في حب مصر العروبة

الثلاثاء، 07 فبراير 2017 02:47 م
في حب مصر العروبة
حسن مشهور يكتب:

لمصر وجهها الخاص وإيقاعها الاستثنائي على متتالية الزمن الوجودي، وعلى خارطة الوجود العربي والدولي.

في الأسبوع المنصرم حللنا ضيوفا على معرض القاهرة الدولي للكتاب، فقد كنت على موعد مع قرائي لتوقيع كتابي الأدبي الجديد الذي حمل عنوان «جينالوجيا التشكيل»، حيث تناولت فيه بالدراسة شعر ونتاج الشاعر الأمريكي الكبير ورمز الحداثة الشعرية العالمية عيزرا باوند.

كانت القاهرة كعادتها وضاءت، وكان أهلها كعادتهم مضيافين.. وكيف لا، وهم رمزية للعروبة الحقة في أعمق صورها وللعطاء والمحبة في أروع تجليها.

ولقد حرص القائمون على المعرض على أن يتمتع الزوار بكافة التسهيلات التي تمكنهم من تحقيق هدفهم الكائن في الحصول والاطلاع على أحدث الإصدارات والمطبوعات العربية منها والعالمية.

ولعمرو الله؛ فإن تلك العناية والخدمة النوعية التي قدمها مسؤولي المعرض لم تكن حكرا على فئة أو على مواطني بلد عربي عن الآخر.

إنما في حضرة الآدب قد أزيلت كافة الحواجز والشكليات وبقي الآدب هو الحاضر والثقافة هي المهيمنة على المشهد بشكل عام.

بعد الانتهاء من التوقيع وشراء ما نحتاجه من الكتب والمطبوعات الثقافية الجديدة.. قررت أنا وأصدقائي أن نقضي يوم آخر قبل المغادرة.. فقد كنت أهدف كي أعاود زيارة المتحف المصري الكائن شمال ميدان التحرير.

فقد كان آخر عهدي به في العام 1997م.. أنجزنا ما كنا نهدف بالأساس لتحقيقه وغادرنا مصر وقلوبنا لاتزال معلقة بها أرض وإنسان.

من يعرف مصر حقا ويعرف الشخصية المصرية الأصيلة على حقيقتها لا يملك إلا أن يقع في حبها.

فهي الأصالة والعطاء والتضحية في أنبل وأبرز عناوينها؛ وهي محبة الخير للغير وهي كذلك الوقوف مع المظلوم في وقت الشدة.

والتاريخ لايزال يشي بتلك المواقف العروبية لمصر مع جيرانها العرب عبر التاريخ.

كما أن الحكيم يدرك والعاقل يعي بأن الحضور المصري عربيا هو حاجة واحتياج، كما أن الحرص على أن تتمتع مصر بقوتها السياسية والاقتصادية وسيادة قرارها هو مطلب ملح إن لم يكن حتمية.

فلا قيامة للعرب ولا عزة سوى بمصر العروبة.

وهي وإن اختلفت معها سياسيا، فثق بأنه مهما اتخذ الخلاف معها من مدى فهي بالأخير لن تتخلى عنك ولن تسلمك لغوائل الأيام أو تمكن أعداءك منك طالما طلبت منها العون أو التجئت اليها.

فهي القلب النابض بالعروبة وهي المحضن الأول للإنسان العربي.

فمساجدها وكنائسها وجامعاتها ومؤسساتها العسكرية منها والمدنية جميعها مكرسة لخدمة العروبة والإنسانية والخير.

فلكل مصري أقول نحن نحبكم ونفخر بكم فدوموا سالمين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق