«مزلقانات قنا».. ممرات العبور إلى الموت (صور)
الجمعة، 20 يناير 2017 10:36 ص
على مدي سنوات.. لا يعرفون إلا الموت عبر ممرات الموت العشوائية التي تبحث عن سبيل لاغلاقها أو سبيل آخر لتطويرها. هذا هو حال أهالي قري محافظة قنا الذين يعيشون يوميا في رعب من نحو 52 مزلقانًا بداية من قرية «أبوشوشة» شمالا وحتى مركز قوص جنوبا.
تفتقد مزلقانات السكة الحديد لأدنى وسائل الأمان، ومنها بوابات الإغلاق والإضاءة، ومسؤول البلوك يعمل في ظروف قاسية ومنها الظلام أثناء غلق المزلقان، الذى يعمل بالسلسلة الحديدية، والتي لا يراها قائد السيارات، وقت مرور القطارات القادمة من الاتجاهين، وهو ما يستوجب تطويرها في أسرع وقت لمنع تكرار الحوادث، كما تشهد المحافظة وجود أكثر من 85 معبرا غير قانونيا، يهددون حياة المواطنين أثناء عبورهم بماشيتهم متجهين إلى الأراضي الزراعية.
وترصد بوابة «صوت الأمة» معاناة الأهالي مع بعض المزلقانات والتي تمثل خطرا داهما على أرواح الأبرياء المطالبين بقدر بسيط من الاهتمام بهذه القنابل الموقوتة المنتشرة بطول شريط السكة الحديد، بمراكز المحافظة ومن أشهر المزلقانات التي تحتاج التطوير مزلقانات قرى «الرحمانية والشعانية» بنجع حمادي، ومزلقانات «رفاعة والكوم الأحمر» بفرشوط وغيرها من المزلقانات الممتدة، التي شهدت مصرع عشرات المواطنين طوال الفترة الماضية نتيجة غياب وسائل الأمان بمناطق مختلفة من المحافظة.
ويؤكد عبد المنعم محمد، مهندس، أن جميع مزلقانات السكك الحديدية بمراكز قنا أصبحت عشوائية ويصعب علي العامل التحكم في حركة المارة والسيارات معا بالإضافة إلى قرب المزلقان من مواقف السيارات، ما يؤدي إلى وقوع العديد من الحوادث، خاصة أن أغلب المارة لا يلتزم بالوقوف عند مرور القطارات.
ويؤكد أن تطوير المزلقانات وتزويدها بالإشارات الإلكترونية والاستغناء عن السلاسل الحديدية، وإعادة صيانة الإشارات الضوئية والكهربائية والسيمافورات المعطلة، بالإضافة إلى تعطل الأبراج، هو ما يساعد على وقوع الحوادث، موضحًا أن مزلقان «حلاوة» بدشنا، أصبح نموذجًا المزلقانات النموذجي الذي تتوافر فيه كل وسائل الأمان.
ويشير أيمن غالى، فني صيانة، إلى أن المزلقانات بالقرى لم يتم تجديدها منذ سنوات وتهالكت أرضيتها وكل الأدوات الموجودة بها، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر، وخاصة مزلقانات الكوم الأحمر ورفاعة وقرى المصالحة والرحمانية والشعانية.
ويوضح، أن عمال المزلقانات يستخدمون وسائل بدائية، ومنها السلاسل الحديدية وأحيانا غلقها بالحبال لعدم وحود السلاسل وتكون غير مرئية لقائدي السيارات نتيجة الظلام وتحدث الحوادث دون استجابة من المسؤولين، مطالبا هيئة السكة الحديد بتحديد المزلقانات التي تحتاج للتطوير بجانب تشكيل لجان لفحص مزلقانات القرى وإيجاد حلول عاجلة لصيانتها.
ويضيف وائل النجمى، باحث، أن مزلقان مركز فرشوط، يعد من أشهر المزلقانات التي تؤدي إلى تزاحم وتدافع السيارات لضيقه الشديد وما ينتج عنه من مشاكل وحوادث متعددة على أسبقية المرور وغلقه قبل القطار بمدة زمنية مما يساهم في تكدس السيارات واختناق مروري كبير واصطفاف السيارات لمسافات طويلة تؤدى إلى صعوبة المرور بمداخل المدينة.
ويقول محمد أحمد، عامل، إن مزلقان السواحلية بقرية «أبنود»، بمركز قفط، يعد من أخطر المزلقانات التي تهدد حياة المواطنيين رغم كثرة الشكاوى التي تم رفعها للمسؤوليين خلال السنوات الماضية وكثرة الوعود بعمل مزلقان قانوني وتطويره دون جدوى، مطالبا بإعادة النظر في خطورة هذا المزلقان والذي راح ضحيته أرواح العشرات من المواطنيين والخسائر المادية التي يتعرضون لها من اصطدام القطارات بالماشية التي تساعدهم في زراعة الأرض.
ويقول بركات الضمراني، منسق مركز حماية لحقوق الانسان، إن مراكز قنا يوجد بها أكثر من 85 معبر على شريط السكة الحديد، يؤدى إلى حدوث العديد من المشكلات للمارة لزراعتهم أو أصحاب الماشية، مؤكدًا أن الأهالي بمناطق شرق النيل بنجع حمادي يعبرون من مناطق نجع قطية والصياد والشعانية والياسينة والحمدية، كما يعبرون من مناطق الأميرية بأبوتشت والكوم الأحمر بفرشوط وغيرها من المناطق الخطرة، التي تتطلب تدخل عاجل لحماية المواطنيين من تكرار الحوادث، وقد شهد العام الماضي، العديد من الحوادث سواء للمواطنين أو الماشية.