تحت شعار «أنا أقدر.. إحنا نقدر» مصر تحتفل باليوم العالمي للسرطان
السبت، 04 فبراير 2017 02:36 م
بمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي تحتفل به منظمة الصحة العالمية سنويًا تحت شعار «أنا اقدر.. احنا نقدر»، عقدت المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، بالتعاون مع شركة نوفارتس للأدوية، احتفالية لدعم مرضى السرطان وبوجه خاص سرطان الثدي واللوكيميا المزمنة من خلال بث روح الأمل والتفاؤل بينهم وتشجيعهم على استكمال رحلة العلاج والتماثل للشفاء والعودة لحياتهم الطبيعية.
وتضمنت الاحتفالية مؤتمر صحفي بمشاركة نخبة كبيرة من أساتذة علاج وجراحة الأورام وعدد كبير من مرضى السرطان، بالإضافة إلى مجموعة أنشطة منها الفنية والرياضية، فعلى المستوى الفني سيشارك الفنان التشكيلي الكبير خالد سماحي ليرسم مع المرضى «رسالة أمل»، وعلى المستوى الرياضي، نظم فريق زمالك رانرز سباق جري في اليوم السابق لليوم العالمي للسرطان، كما ستنطلق حملة موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
قال الدكتور أشرف الغندور، أستاذ أمراض الدم ووكيل كلية الطب بجامعة الإسكندرية «أنا اقدر.. احنا نقدر» هو شعار هذا اليوم والذي نسعى من خلاله كمجتمع طبي في كافة أنحاء العالم إلى توضيح أن الجميع سواء مجموعات أو أفراد يستطيعون القيام بدور للحد من العبء العالمي لمرض السرطان، والذي يصيب حوالي 14 مليون حالة جديدة سنويًا على مستوى العالم، فاليوم نحتفل بالإنجازات العلمية التي تحققت حتى يومنا هذا في التصدي للسرطان.
وأضاف لقد شهد علاج هذا المرض نجاحًا عظيمًا يمثل تقدمًا طبيًا هائًلا في علاج السرطان بوجه عام، وسرطان الدم بوجه خاص، فمنذ ما يقرب من خمسة عشر سنوات، حققت العلاجات الموجهة نجاحًا ملحوظًا في علاج هذا المرض والسيطرة عليه وكبح تقدمه.
وأعرب الغندور عن خالص تقديره لجهود وزارة الصحة التي تسعى لتوفير العلاج لخدمة المرضى محدودي الدخل من خلال التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة، حيث كان الوصول إلى تلك العلاجات في الماضي بمثابة تحدي أمام المرضى في ظل تكاليفها المرتفعة، والآن، أصبح العلاج في متناول المرضى، الأمر الذي يمكنهم من التعايش مع المرض كما هو الحال مع الأمراض المزمنة الأخرى في حالة الالتزام بالعلاج.
وقالت هبة الظواهري، أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم العلاج الكيميائي بالمعهد القومي للأورام: «إن مرض سرطان الثدي، يظل أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم بين السيدات على الرغم من التقدم الهائل في علاجه، حيث يتوجه اهتمام غالبية الرأي العام نحو الوقاية والنجاة ومع ذلك يعد سرطان الثدي المتقدم هو أشد مراحل المرض (يعرف بالمرحلة الرابعة من سرطان الثدي) ما يعني أن المصابات بسرطان الثدي المتقدم تهمل حالتهن في الاغلب، الأمر الذي يدعونا اليوم لبحثه بوجه خاص والتشديد علي أهمية رفع الوعي وزيادة المعلومات وزيادة التمويل البحثي الخاص به».
ومن جانبه أكد الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام بطب القاهرة ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، على أهمية إطلاق نظام مؤسسي للبحث العلمي في مجال السرطان المتقدم، وتوفير الرعاية المالية والفنية للبحث العلمي في هذا المجال، وتشجيع المرضى على مناقشة خيارات العلاج مع أطبائهم حتى يتسنى لهم اتخاذ قرارات علاجهم بأنفسهم بالإضافة إلى تشجيع الأطباء على مناقشة تأثيرات المرض والعلاج النفسية والجسدية مع المرضى.
وأضاف الدكتور محمد شعلان "إن نتائج أحدث بحث استكشافي عن سرطان الثدي المتقدم الذي أجرته المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي وشارك فيه أكثر من 165 مريضة سرطان الثدي المتقدم مشيرا الى أن حوالي 85.6% من المرضى أن قدرتهم على أداء الأعمال المنزلية قد تأثرت سلبًا بعد الإصابة بسرطان الثدي.
وأوضح أن 51.7 % من المرضى أن التواصل مع الطبيب المعالج نجح في تحسين توقعاتهم تجاه المرض والشفاء بالاضافة الى أن حوالي 63 % منهم على ضرورة توفر معلومات عن كيفية التعايش مع سرطان الثدي المتقدم وأن 83.2% من المرضى أن أفضل ما يقوم به الأطباء المعالجون هو إشراك المرضى في مناقشة خطط العلاج.
وكانت نسبة كبيرة من المرضى (72.5%) قد أكدوا أهمية وجود المزيد من فرص العلاج الجديدة لمرضى سرطان الثدي المتقدم ومن التحديات التي أظهرتها نتائج البحث عدم قدرة حوالي 77 % من المشاركين على شراء أدوية سرطان الثدي المنتشر وصعوبة العثور على مجموعات دعم لسرطان الثدي المتقدم."
وخلال المؤتمر تبادل عدد من الناجين من السرطان قصص تغلبهم ونجاحهم في التعايش مع المرض. وقالت ندى شتيلة، مريضة بسرطان الدم: "شَخَّصَ الأطباء حالتي وأنا عمري 24 عام، وكان ذلك في بداية حياتي العملية وتطلعاتي الكبيرة وأحلامي غير المحدودة بالمستقبل. كانت صدمة عندما علمت أني لن أستطيع الاستمرار في العمل. ولكني مع الوقت تقبلت الأمر وتعلمت أن هذه هي الدنيا. وكان التقدم العلمي وتطور العلاج بارقة أمل بالنسبة إلي، ولكني في نفس الوقت أنصح بمعاملة كل حالات السرطان معاملة خاصة، فالعامل النفسي له أهمية قصوى في علاجهم".
أما ياسمين غيث، مريضة بسرطان الثدي، فقالت: "اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي في 1 سبتمبر الماضي، واتخذت قرارًا سريعًا بإجراء الجراحة. وعلمت بعد ذلك أن الاكتشاف المبكر للمرض يزيد فرص الشفاء إلى 90% في بعض الحالات، الأمر الذي جعلني متفائلة خاصة بعدما سمعت العديد من قصص النجاح في الشفاء من السرطان. أحيانًا يكون المرض دافعًا قويًا للتقدم والإنجاز، فقد التحقت بدورة تصميم وبدأت الكتابة لمساعدة الناس في الأوقات الصعبة، ووجدت استحسان وتشجيع من كل من حولي.
وسجلت معدلات الإصابة بذلك المرض حوالي 1.5-2 بين كل 100 ألف شخص سنويًا، بمتوسط عمر 40 عام للمريض".