مساجد على «محطة» الأوقاف (تقرير)

الثلاثاء، 17 يناير 2017 08:10 م
مساجد على «محطة» الأوقاف (تقرير)
وزارة الاوقاف
خسن الخطيب

المعروف أن المساجد تتبع وزارة الأوقاف، بوصفها الجهة التي تعني، بالدعوة الإسلامية من خلالها، في مقابل قيام الوزارة بالإشراف عليها والعمل على رعايتها، وتوفير كافة متطلباتها، وتنظيم عملها، كما أنه من المعلوم أيضا أن من وظائف الوزارة العمل على إعداد الخطط لتطوير مساجدها والحفاظ عليها، وحماية منابرها من استيلاء بعضا من التيارات الدينية المتشددة.

وبالرغم من تبعية المساجد للأوقاف، باعتبارها وقفا مملوكا للدولة، تشير التقارير إلى أن إجمالى عدد المساجد التابعة للوزارة، وصل إلى أكثر من 108 ألف مسجد، بمختلف محافظات الجمهورية، بينما بلغ إجمالي المساجد الفعلي الذي يعمل بشكل مباشر تحت إشراف الوزارة بالكامل، وبوجود موظفي الأوقاف من إمام وخطيب، وواعظ، ومقيمي شعائر، وعمال، لايتعدى 45% من جملة هذه المساجد، وبالرغم من ذلك فإن غالبيتها تعاني من الإهمال، وعدم الصيانة، ومنها مساجد أغلقت بسبب عدم الإحلال والتجديد.

وأوضحت التقارير الصادرة عن الأوقاف، أن الغالبية العظمى من تلك المساجد تحتاج إلى صيانة كاملة، بتكلفة تزيد عن 5 مليارات جنيه، فيما أشارت إلى أن أغلب المساجد متوقفة أو خارج الخدمة، بسبب عدم الصيانة منها على سبيل المثال لا الحصر، مساجد متوقفة منذ أكثر من 15 عاما.

وفي غفلة من وزارة الأوقاف، تعرضت المساجد خلال السنوات الماضية، إلى احتلال من بعض التيارات الدينية المتشددة، فقامت في ظل قصور الأوقاف على توفير الأئمة لها، بالصعود على منابرها، والتحدث باسم الدين في غير مواضعه، كما استغلت تلك التيارات عدم مراقبة المساجد، فقاموا بتحويلها إلى مراكز قوى لاستقطاب أتباع لهم، من خلال قيام قيادات تلك التيارات، بعقد دروس ومحاضرات، وتوفير كتب، بمكتبات تلك المساجد، لنشر أفكارهم المتطرفة فى أوساط الشباب.

وازاء تلك الحالة المتردية للمساجد، واستغلالها من قبل المسيطرين عليها من التيارات المتشددة، الأمر الذي استدعى اللجنة الدينية بالبرلمان خلال الأيام الماضية باستصدار طلب لوزارة الأوقاف، بتنقية المكتبات من كتب التيارات الدينية المتشددة والموجودة بها، وذلك بعد أن اكتشف وكيل وزارة أوقاف الغربية بعض كتب تتبع «المحظورة» بأحد المساجد هناك، فأصدر قراره بعمل لجنة مشكلة من علماء الأوقاف بالمحافظة لتنقية مكتبات المساجد.

الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف قال لبوابة «صوت الأمة»، أن خطة الوزارة التي تعمل بها الآن ستشمل كافة مساجد الأوقاف، بما فيها المساجد الحكومية والأهلية، وحتى الزوايا التابعة للأوقاف، والمقرر عملها، بعد إغلاق الزوايا المخالفة، مبينا أن الخطة تشمل الصيانة والإحلال والتجديد والتشغيل لتوقف بعضها، وإمدادها بالفرش والأثاث اللازم، وبالعمالة اللازمة، لافتا إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة الإعلان عن مسابقة للأئمة لسد العجز في عدد الأئمة.

وتابع وكيل أول الأوقاف، أنه خلال الفترة الماضية، تم عمل إحلال وتجديد وصيانة لأكثر من 1500 مسجد، منها مساجد مكتملة، ومنها ما ينقصها أئمة، كما قامت الوزارة بعمل إحلال وتجديد بالكامل لـ 15 مسجدا، بتكلفة تصل لـ 15 مليون جنيه، فيما بلغت قيمة أعمال الصيانة لبعض المساجد الخاصة، كأعمال السباكة، لـ 2 مليون جنيه.

وعن الخطة القادمة لوزارة الأوقاف للمساجد، قال وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد الحكومية والدعوة الشيخ محمد عبد الموجود، إن مشروع المسجد الجامع الذي بدأت به الوزارة من مسجد الإمام الحسين «رضي الله عنه» سيدخل كافة المساجد الحكومية والأهلية الكبرى ضمن المشروع، وسيتم توفير إمام أو أكثر، وعدد من أئمة الوعظ، ومقيمين شعائر، وعمال، لكل مسجد، بالإضافة إلى تزويد المسجد بمكتبة دينية مختارة من الوزارة.

وحول طلب البرلمان قال وكيل شئون المساجد والدعوة، أن الوزارة تعمد إلى هذا الأمر حتى من قبل مطالبة البرلمان، منوها إلى أن ادارة الدعوة لديها لجنة مشكلة لمراجعة مكتبات المساجد، كما أن الخطة المقبلة تعمل على تجديد كامل لمكتبات المساجد، كما تمد المكتبات بكتب الخطب المنبرية الذي تعده الوزارة، ومنها الكتاب الذي أعدته الوزارة خلال الأيام الماضية، والذي يناقش قضايا الفكر المتطرف، وسبل مواجهتها ليكون متوفرا بكافة مكتبات المساجد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة