حظر دخول المسلمين.. حماية للأمريكان أم انتصار لـ«داعش» (تقرير)
الثلاثاء، 31 يناير 2017 09:33 م
يبدو أن الجماعات الجهادية أجادت استخدام القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحظر دخول المسلمين القادمين من دول مُعينة، حيث احتفل العديد من الحسابات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا القرار، واعتبروه بمثابة انتصار لهم، في ضوء رغبتهم في استثارة مشاعر المُسلمين في المُجتمعات الغربية خلال المرحلة المُقبلة.
- القيام بعمليات إرهابية
لعل السبب الرئيسي في احتفاء التنظيم المُتطرف بالقرار الذي اتخذه «ترامب»، يرجع إلى اقتناعهم بالدور الكبير الذي ستلعبهُ تلك القرارات في دفع المُسلمين الذي يعيشون داخل تلك المُجتمعات نحو الانحياز لصفوفهم، وبالتالي استخدامهم في المُستقبل للقيام بعمليات إرهابية داخل تلك المُجتمعات وعلى رأسها الولايات المتحدة.
- تبني أجندات مُعادية للأديان
تقول الباحثة «ريتا كاتز»، المُتخصصة في دراسة المواقع الجهادية، إن الجهاديين كانوا يكافحون كثيرًا من أجل اقناع الرأي العام بأن الإدارات الأمريكية السابقة، من بينها إدارة «أوباما» و«بوش»، تتبنى نفس النهج الذي يتبنونه هم أنفسهم، والذي يقوم في الأساس على تبني أجندات مُعادية للأديان الأخرى، وعلى رأسها الإسلام.
- كراهية أمريكا للإسلام
وأضافت «كاتز»، أن قرار «ترامب» يُمثل فرصة ربما تكون نادرة بالنسبة لهم في إبراز مدى كراهية أمريكا للإسلام والمسلمين، وهو ما يعد بمثابة إعلان حرب، ستسعى تلك الجماعات لاستغلاله من أجل اقناع مسلمي الغرب الذين يشعرون بقدر من التعاطف مع تلك الجماعات للانضمام إليهم، وربما استغلالهم للقيام بعمليات إرهابية تستهدف المجتمعات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
- استغلال قرارات «ترامب»
إلا أن الأمر ربما لا يتوقف عند هذا الحد، حيث أن الجماعات المُتطرفة، وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي، ربما تستغل تلك القرارات من إحكام سيطرتها على المناطق التي تُسيطر عليها في منطقة الشرق الأوسط، أو على الأقل اكتساب قدر من التعاطف من جانب شعوبها تجاه الأعمال الوحشية التي تُمارسها ضد العديد من المناوئين لهم.
- الأقليات الدينية
ومن جانبه، يرى الكاتب الأمريكي «جوبي واريك»، أن ما فعله «ترامب» ربما يكون سببًا في اشتعال الأوضاع في الدول التي يُسيطر عليها التنظيم المُتطرف في الشرق الأوسط، وربما يمتد الأمر إلى حرب على أساس طائفي، حيث أنهم سيسعون لاستغلال القرارات الأخيرة باعتبارها حرب ضد الإسلام، من أجل إكساب جرائمهم قدرًا من الشرعية خاصة ضد الأقليات الدينية.
- تداعيات القرار
تداعيات القرار الأمريكي، ستمتد كذلك إلى عمل الأجهزة الأمريكية الحيوية في المرحلة المُقبلة، وعلى رأسها جهاز الاستخبارات الأمريكي، حيث أنه سيواجه صعوبات كبيرة في العمل داخل منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة المُقبلة.
- انتصار للجماعات المُتطرفة
يقول ضابط الاستخبارات الأمريكية السابق «روبرت ريتشر»، إن قرار الحظر يعد خطأ استراتيجي كبير، حيث أنه سيقوض كل الجهود التي سيبذلها جهاز الاستخبارات الأمريكي من أجل تجنيد جواسيس يُمكنهم جمع المعلومات في مناطق الصراع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا والعراق.
وتساءل «هل يُمكن لأحد مواطني هذه الدول أن يقوم بدعم جهاز الاستخبارات الأمريكي بالمعلومات بعد مثل هذا القرار والذي يعد بمثابة انتصار كبير لتلك الجماعات على حساب الدور الأمريكي هناك».