«المساجيري».. اقتلاع جذور 300 سنة من التاريخ (صور)

الأربعاء، 18 يناير 2017 01:16 م
«المساجيري».. اقتلاع جذور 300 سنة من التاريخ (صور)
مصطفى سلامة

«بيت المساجيري» أقدم المباني الأثرية في السويس، يقع على كورنيش السويس القديم، تم إنشاؤه قبل 300 عام، ووقف شاهدا علي أحداث كثيرة في العهد العثماني، قبل أن تشهد مصر عصر الدولة الحديثة التي أقامها محمد علي، والتي تم خلالها إنشاء القصر الذي يحمل اسمه في السويس.

البيت يقع قبالة الكورنيش من أجل رؤية ومتابعة السفن العابرة للقناة من المدخل الجنوبي، والقادمة ضمن قوافل الجنوب، ولهذا تم اختيار المكان ليكون أول مركز لمراقبة الحركة بالمدخل الجنوبي للقناة.

وكان بيت المساجيري مقرا لنابليون بونابارت، أثناء حملته على مصر والشام، ونزلت به الإمبراطورة أوجيني ملكة فرنسا، أثناء افتتاح قناة السويس في 1869 وكانت تدار منه حركة الملاحة لوقت طويل، إلى جانب إيوائه أفراد المقاومة الشعبية وضباط الجيش، أثناء حرب الاستنزاف وأكتوبر، وغيرها الكثير من الأحداث التي جعلت من المبنى قيمة تاريخية وأثرية يحاول البعض هدمها في محاولات مستمرة لاستغلال الأرض والموقع وإنشاء برج سكني بدلا منه ضاربين بالتاريخ والآثار عرض الحائط.

وكان هناك محاولات عديدة من قبل بعض أشخاص لهدم المبنى، وكان آخر تلك المحاولات قيام أحد رجال الأعمال والذي أعلن أن لديه أوراق تثبت أحقيته في تلك المبنى، ولكن شن وقتها أهالي السويس حملات مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم ارسال مخاطبات إلى محافظ السويس بعدم صحة تلك الأوارق والحاق المبنى الأثري من الهدم، وعلى أثرها قرار المحافظ بعدم أحقية رجل الأعمال في هدم المبنى باعتباره مبنى أثري.

في البداية، يقول أنور فتح الباب، باحث فى تاريخ السويس، أن المبنى تم انشاؤه في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وكان «نُزل» واستراحه لتجار التوابل، حيث كان يتم استيراد التوابل والزيوت من الهند والصين ودول جنوب وجنوب شرق آسيا، وكان يضم بيت المساجيري مخازل للغلال خاصة التوابل المقبلة من الهند، واستمر العهد بالمكان إلى أن تم حفر قناة السويس.

ويضيف، فاروق خزيم، مدير تنشيط السياحة بالسويس الأسبق، أن البيت المساجيري كان يدار منه الحركة الملاحية بالمدخل الجنوبي للقناة عقب افتتاح القناة عام 1869 وقتها تولت (الشركة الفرنسية للملاحة) أول شركة إدارت القناة تجهيز المكان بالمعدات ليكون مركز للتحكم بحركة المدخل الجنوبي ومرور السفن التجارية، وكان يشهد تواجد المرشدين الملاحيين ومشرفي الحركة.

ويؤكد، أنه تم العمل بيت المساجيرى حتي أنشات الشركة الفرنسية مباني جديدة جديدة للمديرين وكبار البحريين بالقناة، وذلك بمنطقة بورتوفيق، وهي المباني والفيلات والاستراحات التابعة لهيئة قناة السويس في بورتوفيق، كما أنشات مباني جديدة لإدارة الأشغال والحركة، وهي المباني والمنشآت التى ما زال العمل يتم بها حتي الآن، وانتقلت الشركة الفرنسية، للعمل من بيت المساجيري، إلى مبني الأشغال ومبني الحركة، بعد 30 سنه من افتتاح القناة، ومنذ ذلك الحين تم هجر المبني، وأصبح بمرور الوقت مهمل ومكان أثري.

ويشير، إلى أن شركة القناة لتوكيلات الملاحية هى المالكة المساجيرى وكان يتبع شركة «عبر البحار»، والتى تغير اسمها بعد تأميم الشركة عام 1956، وتضم الشركة نفسها 4 توكيلات ملاحية، منتشرة بخط القناة، ومازال اسم الشركة متواجد على بيت المساجيري باعتبار أن الأرض والمنشآت عليها تعود ملكيتها للشركة، بينما لا تزاول منه أي أعمال حيث تم نقل مقر الشركة لمكان آخر وأصبح لها فروع بالمحافظات.

وكشف الدكتور سامي عبد المالك، مدير عام الآثار الإسلامية، بمدن القناة، أن البيت المساجيري غير مسجل كأثر إسلامي، ولا يمكن تسجيله كآثر إلا بعد وضع تقرير هندسي عن الحالة الانشائية للمبنى.

وأكد، أن المعاينة المبدئية للبيت أوضحت أن هناك أجزاء من المبنى تدخل ضمن التراث، بينما هناك جزء تم إعادة بناؤه مره أخري حديثا، ولا يتجاوز ذلك الجزء 100 عام، وبذلك لا يدخل ضمن التراث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق