مشروع إخواني لإنشاء بديل عن «الأزهر» في ماليزيا!

الأحد، 29 يناير 2017 01:20 م
مشروع إخواني لإنشاء بديل عن «الأزهر» في ماليزيا!
حسن الخطيب

كشفت مصادر لبوابة «صوت الأمة» عن تحركات إخوانية على المستوى العالمي، لضرب مؤسسة الأزهر الشريف، وتهميش دوره الديني والعلمي، من خلال إنشاء هيئة دينية إسلامية سنية كبرى بدولة ماليزيا شرق آسيا، برعاية من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بعدما سقط دوليًا في أوروبا والولايات المتحدة.

وأوضحت المصادر أن بعض التقارير أفادت بتحركات إخوانية في دول شرق آسيا من دول ماليزيا، وباكستان، وافغانستان، وسنغافورة، لإنشاء هيئة دينية على غرار الأزهر الشريف، تعني بشئون المسلمين السنة في العالم، ويكون لها جامعة عالمية كبرى لها فروع في دول العالم الإسلامي، فضلًا عن هيئة كبار علماء على غرار هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، تتولى مهام الفتوى والدعوة الدينية في دول العالم الإسلامي، ويكون للهيئة إمام من جماعة الإخوان المسلمين يتولى أمرها.

الفكرة الإخوانية بإنشاء هيئة بديلة عن الأزهر، لم تكن الأولى من نوعها، سبقتها فكرة تركية في العام 2014 بإنشاء هيئة إسلامية كبرى بديلة عن الأزهر الشريف، بعدما أعلنت وزارة الشئون الدينية التركية عزمها إنشاء جامعة إسلامية كبرى على غرار الأزهر لتكون بديلًا عنه، بعدما اتهمته بتراجع دوره في العالم الإسلامي، وتقدم الاقتراح رئيس إدارة الشئون الدينية في تركيا، محمد غورماز، والمعروف انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين، اقترح إنشاء جامعة إسلامية دولية في إسطنبول، على غرار جامعة الأزهر في القاهرة، أو تحويل الجامعة الإسلامية في ماليزيا إلى هيئة كبرى تباري مؤسسة الأزهر في مرجعيتها.

وخرج وقتها غورماز، أثناء رئاسته لأفواج الحجاج الأتراك في موسم حج 2014، بإعلان بدء العمل في إنشاء الجامعة لأسباب عديدة، حيث زعم عجز الأزهر عن إيجاد حلول للمشاكل في العالم الإسلامي، وكذلك انجراره لما أسماه بـ«الإسلام السعودي»، ونوه باستعداد تركيا للمشاركة بشكل أكبر في سوق الدعوة والأفكار الإسلامية.

وأشارت المصادر إلى أنه بعد فشل إنشاء لتلك الهيئة، بسبب الاعتراضات التي واجهتها تركيا من دول الخليج، وبالأخص المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية، والكويت، بالإضافة إلى موقع تركيا السياسي، وسعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وبعدما أفل نجم الإخوان المسلمين في تركيا، وحظر الجماعة في العديد من دول أوربا، فضلًا عن فوز دونالد ترمب المعادي للتنظيم الدولي لهم برئاسة أمريكا، وطردهم من السودان، كانت «ماليزيا» وجهتهم الوحيدة، لما عرفت به بمناصرتها للإخوان، فعادت الفكرة مرة أخرى تراود الحلم الإخواني، وبتمويل قطري وتركي، ليعيد التنظيم الإخواني ترتيب أوراقه من جديد.

كما لفتت المصادر إلى أن المتتبع لتاريخ جماعة الإخوان الإرهابية، يدرك تجذرها وتأصلها في دول شرق آسيا، وبالأخص في ماليزيا، والتي بدأ تأصلها بها منذ منتصف القرن الماضي، بعدما تأسست حركة الشباب الإسلامي بها، على يد عدد من طلاب البعثات الطلابية لأبناء ماليزيا في دراستهم بمصر في رحاب جامعة الأزهر، وهم الآن يتبوءون وزارات متعددة في الحكومة الماليزية ومنهم وزراء التعليم، والثقافة، والزراعة، ويسيرون مع «المحظورة» في تنفيذ خطوات تأسيس الهيئة الدينية بشكل كبير، كما يؤيد هذه الفكرة بعض الأحزاب الماليزية الأخرى التي انشقت عن إخوان ماليزيا، كحزب «باس» أو الحزب الإسلامي الماليزي، ويتقاسم الحزب التشكيل الحكومي مع حركة الشباب الإسلامي، بالإضافة إلى بعض الجمعيات الأخرى التي يشرف عليها المنتمين للمحظورة كجماعة الأرقم، وجمعية الإصلاح الماليزية.

وعلمت بوابة «صوت الأمة» أن مشيخة الأزهر قررت تسيير قوافل دعوية لدول شرق آسيا، تبدأ من ميانمار وماليزيا وسنغافورة وباكستان، للتصدي لما يخطط له التنظيم الدولي للإخوان، وكان أول إجراء يتخذه الأزهر في هذا الشأن عقد المصالحة والحوار الوطني لطوائف ميانمار في «بورما» لوقف القتال الدائر هناك ضد المسلمين، ولتكون القدم الأولى للأزهر في شرق آسيا، لدحض تحركات الإخوان.

وتعليقا على إنشاء هيئة إسلامية كبرى لضرب الأزهر الشريف، قال الدكتور علي رجب الباحث في شأن التيارات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات، إنه لا يستبعد هذا العمل من الجماعة المحظورة، لمحاولاتهم الحثيثة في انتزاع المرجعية بشتى الطرق من الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن التنظيم الدولي الآن يتعرض لأزمات دولية، خاصة بعد صعود ترامب لسدة الحكم الأمريكية، ما جعل الإخوان في الولايات المتحدة بين فكي رحى، إلى جانب تصريحات المرشح للرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون العدائية ضد الإخوان، وطرد بعض العناصر الإخوانية من السودان، والأزمات التي تلاحق تركيا، أصبحت الوجهة الأخيرة لهم ماليزيا.

وتابع: «من هناك يمكن أن تبدأ جماعة الإخوان إعادة ترتيب أوراقها من جديد»، مؤكدًا أن هذا الحلم غير قابل للتحقيق، لأن الأزهر له مكانته الدينية والتاريخية والثقافية والعلمية، ولن ينتزعها أحد كان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق