«أبو الغيط» أمام مؤتمر باريس: تسوية القضية الفلسطينية سبيل استقرار المنطقة
الأحد، 15 يناير 2017 02:16 م
وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الشكر للحكومة الفرنسية لإصرارها على انعقاد هذا المؤتمر برغم كل الضغوط والعقبات التي اعترضت سبيله، مؤكدا أن هذا الإصرار يعكس اقتناع صادق بأنه يتعين على المُجتمع الدولي أن يتحمل نصيبه من المسؤولية إزاء استمرار النزاع الأخطر والأطول في الشرق الأوسط من دون حلٍ أو حتى أفق يُبشر بتسوية في المُستقبل.
وأضاف «أبو الغيط»، خلال كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر الدولي للسلام المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، أن توالي الأزمات الكبرى على المنطقة العربية أعطى للبعض انطباعا مغلوطا بأن القضية الفلسطينية تراجعت إلى مرتبة ثانية، وليس هناك ما هو أكثر خطأ من هذه الرؤية، فكل من يعرف أوضاع هذه المنطقة يُدرك عُمق تأثير القضية الفلسطينية في مُجريات أحداثها منذ نشأتها، وإلى يومنا هذا، ويُدرك كذلك أن إيجاد تسوية عادلة ودائمة لهذه القضية يظل الطريق الأقصر لتحقيق استقرار حقيقي.
الطريق إلى التسوية معروف للجميع، هكذا قال الأمين العام للجامعة العربية، حيث أن ما يسعى إليه العالم العربي هو إنهاء الاحتلال الذي بدأ منذ عام 1967، الذي يعد استمراره وصمة تاريخية بغيضة لا يجب أن تنتمي إلى زمننا الحالي.
واستطرد: ما ننشده هو قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على أساس خطوط 4 يونيو 1967، لتعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع الدولة الاسرائيلية، وما نتمناه هو أن يتمكن الجيل القادم، من أبناء الفلسطينيين والإسرائيليين، من كسر الدائرة الجُهنمية للكراهية والانتقام والعنف.
وأضاف الأمين العام للجامعة العربية في كلمته أمام المؤتمر، أن العرب والفلسطينيين لم يعودوا يتفهموا مساعي إعادة اختراع العجلة من جديد، حيث أنه لم يعد ذلك المنهج القائم على إحياء العملية التفاوضية دون إطار زمني واضح ومرجعية راسخة مقبولا.
وأوضح «أبو الغيط»: غايتنا الحقيقية مع الشركاء الدوليين تتمثل في إنقاذ حل الدولتين باعتباره يمُثل المسار الوحيد لاستقرار المنطقة، تلك هي الرؤية التي تبنتها المبادرة العربية للسلام، وهي التي لا تزال حتى الآن تمثل ركيزة أساسية في الموقف العربي من القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل، ولديَ اقتناع راسخ أن الفُرصة ما زالت قائمة لتحقيق الرؤية التي بشرت بها المُبادرة، هذا في حالة وجود قيادة إسرائيلية راغبة حقا في التسوية السلمية ولديها من الجرأة والحكمة ما يؤهلها لاستشراف الفُرص التي سيوفرها السلام لشعوب المنطقة جميعا، بما فيها الشعب الإسرائيلي.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن أمله، في أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق لجهد جاد ومتواصل من أجل إعادة إحياء العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس صحيح، وبدعم سياسي واقتصادي وفني من الأطراف الفاعلة في المُجتمع الدولي، وأن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة على مستوى الجدية المطلوبة من حيث دفع العملية السياسية وإدراك عمق مغزى التوافق الدولي بشأن حل الدولتين ومحدداته ومرجعياته.
وشدد الأمين العام، في نهاية كلمته، على أن أي سياسات أو إجراءات يقوم بها أي طرف بشكل أحادي لا بد وأن تنسجم مع حل الدولتين وألا يكون من شأنها إجهاض هذا الحل من خلال استباق نتيجة العملية التفاوضية أو التسبب في مزيد من تعقيد الموقف وإثارة المشاعر الغاضبة لدى الفلسطينيين والعرب جميعا.