«اللي أوله دلع آخره إدمان».. حكايات البنات مع «الشيشة» (تقرير)

الأحد، 29 يناير 2017 02:52 م
«اللي أوله دلع آخره إدمان».. حكايات البنات مع «الشيشة» (تقرير)
«اللي أوله دلع آخره إدمان».. حكايات البنات مع «الشيشة»
نورهان طمان

يعد تدخين المرأة لـ «الشيشة» في دول عربية أمرًا غير مستغرب، ومنذ أعوام مضت لم تكن ظاهرة «الشيشة» بكل هذا الكم داخل المجتمع المصري، أو بالأحرى من التابوهات التي لا يسمح للفتيات الكلام عنها، إلا أن الأمر تطور بعد ذلك وأصبحت روتينا يوميا لفتيات على المقاهي والكافيهات.

أثناء تجولك في الشارع أو جلوسك على الكافيهات والمقاهي، ستجد الفتيات احتلت مواقع الشباب في شرب الشيشة، خاصة في ظل تواجد بعض الكافيهات المخصصة للفتيات، الأمر الذي يعتبر خارج نطاق المجتمع المصري، لتصبح الشيشة تعبيرًا عن دلالات اجتماعية لدي الفتاة وتنتشر بين جميع الطبقات ومراحل العمر المختلفة.

تقول «ولاء حسن»، إن شرب الشيشة للبنت يتوقف على عادات وتقاليد المجتمع الذي تنتمي إليه، فهناك بعض المجتمعات في الدول الأوروبية تنظر للأمر على أنه أمر طبيعي ولايوجد مانع في تناولها ولافرق بين ولد أو بنت، في حين أن هناك بعض المجتمعات ترفض تلك العادة.

وتضيف «منال»، الشيشة ضيف يومي في حياتها قائلًة: «كنت أدخن الشيشة سرًا مع أصحابي في بعض الكافيهات المخصصة للبنات فقط، ولكن بعد الزواج جلب زوجي «شيشة» إلى البيت، وأصبحت ضيفًا شبه يومي في حياتنا»، مشيرة إلي على الرغم من أنها متزوجة فإنّ ذويها وبالأخص والدتها تعارض التدخين بشكل عام ولا تعلم بسرها، مؤكدًة في الوقت ذاته أنّ كثيرًا من صديقاتها المدخنات تحولن إلى تدخين «الشيشة» بسبب اعتقادهن أنها أقل ضررًا ولا تسبب الإدمان على حد تعبيرها.

وتحدثت «ل. س» 27 سنة، عن تجربتها للتدخين قائلًة: «بدأت أدخن لما كنت في ثانوي، وكنت حاسة إنى عايزة اتمرد على الرجولة اللي أبويا فاهمها، وأكسر صورة البنت الضعيفة، ومش هافكر أني أبطلها حتى لو أتجوزت لأني بحبها وأدمنتها».

فيما أكدت دراسة حديثة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن هناك تراجعًا ملحوظا في نسبة المدخنين من الرجال، وفي المقابل زيادة في عدد النساء المدخنات، حيث أوضحت الدراسة أن نسبة المدخنات في مصر وصلت إلى نحو 15%.

ووفق آخر دراسة لجمعية «مكافحة الإدمان» المصرية، توصلت إلى أن 30% من بنات مصر مدخنات، بل من المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 70% بعد أقل من 3 سنوات.

كما تؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية باستمرار على زيادة نسبة المدخنين إلى أن وصلت نسبتها إلى 70% بين الذكور، و25% بين الإناث، بسبب التأثير القوي للإعلانات التجارية الخاصة على منتجات التبغ بمختلف أنواعه، ولذا تركز شركات التدخين على النساء كهدف ووسيلة في الوقت نفسه، وفي مواجهة القيود الثقافية التي تحول دون انخراط النساء في التدخين تلجأ تلك الشركات إلى أساليب خبيثة لإيقاع النساء في حبائل التدخين، يربطه بالجمال والتحضر، فتنشر صورًا لنساء جميلات يدخن، وتنتج بعض الشركات سجائر بأسماء النساء، وتربط بين التدخين وقوة شخصية المرأة، فتظهر إعلانات لنساء مدخنات يؤكدن أن التدخين حق من الحقوق المدنية للمرأة.


 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق