أبوعياض التونسي.. إرهابي بـ«7 أرواح» (بروفايل)

الثلاثاء، 07 فبراير 2017 07:44 م
أبوعياض التونسي.. إرهابي بـ«7 أرواح» (بروفايل)
أبوعياض التونسي إرهابي «زئبقي»
محمد الشرقاوي

في ثمانينات القرن الماضي ظهر شاب لم يتجاوز عامه الثلاثين على رأس الحركة الطلابية التونسية، قائدًا لهم ضد نظام زين العابدين بن علي، بدا عليه من الوهلة الأولى انتماءه لجماعة الإخوان المدانة بالإرهاب، وكان المؤسس التاريخي للحركة حسن البنا قدوته ومثله الأعلى.

«سيف الله بن حسين»، اشتهر بين التيارات المسلحة ذات الأيدلوجية الدينية بأبوعياض التونسي، قائد تنظيم «أنصار الشريعة»، والذي أسسه بعد ثورات الربيع العربي عام 2011، ثم قائدًا لمعارك التنظيم ضد قوات الجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي شرق الجماهيرية.

بدأت علاقة أبوعياض بأقوى التنظيمات الإرهابية آنذاك «القاعدة»، حينما سافر إلى أفغانستان لقتال القوات الروسية، واشترك في معسكرات تدريب في باكستان، تعرف خلالها على الأب الروحي للتنظيم أسامة بن لادن في «قندهار» عام 2000، وشارك في تأسيس جماعة المقاتلين التونسيين في «جلال آباد»، التي تورطت في اغتيال الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود، ووضعت الأمم المتحدة جماعته على قوائم الإرهاب عام 2001 باعتبارها تابعة لتنظيم القاعدة.

بعد إطاحة الغزو الأمريكي بـ«طالبان» في ذات العام سافر التونسي إلى تركيا، واعتقلته السلطات الأمنية هناك عام 2003 وسلمته إلى تونس، حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن 43 عامًا، وكغيره من الإرهابيين أطلق سراحه عقب أحداث ما يُسمى الربيع العربي في مارس عام 2011.

بعد خروجه من السجن، أسس مع آخرين حركة «أنصار الشريعة» - اعتبرتها الأمم المتحدة إرهابية، تورطت في مقتل شخصيات سياسية منها «شكري بلعيد» و«محمد البراهمي» لكن أبو عياض تمكن من الهرب وتوجه إلى ليبيا.

قاد الحركة من الجماهيرية الليبية وقت التخبط الأمني الذي شهدته بعد ثورة فبراير 2011، واستمرت الحركة التي سيطرت على مناطق كبيرة من شرق الجماهيرية في بنغازي ودرنة أحد الميليشات المؤثرة، حتى دخلت في صدام مع قوات المشير خليفة حفتر باعتبارها جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة.

بحسب تقارير أمنية تونسية، فإن جماعة أبوعياض تورطت في سلسلة تفجيرات في جبل الشعانبي التونسي، وتداولت المواقع الإخبارية وقتها باعتقال التونسي في ليبيا على يد المخابرات الأمريكية إلا أنها نفت ذلك.

اختفى أبوعياض عن الأنظار، وفي عام 2014 بايع أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم القاعدة في 2014، وبعد تلك الفترة تواردت أخبار عن مقتله في غارة أمريكية في ضاحية قنفودة ببنغازي، في 2015، إلا أن اسمه عاد للظهور مجددًا، بعد عثور قوات الجيش الليبي على شريط فيديو ظهر فيه ناعيًا محمد الزهاوي الزعيم الأول لأنصار الشريعة في ليبيا.

وذكرت مواقع ليبية، أن أبوعياض على علاقة بجماعة مختار بلمختار «المرابطون»، وهو ما بدا في ثناءه على العمليات الإرهابية التي نفذها أبناء بلمختار في شمال مالي.

في أخر العام الماضي، وبالتحديد في شهر نوفمبر ظهرت أخبار تفيد مقتله في غارة أمريكية بمنطقة قرضة الشاطئ في مدينة سبها، أثناء اجتماع لقيادات المرابطون وأنصار الشريعة حضره التونسي وبلمختار وعبدالمنعم الحسناوي - أبي طلحة وثلاثة آخرين هم مصريان ومغربي، إلا أن الغارة أسفرت عن مقتل المصريانن والمغربي لكن أبوعياض وبلمختار وأبو طلحة لم يصابوا بأذى.

ورغم نجاحات الجيش الليبي في «قنفودة» وتطهيرها من فلول الـ«دواعش» إلا أن مصير أبوعياض لم يحسم بعد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق