يسري عبدالله: سيد حجاب واحد من صانعي الوجدان العام
السبت، 28 يناير 2017 10:56 ص
أكد الدكتور يسري عبدالله، الناقد الأدبي والأستاذ المساعد بكلية الآداب جامعة حلوان أن الشاعر الكبير سيد حجاب يمثل معنى فريدا في الوجدان الجمعي المصري والعربي، ويعد أحد أبرز صناعه منذ عقد الستينات وإلى أمد بعيد.
وأضاف عبدالله أن سيد حجاب الشغوف بالوطن حد الذوبان ليس مجرد حلقة مركزية ضمن حلقات العامية بتنويعاتها المختلفة، بدءا من الآباء الكبار: بيرم التونسي، وبديع خيري، ويونس القاضي، ومرورا بالشعراء الفارقين في مسيرتها والمجددين لروحها الوثابة وفي مقدمتهم فؤاد حداد وصلاح جاهين، ولكنه يمثل مع عبدالرحمن الأبنودي التعبير الجمالي عن روح مصر العفية والنابضة.
وقال إن سيد حجاب اتسم بموهبة فذة، وممارسة جمالية نافذة صوب الروح، وكان ديوانه الأول: «صياد وجنية» في عام 1964 استجابة لروح جديدة تسكن العامية المصرية وتعبر عنها في آن، وبدت أشعاره الغنائية التي اعتمدتها أعمال درامية مختلفة في التليفزيون المصري، علامات دالة على خلق جديد للوجدان العام، بطله الحقيقي أصبح ممثلا في الأغنية المسكونة بروح الصورة والتخيل الشعري، وبدت الأجيال التي تشكل وعيها في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي تبحث عن شارات المسلسلات لترى هل كتبها سيد حجاب.
وذكر الدكتور يسري عبدالله أن الملامح التي تشبه ناسنا وأمانينا وإخفاقاتنا وحيواتنا المتناقضة ظلت تعرف طريقها في نصوص سيد حجاب الغنائية التي احتوت لعبا فنيا يعتمد على الجناس بتنويعاته، واللعب اللفظي، واللعب مع الإيقاع، فضلا عن بنية درامية تتكئ على جدل الصورة والتخيل، ولعل شارة النهاية لمسلسل «الشهد والدموع» تأتي كاشفة عن تلك الآليات التي ميزت سيد حجاب.
وأشار يسري عبدالله إلى أن أشعار سيد حجاب مسكونة بحس ثوري عارم، ومشغولة بالانتصار لكل المقولات الكبرى، والانحياز إلى كل ما هو حر وإنساني ونبيل.
وختم بقوله: «عن الأسى الرهيف والأحلام الممكنة والشجن النبيل، والأماني المجهضة والخيبات التي تحاصرنا، كان سيد حجاب دائما حادي الغناء العامي والثقافة الشعبية التي تدرك المعنى العميق للعالم والحياة والأشياء».