«بيت الأمة».. يلقن العلم لأطفال كفر الشيخ (صور)

الجمعة، 20 يناير 2017 11:00 ص
«بيت الأمة».. يلقن العلم لأطفال كفر الشيخ (صور)
«بيت الأمة».. يلقن العلم لأطفال كفر الشيخ
محمود فكري

شارع متواضع على جانبيه أشجار من الزينة، في منتصفه مدرسة حديثة، بجوارها بيت قديم الطراز، أبوابه عالية، وأمامه أشجار من الزينة والزهور، تصميمه يدل على عظمة سكانه.. هنا ولد وتربى صاحب العبارة الأشهير في تاريخ المصريين «مفيش فايدة»، أنه سعد إبراهيم زغلول، وشهرته سعد باشا زغلول، زعيم الأمة الذي وقف في وجه الاحتلال الإنجليزي.

ولد ونشئ زعيم الأمة، في قرية «إبيانه» التابعة لمركز ومدينة مطوبس، بمحافظة كفر الشيخ، عام 1960- تعلم في «كتاب القرية»، ثم غادر القرية ليدرس بالمعهد الديني بدسوق، وذلك حتى التحق بمدرسة الحقوق بالقاهرة.. توفي والده الشيخ إبراهيم زغلول، تارك له «الشناوي»، الشقيق الأصغر، 7 سنوات، تولى تربيته دون كلل أو ملل، وأشرف على تعليمه مع أولاده، ولكنه كان شديد الحب لسعد باشا.

يقول نادر عبدالله زغلول، عمدة قرية إبيانه، وأحد أقارب زعيم الأمة، إن سعد باشا له بيتان في قرية إبيانه، يسمي «الحرملك»، وهو مخصص للنساء فقط، يستخدمونه في المبيت والطعام والشراب، ولا يدخله أحد مهما كان غير النساء، وبيت أخر بجواره يسمي «السرملك»، وهذا البيت كان يستقبل فيه الزوار والضيوف، ويعقد فيه اللقاءات والاجتماعات السرية بعيدا عن عيون المسئولين أن ذاك، قبل استقراره في القاهرة بشكل كامل.

ويضيف «نادر»، «سعد كان طيب القلب يحنو دائما على أهله، وكانت له أخت متزوجه بقرية بجوارنا تسمي قرية بني بكار، لافتا إلى أن نجلتها أنجبت «مصطفي أمين، وعلي أمين»، الذي مات والدهم وتركهم وهم أطفال، فأخذهم سعد باشا زغلول إلى القاهرة، وتكفل بتربيتهم في بيت الأمة، وظل يساندهم حتى أصبح الاثنين من أعلام مصر، وقامو بتأسيس «أخبار اليوم»، التي تعد من أشهر المؤسسات الصحفية.

ويؤكد عمدة قرية إبيانه، أن سعد باشا لم يرزقه الله بأطفال قط، وكانت له أراضي وأطيان كثيرة في قرية «مسجد وصيف»، مسقط رأس زوجته «صفية هانم زغلول»، فقام سعد باشا قبل وفاته بعمل وقف لهذه الثروة والأطيان بوزارة الأوقاف للفقراء من عائلته، لتبقى كما هي، ويأخذو من ريعها ونتاجها وتبقى الأرض والثروة مدي الحياة، وكانت هناك إدارة بوزارة الأوقاف تسمى إدارة وقف سعد زغلول، هذه الإدارة تشرف على الأراضي والأطيان، وتقوم بتوزيع الأرباح وأموال المحاصيل علي الفقراء من عائلته بعد وفاته، مشيرًا إلى أن الأطيان فتحت الكثير من بيوت فقراء العائلة، ولكن في نهاية السبعنيات قامت وزارة الأوقاف ببيع الأرض بالكامل، وتوزيع رأس المال والثروة بكاملها على الفقراء من العائلة.

ويشير إلى أن «الحرملك والسرملك»، أخذتهما هيئة الأثار وتحفظت عليهما لسنوات كثيرة، ثم اتخذتهما الأبنية التعليمية لإدارة تعليم مطوبس، وحولت «السرملك» إلى مدرسة ابتدائي، و«الحرملك» إلى روضة أطفال.

من جانبه، قال محمد كمال الملاح، رئيس هيئة الأثار بمدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ، إن بيوت سعد زغلول «الحرملك، والسرملك»، مسجلين كأثار تاريخية بقرار من اللجنة الدائمة لترميم الأثار الإسلامية والقبطية في منتصف عام 1998، وصدر لهم قرار من مجلس إدارة هيئة الآثار بتسجيلهم كآثار تاريخي سنة 99، تصديقًا لقرار اللجنة الدائمة، مضيفا أنه لم يصدر لهم قرار من وزير الأثار أو رئيس مجلس الوزراء بضمهم لحماية الآثار، طبقا للقانون رقم (117 لسنة 83)، وذلك بسبب استخدام وزارة التربية والتعليم لهم كمدرسة ابتدائية وروضة أطفال، موضحًا أنه خاطب الإدارة التعليمية بمطوبس أكثر من مرة بضرورة إخلاء هذه المباني، والحفاظ على مقتنياتها الآثرية لكن دون جدوى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة