خبراء اجتماع: الزواج العرفي يهدد المجتمع (تقرير)
الإثنين، 23 يناير 2017 09:19 م
كثرت في الآونة الأخيرة قضايا إثبات النسب لأطفال ولدن من الزواج العرفي، تدخل الأم على إثره دوامة المحاكم بعد أن يتنكر الزوج لها، وهي ظاهرة ربطها خبراء علم الاجتماع والنفس بغياب دور الدولة في توفير فرص عمل تساعد الشباب على تكوين أسرة بشكل شرعيّ، وكذلك ودور الأسرة في تنشأة الأفراد على منظومة أخلاقية.
يرى الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية البنات جامعة عين شمس، أن قضايا إثبات نسب لأطفال لم يتزوج والداهم رسميًا مرضًا اجتماعيًا خطيرًا أصاب كل الدول لكن بدرجات متفاوتة.
وأضاف الخولي في تصريحه لبوابة «صوت الأمة»، أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تحيط بالشباب في مقتبل حياتهم، وعدم توافر فرص عمل لهم بعد تخرجهم من الجامعة، تمكنهم من تلبية احتياجاتهم وتكوين أسرة، يدفعهم إلى البحث عن وسائل أخرى كإقامة علاقات خارج إطار الزواج.
وأشار الخولي إلي أن هذه الظاهرة لها تأثير سلبي على النسق الاجتماعي، ورأى أن الدولة معنية بمقاومة هذه المشكلة من خلال تفعيل دور وزارة التضامن الاجتماعي، وجمعيات المجتمع المدني، والمجالس القومية كالقومي للمرأة، والأمومة والطفولة، والشباب والرياضة وغيرها.
ونوه بأن عدم الاستقرار الأسري يؤدي إلى تصاعد أعمال العنف، والذي يجب التصدي له بالارتقاء بالذوق العام والفن والثقافة، مضيفًا: «لذلك فإن الإعلام والدراما والسينما ووسائل التواصل الاجتماعي مسئولة بشكل كبير عن انتشار موجات العنف ، خاصة وأن الانفتاح على العالم يتيح للشباب الذي عجز عن تحقيق ذاته في الحياة، أن يبحث عن بديل غير شرعي عبر الفضاء الإلكتروني».
من جانبها، قالت الدكتورة سميحة نصر أستاذ علم النفس ورئيس شعبة بحوث الجريمة والسياسة الجنائية والاجتماعية بالمركز القومي للبحوث، «إننا لا يمكن اعتبار هذه النماذج ظاهرة اجتماعية، لأننا لا نملك حصر حقيقي لعددها، وعادة تكون غير معلنة، الزواج العرفي لا يمكن ان نحسب نسبته لأنه غير مسجل في الشهر العقاري، ولا شهود عليه، لا نعرف منه إلا ما ينشأ خلافات يبين الزوجين، أو ينتج عنه طفل ويتهرب الأب من إثبات نسبه».
وأشارت نصر في تصريحاتها لبوابة «صوت الأمة» إلى أن الزواج العرفي نتيجة لانعدام القيم الأخلاقية والخروج على العرف والقانون والعادات والتقاليد التي نشأ عليها المجتمع، وينبذها الدين، وتؤكد وجود خلل في التربية والنشأة التي تُعتبر الأسرة المسئول الأول والرئيسي عنها.
وطالبت الأسرة والنوادي والجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية ووسائل الإعلام بتبني منظومة قيم أخلاقية ترتقي بالمواطنين.
ويرى الدكتور جمال فرويز أستاذ الصحة النفسية والمخ والأعصاب، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورًا كبيرًا في نسق المجتمع والتأثير في فئة الشباب والمراهقين وحتى كبار السن، منوهًا بأن فئة الشباب بدأت تستغل هذا الفضاء العملاق بشكل خاطئ، أدى إلى انهيار حياتها الاجتماعية.
وأضاف فرويز خلال تصريحاته لبوابة «صوت الأمة»، أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، من ناحية تساعد على التواصل بين الأصدقاء القدامى أو الحاليين الذي يصعب الالتقاء بهم في الحياة الواقعية، وتمكنهم من مناقشة أمور اجتماعية ومهنية، لكن على الجانب الآخر يستغلها البعض لإقامة علاقات غير سوية أو كوسيلة للنصب والاحتيال على المواطنين.
وأشار إلى أن الدولة بمؤسساتها تهتم ببناء المنشآت الصناعية والكباري، وتوفير السلع، لكنها تهمل بناء المواطنين، ولا تولي اهتمامًا للموسيقى والرسم والنحت والفرق الاستعراضية والمسرح، معتبرة إياها أشياءً للرفاهية، ما أدى إلى الهبوط بالذوق العام.