ما وراء زيارة ملك الأردن إلى موسكو بعد محادثات أستانا

الخميس، 26 يناير 2017 11:57 ص
ما وراء زيارة ملك الأردن إلى موسكو بعد محادثات أستانا
ما وراء زيارة ملك الأردن إلى موسكو بعد محادثات "أستانا"

شهدت القمة الروسية الأردنية التي عقدت، أمس الأربعاء، في موسكو، برئاسة العاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الروسي فلادمير بوتين، العديد من الملفات والقضايا الملحة على جدول أعمال الجانبين، بما في ذلك آفاق تعزيز التعاون في المجالين التجاري الأقتصادي والإنساني، والاهتمام الكبير بالقضايا المحورية في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا مع التركيز على اتخاذ خطوات مشتركة لمواجهة الإرهاب الدولي.

وجاءت زيارة العاهل الأردني إلى موسكو، في أعقاب محادثات السلام السورية، التي عقدت في العاصمة الكازاخستانية «أستانا»، لتثبيت هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، والتي دخلت حيز التنفيذ في 30 ديسمبر من العام الماضي، وحازت هذه المحادثات على إهتمام واسع من الجانبين، كما تؤكد توقيت الزيارة بأنها تستهدف إطلاع الجانب الأردني على التوجهات الروسية المقبلة في سوريا، ودور عمان في المستقبل السوري.

وأعرب الرئيس الروسي فلادمير بوتين، في تصريحاته خلال لقائه بالملك الأردني، عن إرتياحه لمواصلة الحوار، بشكل ثابت على أعلى المستويات بين البلدين شاكرا الأردن على دعمه لمحادثات أستانا، فيما أشاد العاهل الأردني، بالدور الروسي الذي وصفه، بالمهم في حل النزاع السوري، ونزاعات دولية أخرى.

وأفادت التقاير الإخبارية أن بين أهداف هذه الزيارة، مناقشة مستقبل القضية الفلسطينية مع روسيا، لاسيما بعد وصول "ترامب" إلى سدة الحكم، ونيته إصدار قرارات مؤيدة لإسرائيل، وتحذيره من نقل السفارة الأمريكية القدس، حيث كان لروسيا دور مهم في الفترة الأخيرة في هذا الملف بعدما خاضت إجتماعات خاصة بحركتي فتح وحماس في موسكو الشهر الماضي، مشيرة إلى أن الزيارة جاءت في إطار إستمالة الموقف الروسي في الملف الفلسطيني قبل أي خطوات أمريكية منحازة للإسرائيليين.

كان الملك الأردني إلتقى الرئيس الفلسطيني قبل أيام قليلة من زيارته إلى روسيا، حيث بحث الجانبان خطط التحرك في المرحلة المقبلة، بشأن القضية الفلسطينية والتحديات التي تواجها، وكيفية الرد على المخططات الإسرائيلية، في ظل إدارة أمريكية جديدة، حيث أكد الملك الأردني على أن حماية القدس كواجب أساسي بالنسبة للأردن، وأن أية محاولات لتغيير الهوية الإسلامية والمسيحية والعربية للمدينة المقدسة هي مرفوضة بالمطلق.

من جانب أخر تهدف الزيارة بحسب الأوساط الأردنية، إلى تمتين العلاقات مع روسيا، بعد ظهور موسكو كلاعب مهم في قضايا المنطقة، وإنتصار" الكفه الروسيةعلى الكفة الغربية" في أغلب الإشتباكات بالمنطقة وخارجها، ليعطي هذا التحرك ضمان أخر للأمن الإستراتيجي الأردني، وأن زيارات العاهل الأردني المتكررة إلى روسيا تأتي ضمن إستراتيجية تعدد الشركاء الدوليين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق