تداعيات قرارات «ترامب» في أول أسبوع بالبيت الأبيض (تقرير)
الخميس، 26 يناير 2017 02:03 م
بدأ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في تنفيذ وعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية في أقل من أسبوع، وذلك تنفيذ بعض القرارات التي تثير الكثير من الجدل في واشنطن فبداية من التوقيع على قرار ينص على وضع قيود على دخول اللاجئين لأمريكا مرورًا بالتوقيع على مرسوم لبدء تشييد جدار مع المكسيك، والتأكيد على أنه من الممكن إعادة العمل بالتعذيب مستقبلاً، وصولًا إلى تصريحه بأنه يعتزم وقف برنامج استقبال اللاجئين السوريين لمدة 120 يوماً.
كل هذه القرارات طرحت سؤالًا مهمًا عن تداعياتها المستقبلية ومدى قبول المجتمع والساسة والاقتصاديين الأمريكيين بها في المرحلة المقبلة، لاسيما وأنها أثارت ضجة واسعة على خلفية سرعة التوقيع عليها دون الرجوع إلى مجموعات الرأي في فترة وجيزة من حكم الوافد الجديد للبيت الأبيض.
وقال الدبلوماسيون لموقع «صوت الأمة» إن ردود الأفعال الداخلية في واشنطن ستكون متباينة اتجاه كل قرار أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاسيما مع اختلافها ، وأكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة أن قرار «ترامب» المتعلق بوضع قيود على استقبال المهاجرين يأتي في إطار إثبات الرئيس الأمريكي لمؤيديه أنه سيمضي قدمًا في تحقيق وعودوه الانتخابية، مضيفًا أن هذا القرار لا يتعدى التشدد في القيود الخاصة باستقبال المهاجرين، مشيرا أنها ستلاقي ترحيبا من المجتمع الأمريكي على أساس تخوفه من الإرهاب الذي أصبح فزاعة للسلطات الأمريكية لتحقيق الأمن والاستقرار.
وعن إغلاق الحدود مع المكسيك وإنشاء جدار أمني أكد رخا أن هذا القرار صعب تنفيذه لاسيما وأنه سيؤثر على الاقتصاد الأمريكي وسيضر قطاع رجال الأعمال الذي يدر من التبادل التجاري مع المكسيك الكثير من الأرباح، مؤكدًا أن العمالة المكسيكية ذات رواتب منخفضة الأمر الذي يعود بالنفع على قطاع الأعمال الأمريكي، مشيرًا إلى اتفاقية نافتا التي تضم بجانب المكسيك وأمريكا دولة كندا وهي المعاهدة التي على أساسها تم إنشاء منطقة تجارية حرة بين الثلاث دول ووقعت في يناير سنة 1994.
من جانب أخر فأن القرار المتعلق بتقديم وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكتين خطة لإنشاء منطقة أمنة في سوريا، فهو مخالف لقرار مجلس الأمن رقم 2245 الخاص بحل الأزمة السورية والتي وقعت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بحسب مساعد وزير الخارجية الأسبق، لاسيما وأن من شأنه أن يعيق مسألة تثبيت وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هذا سيلاقي معارضة واسعة من روسيا، ولكن داخليًا يعتقد رخا أن إطلاقه من قبل «ترامب» لا يلاقي أي أزمة لاسيما وان هناك دعوات بتشديد اللهجة الأمريكية ضد روسيا، مشيرًا أن هذا القرار جاء بشكل تكتيكي ليضع قدمًا لواشنطن في المفاوضات السورية المقبلة.
وعن فتح السجون والعودة بالعمل بالتعذيب مستقبلاً، قال رخا أنه بالفعل سيحتفظ فترامب بـ«جوانتنامو» مفتوحًا، لما يمثله إغلاقه من تهديد على الاستقرار الأمريكي ، مؤكدًا أن هذا الأمر لاقى ترحيب واسع من الأمريكان في الفترة الأخيرة.