الإهمال الطبي يقتل «طفل بورسعيد» في عيد ميلاده الخامس
الخميس، 09 فبراير 2017 02:14 م
الإهمال الطبي يقتل «طفل بورسعيد»
نيرمين الزهار
دفع الطفل «آدم محمد السيد» حياته ثمنًا، لإهمال مستشفى بورفؤاد العام، قطع وريد بالخطأ خلال عملية استئصال اللوزتين، ينهي أمل طموحات أسرة علقت كثيرًا من الأمنيات على صغيرها، الذي رحل عن الحياة في عيد ميلاده الخامس.

تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لوالدة الطفل المتوفى تحتضنه بشدة، وهي تبكي، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأثارت الصور غضب الأهالي ضد المستشفى، والمسؤولين عنها، مطالبين وزير الصحة ومحافظ بورسعيد، ومدير الأمن بالتدخل ومحاسبة المخطئ.
«ابني راح.. حسبي الله ونعم الوكيل».. 7 كلمات أطلقتها أم الطفل، كالرصاصات، لعلها تصيب ضمائر المسؤولين، فتدفعهم لتحمل مسؤوليتهم عن الإهمال الذي أودى بحياة صغيرها.

أيمن الشبراوي قريب الطفل «آدم محمد السيد»، قال لـ«صوت الأمة» إن عائلة الطفل كانت موجودة بالمستشفى طول اليوم، ولم تعلم بزيارة اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد لها، مضيفًا: «كنا حوالي 50 شخصًا، ولم نعلم بزيارة المحافظ إلا من الأخبار، إدارة المستشفى ضللته وجعلته يزور الأماكن «الهاي كلاس» حتى لا يرى الإهمال بها».

ووجه رسالة لمحافظ بورسعيد: «يا سيادة المحافظ طفلنا جاء لإجراء عملية استئصال اللوزتين، وقطعت طبيبة في المستشفى وريده، وأخطرنا مدير المستشفى بأنه لا يوجد في بورسعيد طبيب أخصائي أوعية دموية، فظل طفلنا ينزف حتى توفاه الله، فمن سيأتي لنا بحقه».

واتهمت أسرة الطفل، إدارة مستشفى بورفؤاد العام، بالتسبب في وفاته، لتعرضه لقطع وريد بشكل خاطئ، أثناء إجراء عملية إزالة اللوزتين، ما تسبب في نزيف تعرض له الطفل حتى وافته المنية.

وذكر تقرير طبي صادر من مستشفى بورفؤاد العام، برئاسة الدكتور ياسر أبو زيد بشأن حالة الطفل «آدم محمد السيد»، وذلك قبل أن يتوفى بأقل من ساعة، لتوضيح وضع حالته قبل التنسيق لنقله إلى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية.
وأكد التقرير دخول الطفل إلى مستشفى بورفؤاد العام، يوم السبت 4 من فبراير لإجراء عملية استئصال اللوزتين، ودخل العمليات يوم 5 من فبراير لإجراء العملية، وخرج منها يوم 6 من فبراير بعد تحسن حالته، على حد وصف التقرير.

وورد أيضا في التقرير، أنه في يوم الثلاثاء 7 فبراير، أبلغ أهل الطفل المستشفى بوجود نزيف، فتم إدخال الحالة إلى المستشفى مجددًا، ومناظرتها بواسطة الأخصائي المعالج، ولم يكن هناك أي نزيف، فبقيت الحالة بالمستشفى تحت الملاحظة، وفي يوم 8 من فبراير حدث نزيف مفاجئ للحالة وضيق شديد في التنفس، فتم إدخال الطفل العمليات مرة أخرى، كما حدث توقف للقلب، وتم إنعاشه، ومناظرة الحالة جراحيًا بواسطة رئيس القسم، وتم نقل الحالة بعد ذلك للعناية المركزة برعاية طبية مشددة.

وأضاف التقرير، أنه أثناء دخول الحالة للعناية، حدث نزيف مفاجئ من البلعوم، وتم التعامل معه وإيقافه، واستدعاء الدكتور محمد رفعت أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة قناة السويس، لمساعدة الفريق الطبي، ولكن توقف القلب مرة أخرى، وتم التعامل مع الموقف، وعقب ذلك خرجت الحالة من العمليات إلى العناية المركزة مرة أخرى، وجار التنسيق لنقل الحالة إلى الإسماعيلية لعرض الحالة على استشاري، وذلك بحسب توقيت إعداد التقرير».
وكانت سيارة إسعاف توجهت إلى مستشفى بورفؤاد العام أمس الأربعاء، لنقل الطفل إلى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية، وأثناء تجهيز الطفل لنقله، وافته المنية.