«فضيحة» الاتصالات مع روسيا.. أول تصدع في إدارة ترامب (تقرير)
الثلاثاء، 14 فبراير 2017 02:14 م
لم يمض شهر على عهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا وأحدث فيها أحد كبار موظفيه شرخا، حيث أجبر البيت الأبيض مستشار الأمن القومي مايكل فلين على الاستقالة من منصبه جراء «فضيحة» اتصالاته مع روسيا صباح اليوم، الثلاثاء.
قام مايكل فلين بتضليل نائب الرئيس مايك بنس وغيره من كبار مسئولي البيت البيض عن محادثاته مع السفير الروسي لدى واشنطن سيرجي كيسلياك.
واعترف فيلن، في نص استقالته أنه أعطى معلومات غير كافية حول مكالمة هاتفية أجراها مع السفير الروسي في أواخر ديسمبر الماضي بشأن العقوبات الأمريكية ضد روسيا، قبل أسابيع من تنصيب ترامب.
اعترافات فيلن الجديدة، جاءت لتكذب تصريحاته السابقة، التي أنكر فيها إجراء أي محادثات «جوهرية» مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك، النفي الذي كرره نائب الرئيس في لقاءات تلفزيونية في الآونة الأخيرة.
وقال فلين، في استقالته، إنه أجرى عدة اتصالات مع مسئولين أجانب خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت فوز الرئيس الأمريكي ترامب بالرئاسة (فترة تشكيل فريق إدارة ترامب).
وأضاف: «لسوء الحظ، بسبب سرعة وتيرة الأحداث، أطلعتٌ، من غير قصد، نائب الرئيس المنتخب وغيرهم على معلومات غير مكتملة بشأن المكالمات الهاتفية التي أجريتها مع السفير الروسي..وأقدم خالص اعتذاري إلى الرئيس ونائب الرئيس، وأنهما قبلا اعتذاري».
وتابع: «أتقدم باستقالتي، وإنه لشرف لي أن أكون خدمت أمتنا والشعب الأمريكي بطريقة متميزة».
عقب قبول استقالة فلين، أعلن البيت الأبيض، في بيان له، أن تم تعيين الجنرال العسكري المتقاعد جوزيف كيلوج، وهو من قدامى المحاربين في حرب فيتنام، قائما بأعمال مستشار الأمن القومي.
وأفادت صحيفة شيكاغو تريبيون، أن البيت الأبيض أعد قائمة قصيرة بأسماء مرشحة للمنصب.
وكان مسئول سابق في وزارة العدل، حذر البيت البيض من أن فلين «غير صادق» في محادثاته مع السفير، وعلى هذا الأساس، فإن وزارة العدل أبدت تخوفها من أن تكون روسيا قد ابتزت فلين.
بدورها، أعلنت الحكومة الروسية «الكرملين» اليوم أن استقالة مايكل فيلن شأن أمريكي داخلي، حسبما أفادت وكالة فرانس برس.
فيقول ديمتري بيسكوف المتحدث باسم «إنها قضية داخلية للولايات المتحدة، وقضية داخلية لإدارة الرئيس ترامب، وهذا ليس شأننا».
ونقلت وكالة نوفوستى للأنباء عن رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الاتحاد «الغرفة العليا بالبرلمان الروسي» كونستانتين كوساتشيف قوله «إما أن ترامب لم يحصل على الاستقلال اللازم وبالتالي بات في مأزق، أو أن الخوف من روسيا أصاب بالفعل الإدارة الجديدة أيضًا من الأعلى إلى الأسفل».
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن فضحية فلين أظهرت الفوضى التي يشهدها البيت البيض في الأسابيع الأولى لإدارة ترامب كما خلقت شعورا بعدم الاستقرار.
أما شبكة «سي إن إن» الأمريكية الإخبارية، قالت اليوم الثلاثاء، إن رحيل فلين، يعد ثاني ضربة للرئيس الأمريكي في أسبوع، وذلك بعد الأحكام القضائية التي علقت العمل بقرار ترامب حول حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية (العراق، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن) إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوميا.
وتابعت الشبكة، أنه ليس بالأمر المفاجئ أن يكون فيلن هو أول من يغادر منصبه في البيت الأبيض، حيت كان شخصية جدلية داخل دائرة ترامب بسبب تصريحاته المعادية للإسلام ونظريات الموأمرة التي كان يتلفظ بها.