قطر وتركيا تعيقان تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية بأمريكا (تقرير)

السبت، 28 يناير 2017 07:52 م
قطر وتركيا تعيقان تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية بأمريكا (تقرير)
صورة ارشيفية
محمود علي

أصدر دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، في الوقت الذي يبدأ فيه أولى أيام حكمه بالبيت الأبيض، العديد من القرارات العاجلة فتح بها ملفات عدة، كان أبرزها مُناقشة تنصيف جماعة الإخوان الإرهابية، وإخضاعها للعقوبات الأمريكية، ما أثار حالة من الرعب داخل قيادات الإخوان والدول التي تحكمها تيارات مرتبطة بالجماعة في تركيا وتونس وقطر.

وعرضت وسائل الإعلام الأمريكية، حيثيات موافقة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، المُحتملة على تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيمًا إرهابيًا، وتداعياتها على الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إنه في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاتخاذ قرار يعلن فيه تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيمًا إرهابيًا، وإدراجها على لائحة العقوبات الأمريكية أسوة بباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، فإن هذا الأمر سيُثير حساسية كبيرة لأنه سيؤثر على علاقات واشنطن بعدة دول من بينها «قطر وتركيا» وغيرها من الدول، التي تحتضن «الإخوان».

ويبدو أن وصف وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الإخوان، خلال جلسة التصديق على تعيينه في مجلس الشيوخ، بأنهم «بوق للإسلام المُتشدد» يحمل إشارات كثيرة إلى تعامل الولايات المتحدة مع هذه الجماعة في المستقبل.

وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل فلين، إنه يرغب في إدراج جماعة «الإخوان» على قائمتي وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين للمنظمات الإرهابية الأجنبية، مشيرًا إلى أنه تم بحث «إدراج الجماعة على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية»، لكنه أشار إلى أنه «لم يتضح في نهاية المطاف متى أو ما إذا كانت الإدارة ستمضي قدمًا في نهاية الأمر في اتخاذ هذه الخطوة».

ويُعطي المشروع وزارة الخارجية الأمريكية، فترة 60 يومًا بعد تمريره لكي تقدم تقريرًا إلى الكونجرس تُثبت فيه أن التنظيم لا يُمارس أو يدعو إلى ممارسة أنشطة إرهابية، وفي حال عجز الخارجية عن تقديم دلائل، فعليها أن تدرج التنظيم على لائحة الإرهاب، وعلى الرغم من تأكيد سياسيين ومراكز الأبحاث والدراسات في الولايات المتحدة، أن أي إجراء أمريكي لتصنيف «الإخوان المسلمين» بالكامل كمنظمة إرهابية قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات مع «أنقرة» وعدد من الدول الأخرى، التي تعدّ حليفًا رئيسًا لواشنطن، يبدو أن «ترامب» وإدارته يسعيان إلى التحرك بعيدًا عن ما يُصدره مراكز الأبحاث، مُعتمدين في محاربة الإرهاب على الرؤية المصرية التي تصنف الإخوان كجماعة إرهابية، وأرسلت العام الماضي، العديد من الأسطوانات والوثائق التي تثبت ارتكاب جماعة إخوان عنف.

من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه ربما لا يحدث ما نتمناه فيما يخص تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في أمريكا، مؤكدًا أن هناك دولة كبرى في الحلف الأطلنطي «تركيا» يحكمها أحد أفرع جماعة الإخوان، وهذا الأمر سيؤثر على القرار، حيث ستدافع هذه الدول عن الجماعة وستضغط على الإدارة الأمريكية لتعطيل هذا الأمر.

وأضاف «حسن» في تصريحات خاصة لبوابة «صوت الأمة»، أن تونس أيضًا تشهد حكمًا مشتركًا بين التيار الإسلامي المتمثل في حركة «النهضة» والتيار المدني، مؤكدًا أن بهذا الأمر سيكون قرار تنصيف جماعة الإخوان بشكلها الدولي صعب شكلًا وموضوعًا، متساءلًا هل بهذه الإشكالية تقدر الإدارة الأمريكية أن تصنف جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي كجماعة إرهابية؟.

وفيما يخص الوضع الداخلي، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك منظمات إسلامية عديدة داخل المجتمع ترتبط بالجماعة الإرهابية تتخفى تحت عمل المؤسسات الخدمية أو الخيرية، مشيرًا إلى أن هذه المنظمات ظهرت بشكل واضح في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وقد تحتاج إلى وقت لتصنيفها إرهابية.

وأكد إن الإشكالية الأخرى، أن الديمقراطيون مازالوا يدافعون عن الجماعة الإرهابية في الكونجرس، حيث يقف هذا الحزب أمام قرار تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، مشيرًا إلى أنهم مازالوا مقتنعين أنهم لهم دور ممكن الاستفادة بيه في الشرق الأوسط.

وعن دور الخارجية المصرية، أكد إنها أرسلت الكثير من الأسطوانات التي تحمل فيديوهات تُثبت تورط الجماعة في ارتكاب أعمال عنف في مصر خلال الفترات التي سبقت ثورة 30 يونيو، ولكن أرجع تأخر القرار للأسباب سالفة الذكر. مؤكدًا أن مصر تنتظر وتترقب ما سيُسفر عنه المستقبل، لاسيما وأن إدارة «ترامب» مقتنعة أيضًا بالرؤية المصرية في محاربة الإرهاب وتدعم القاهرة والإدارة المصرية في ذلك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة