة وحافلات أخرى بصورة غير معتادة لمن يتنقل بواسطة وسيلة النقل هذه، التي ما يميزها توافر المقاعد الفارغة بها دوما في كل أيام الأسبوع، لكن ثمة اختلاف في يوم "سوق الجمعة".

فما أن توقفت الحافلة حتى سارع الركاب إلى النزول، فيما صعد آخرون لا يقلون عنهم عددا، ولكن يحملون في تسوقوه قبلهم من السوق.

ولا تختلف المشاهد داخل السوق كثيرا عن نظيرتها في "سوق الجمعة" القاهري، إذ فيها كل ما هو مستعمل وبأسعار تناسب المتسوقين من الآسيويين وهم من بلدان عدة منها الهند وباكستان وبنجلاديش ممن يشكلون أكبر الجاليات في البحرين.

وإن شئنا قلنا إنه يمكن أن تجد في السوق "من الإبرة للصاروخ" بحسب التعبير المصري الشهير، فالاثاث المستعمل بكافة أنواعه الحديثة منها والتقليدية البحرينية متوافر في العديد من "فرشات" الباعة الذين يتبارون في اجتذاب الزبائن بالعبارة البحرينية الشهيرة "حياك الله"، أي تفضل.

ولا مبالغة إن قلنا إن بالإمكان تجهيز أثاث منزل بالكامل من داخل السوق لغير القادرين على شراء الجديد باهظ الثمن، خاصة بالنسبة للآسيويين ذوي الدخل المنخفض. فالإضافة إلى الأثاث هناك أيضا الأجهزة الكهربائية والإلكترونية المستعملة مثل اجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وغيرها تمتلىء بها السوق.

وتعدد الباعة للنوع الواحد من البضاعة يعطي ميزة للمتسوقين في مقارنة الأسعار وشراء الأرخص، حسبما قال أحدهم لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، الذي تجول داخل السوق، وتحاور مع العديد من الباعة والمتسوقين.

وتشرف على سوق "مدينة عيسى الشعبي"، حسبما يطلق عليه هنا، بلدية المنطقة الجنوبية، حيث تتولى تنظيم وإدارة السوق من خلال مجموعة من الشروط منها سداد رسوم قدرها خمسة دنانير مقابل استئجار مكان البيع.
السوق يقصدها أيضا البحرينيون من هواة شراء وبيع الطيور النادرة والحيوانات الأليفة، التي تحتل جزءا كبيرا من السوق. فخارج السوق، تصطف السيارات الفارهة ذات الماركات العالمية الخاصة بهؤلاء الهواة.

وقال أحد باعة الطيور النادرة، واسمه أحمد، لمراسل الوكالة إن الأسعار تتفاوت وفقا لنوع الطائر. وبينما جلس بالقرب من مدخل السوق أملا في الظفر بمشتر سريعا، استعرض أحمد أنواع الطيور ومنها الحمام والكناري، والتي تحمل اسماء منها "عرفالي"، "صفاجي"، "الشمسي"، و"الدرابيل" وهو من أغلى الأنواع ويصل سعره إلى 35 دينارا. أما باقي أنواع الطيور فتتراوح أسعارها بين دينار واحد إلى 30 دينارا.

كما يوجد بالسوق مكان للكتب القديمة في مختلف المجالات والتحف والمشغولات المعدنية القديمة التي تجتذب الهواة.

وما بين هؤلاء الهواة والزبائن الآخرين من الآسيويين، الذين قدموا سعيا لشراء ما يلزمهم بأسعار رخيصة، تبقى السوق، مع اختلاف مرتاديها، نسخة من "سوق الجمعة" القاهري الشهير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة