«عائشة».. أول سائقة نقل عام في النرويج

الأحد، 22 يناير 2017 01:40 م
«عائشة».. أول سائقة نقل عام في النرويج
«عائشة».. أول سائقة نقل عام في النرويج
نورهان طمان

تستيقظ كل صباح ساعية إلى عملها، الذي اعتاد الناس رؤية رجل يجلس فيه منتظرا صعودهم إلى الحافلة.

عائشة علي محمد، ذات الأصول الصومالية، هي أول سائقة لحافلة نقل ركاب جماعي بالنرويج، واعتبرها سكان المنطقة الإسكندنافية، التي تتكون على الخصوص من النرويج والسويد والدنمرك وفنلندا وأيسلندا، مثالا يحتذى في الاندماج والمواطنة، نظرا لكونها أتت لاجئة من بلادها لتندمج بسرعة وتقبل أن تشتغل سائقة لنقل المواطنين داخل العاصمة النرويجية أوسلو.

يشعر ركاب الحافلة بالأمان وهم يتنقلون تحت قيادة عائشة، التي لا تفارق الابتسامة شفتيها، وتظهر عليها الجدية في العمل، والحرص على سلامة زبائن الحافلات التي يستعملها النرويجيون بكثرة.

ورغم كونها متزوجة وأم لثلاثة أطفال تتحمل مسؤولية تربيتهم، فإنها غامرت بكل وقتها وجهدها من أجل إثبات ذاتها، في فضاء غربي يسمح لها بممارسة كل الأعمال التي ترغب فيها.

كانت البداية عندما تحدثت عنها رئيس وزراء النرويج إيرنا سولبيرغ حينما تطرقت إلى هذه التجربة خلال خطاب رأس السنة الجديدة الذي توجهت به إلى الشعب النرويجي بكامله.

وجاء تصريح رئيسة الوزراء النرويجية، من خلال الإحالة على نموذج عائشة علي محمد، 34 سنة، من أجل التشجيع على إظهار الاندماج في البلاد بين مختلف الروافد الثقافية والإثنية.

وعبرت عائشة علي محمد عن فخرها وسعادتها بهذه الشهادة، التي أطلع عليها كل الرأي العام النرويجي، الذي كان مشدودًا إلى جهاز التلفاز للتعرف على خطاب رئيسة الوزراء.

وتقول عائشة علي محمد عن نفسها في إحدى الصحف «النرويجية»، إنها كانت تطمح في صغرها، حينما كانت تعيش في مقديشيو، أن تصبح سائقة لحافلة ركاب؛ لأنها تعتبر ذلك متعة، إلا أن واقع بلادها الأصلية كانت مزريًا، وتقاليد أهلها لا تسمح بمثل هذه الوظائف للنساء.

واعتبرت أن النرويج حققت لها حلمها وأن تصبح أول مسلمة أجنبية تعمل في هذا الميدان الذي لا يلجه أبناء بلادها الأصليين بفعل التقاليد.

وأكدت عائشة، وهي الوحيدة بين خمسة أشقاء، أنها لم يكن لديها خيارات أخرى بعد أن وصلت مع عائلتها إلى النرويج خلال سنة 2002، سوى العمل وتحقيق نجاحات في الحياة، وأبرزت أنها خاضت تجارب شغل أخرى قبل أن تتعلم اللغة النرويجية والحصول على رخصة السواقة في وقت قصير بفعل اجتهادها ومثابرتها.

وأكدت أن الساعات الخمس التي تعملها يوميًا لا تؤثر على وظيفة الأمومة لديها، من حيث مرافقتها لأبنائها إلى المدرسة، وتوفير العناية الخاصة التي يحتاجونها في المنزل والخارج.

صحافة النرويج والبلدان الإسكندنافية، رأت في عمل عائشة علي محمد تحديا ونموذجا للاندماج السريع بدون خلفيات، خاصة أنها متشبثة بقيمها وتقاليدها، من خلال ارتداء الحجاب والتحلي بالخلق الحسن، وهي ترحب بابتسامة غامرة بركاب الحافلة الحضرية المتوجهة من مورتنسرود إلى فيكا بالعاصمة النرويجية أوسلو، لكي تجلب بعض الفرح للذين كان يومهم سيئًا، وتشعرهم بالأمل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق