مفتي الجمهورية: من الخطأ إلصاق تهمة التطرف بالإسلام

الإثنين، 23 نوفمبر 2015 11:52 ص
مفتي الجمهورية: من الخطأ إلصاق تهمة التطرف بالإسلام
آية عبد الرؤوف

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، لوفد مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يزور مصر حاليًا، وسائل تنظيم "داعش" لتجنيد الشباب، مؤكدًا أن الإرهاب والتطرف نتاج انحراف أتباع الأديان وليس الأديان.

أضاف علام، خلال لقاءٍ الوفد، الذي يضم السيناتور الأمريكي، بوب كروكر، وديفيد كنزيلر من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وسارة جوينر من مكتب الشؤون التشريعية الأمريكي، اليوم الإثنين، أن مرصد الفتاوى التكفيرية بالدار، كشف تركيز التنظيم على الاعتبارات المادية، واللعب بورقة تزويج المقاتلين، وهو أمر مماثل لباقي التنظيمات التكفيرية عبر التاريخ.

تابع علام: "دأبت تلك التنظيمات التكفيرية على تصدير خطاب أيديولوجي يرسخ التنظيم باعتباره جماعة "جهادية" تسعى لتحقيق أهداف "دينية" نبيلة، بينما يتم جذب وتجنيد المقاتلين عن طريق استخدام الأموال، وتوفير المسكن، واستخدام عنصر النساء كعنصر جاذب لضعاف النفوس ولبعض الشباب ممن يواجه عقبات في سبيل الزواج.. من الخطأ إلصاق تهمة التطرف بالإسلام، فالتطرف لا يرتبط بديانة معينة، لأنه نتاج انحراف أتباع الأديان وليس انحراف الأديان، فالأديان إنما جاءت من أجل صلاح الإنسانية وتحقيق الاستقرار والنفع للبشر جميعًا"، مطالبًا بالتعاون بين الدول والمؤسسات، باعتباره السبيل الوحيدة لمواجهة خطر الإرهاب، والبحث بعمق في أسباب التطرف، خاصة أن الإرهاب لم يعد يهدد دولًا بعينها، لكنه أصبح يهدد العالم أجمع.

أشار علام، إلى أن دار الافتاء تبذل الكثير من الجهد من أجل ذلك على المستويين العالمي والإقليمي، عبر عدة إجراءات، منها المشاركة في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية، وإجراء جولات في أوروبا والولايات المتحدة من أجل توضيح موقف الإسلام من جرائم الجماعات الإرهابية، وعقد لقاءات هناك خاصة مع الشباب لتصحيح العديد من المفاهيم التي يستغلها "داعش" لتوقع الشباب في براثن فكره المنحرف.

أردف علام: "الدار تقوم كذلك بعقد دورات تدريبية للأئمة والمفتين الذين يأتون من خارج مصر من أجل إكسابهم المهارات الضرورية للافتاء، وكيفية مواجهة فتاوى الجماعات المتطرفة والرد عليها، ليكونوا حائط صد أمام هذه الجماعاة"، كاشفًا أنه من بين الإجراءات التي تقوم بها الدار، لمواجهة فوضى الفتاوى إنشاء أمانة عامة للافتاء في العالم مقرّها القاهرة، يتم من خلالها بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الافتاء الأعضاء لمواجهة التطرف في الفتوى وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد في الإفتاء، والتبادل المستمر للخبـرات بين دور الافتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، ووضع معايير وضوابط لمهنة الافتاء وكيفية إصدار الفتاوى، تمهيدًا لإصدار دستور للإفتاء يلتـزم به المتصدرون للفتوى، وكذلك بناء الكوادر الإفتائية وتأهيل وتدريب الشرعيين الراغبين في القيام بمهام الإفتاء في بلادهم.

أوضح علام، أن الدار تستقبل يوميًا ما يزيد عن 1800 فتوى سواء شفوية أو هاتفية أو إلكترونية أو مكتوبة وتقوم بالرد عليها.

من جانبه عبّر الوفد الأمريكي عن تقديره لمجهودات دار الافتاء المصرية، وما تبذله من أجل مواجهة جماعات التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي الأخرى قلقة من انتشار الإرهاب.

أضاف الوفد، أن التطرف يعد أرض خصبة للبعض لتحقيق مصالح شخصية، فهناك انتهازيون يحاولون بشتى الطرق جذب الآخرين إلى صفوفهم من أجل إحداث فوضى في العالم، وهو ما يتطلب من الجميع التكاتف والتعاون لمواجهة ذلك الخطر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق