لماذا رفعت أمريكا عقوباتها عن «السودان»؟

السبت، 14 يناير 2017 04:15 م
لماذا رفعت أمريكا عقوباتها عن «السودان»؟
لماذا رفعت أمريكا عقوباتها عن «السودان»؟
محمود علي

في الوقت الذي تقترب فيه مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من منصبه، كثرت القرارات والأوامر التنفيذية الأمريكية، التي كان آخرها رفع العقوبات الأمريكية الاقتصادية والتجارية المفروضة على السودان، الذي لقى ترحيبا من قبل الخرطوم عبر وزارة الخارجية التي أكدت إنه تطور إيجابي هام في مسيرة العلاقات الثنائية بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية.

وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن «رفع العقوبات سيتم تأجيله 180 يوما، وهو التحرك الذي يهدف إلى تشجيع حكومة السودان على الحفاظ على جهودها المبذولة بشأن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب»، وشمل القرار السماح بجميع التحويلات المصرفية بين البلدين واستئناف التبادل التجاري بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية.

لكن الأمر التنفيذي، الذي صدر قبل أسبوع فقط من مغادرة أوباما للبيت الأبيض، أبقى على العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان كدولة راعية للإرهاب حسب التصنيف الأمريكى.

ورحبت الحكومة السودانية من جانبها بقرار الإدارة الامريكية، وجاء في بيان صادر من الخارجية السودانية أن القرار جاء نتاجًا طبيعيا لجهود مشتركة وحوار طويل وصريح شاركت فيه العديد من المؤسسات من السودان وأمريكا، وثمرة لتعاون وثيق بين البلدين في قضايا دولية وإقليمية محل اهتمام مشترك، مؤكده الحكومة السودانية سعيها لمواصلة التعاون والحوار مع الولايات المتحدة حتي يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وظهرت دلالات العام الماضي على تحسن في العلاقات بين الولايات المتحدة والخرطوم، وفي 20 سبتمبر رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بجهود السودان لزيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة.

وحول هذا التطور يقول خليل محمد سليمان الكاتب الصحفي وعضو حركة العدل والمساواة السودانية، إنه يعتقد أن الظروف التي يمر بها الإقليم ساعدت علي اتخاذ امريكا لهذا القرار ومنها ضغوط أوربية وإسرائيلية على أمريكا للتعامل مع السودان بمرونة لأسباب كثيرة، أبرزها محاربة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، وتعاون السودان مع إسرائيل في محاربة تهريب الاسلحة الإيرانية لحماس عبر البحر الأحمر، كما أن لتقارب الحكومة السودانية مع الحكومة السعودية وقطع علاقاتها مع إيران دافعًا قويًا لأمريكا لرفع العقوبات.

وأضاف «خليل»، في تصريحات خاصة لـ«ـصوت الأمة»، أن الحكومة السودانية أجادت في الفترة الأخيرة التكتيكات بشكل احترافي برغم كل الضغوط، ولكن للأسف ينقصها الكثير لرفع المعاناة عن الشعب السوداني وتمكين الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.

واستطرد خليل سليمان حديثه قائلًا: «أعتقد أن الإدارة الامريكية ذاهبة في اتجاه رفع العقوبات للأسباب سابقة الذكر»، مؤكدًا أن الكرة خارج ملعب أمريكا والسودان بمعني «الكرة في ملعب الإقليم» ومصلحة أوروبا وإسرائيل في إعادة علاقات واشنطن مع الحكومة السودانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق