زيارة خاطفة لـ«كينيا» تؤكد تطوير العلاقات مع «حوض النيل» في عقل رئيس مصر

السبت، 18 فبراير 2017 06:36 م
زيارة خاطفة لـ«كينيا» تؤكد تطوير العلاقات مع «حوض النيل» في عقل رئيس مصر
الرئيس عبد الفتاح السيسي
هناء قنديل

تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخاطفة إلى العاصمة الكينية نيروبي، ولقاؤه كبار مسؤوليها؛ لبحث أوجه دعم التعاون مع دول حوض النيل؛ لتؤكد أهمية القارة السمراء لدى القاهرة، وأن تطوير العلاقات مع هذه الدول يعد نقطة ارتكاز مهمة في عقل الرئيس.

وتشهد العلاقات المصرية مع دول حوض النيل، نموا مطردا، منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم، في محاولة لتعويض سنوات الإهمال الدبلوماسي المصري لإفريقيا.

وخلال السطور التالية، ترصد «صوت الأمة»، أبرز محطات العلاقات بين مصر ودول حوض النيل الـ11.

يشير مصطلح دول حوض النيل إلى 11 دولة هي:
· مصر
· السودان
· إثيوبيا
· إريتريا
· أوغندا
· جنوب السودان
· كينيا
· الكونغو الديموقراطية
· بوروندي
· تنزانيا
· رواندا

علاقات متأرجحة
مرت العلاقات المصرية مع هذه الدول بمراحل عدة، كان أقواها خلال الفترة التي تلت ثورة 23 يوليو، وحتى نهاية عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتميزت هذه الفترة، بدعم مصر لمعارك تحررالدول الإفريقية من الاستعمار، وإرسال البعثات التعليمية لنشر التكنلوجيا والتقدم في تلك الدول، بالإضافة للمشاركة في مشروعات الإعمار الضخمة هناك.

بدأت العلاقات المصرية مع دول حوض النيل مرحلة التدهور، خلال فترة حكم الرئيس السادات؛ بسبب مواقف بعض هذه الدول المناصرة لإسرائيل، إلا أن انقطاع العلاقات مع دول حوض النيل بشكل غير مباشر، بدأ عقب تعرض الرئيس الأسبق حسني مبارك لمحاولة اغتيال فاشلة في أديس أبابا، دبرها النظام السوداني عان 1995، وهو ما أدى إلى تحويل مصر دفة اهتمامها بعيدا عن العمق الإفريقي نهائيا.

وإزاء الإهمال السياسي الذي مارسته مصر لدول إفريقيا، وحوض النيل على وجه الخصوص، تقلص الوجود المصري بهذه الدول، وأصبحت العلاقات الاقتصادية تسير على هامش ضئيل جدا، من التبادل التجاري، لا يمثل أكثر 2.5% من حجم التبادل التجارى بين مصر، ودول العالم بأسره.

يقظة 30 يونيو
منذ ثورة 30 يونيو، وتشهد العلاقات المصرية الإفريقية، حالة من النشاط؛ بعدما أيقظت مصر اهتمامها بإفريقيا، وحوض النيل، وأعادت القاهرة، تحت قيادة الرئيس السيسي، ترتيب أولوياتها، سعيا إلى إعادة توطيد العلاقات مع دول حوض النيل، لا سيما بعدما شرعت إثيوبيا في بناء سد النهضة؛ الأمر الذي تطلب جهودا مصرية مضنية؛ للحفاظ على حصة البلاد من مياه نهر النيل.


ارتباط تاريخي
ترتبط مصر بإفريقيا ارتباطا تاريخيا، وحضاريا، فموقعها في شمال شرق إفريقيا جعلها بوابة القارة إلى العالم الشمالي، والشرقي أيضا، حيث أوروبا، وآسيا.

وشهدت مصر منذ العصر الفرعوني، اهتماما خاصة بدول حوض النيل، وحتى خلال الفتح الإسلامي، استمرت العلاقات بين مصر، وشعوب هذه الدول على أحسن ما يرام، وبخاصة في أعقاب دخول الشعوب الإفريقية، في الإسلام، بالتزامن مع إنشاء الأزهر الشريف، الذي تكفل بتعليم الآلاف من أبناء القارة علوم دينهم.

وخلال العصر الحديث، وجهت مصر، خلال عهد محمد علي حملاتها إلى دول حوض النيل؛ لنشر العلم، والثقافة، ولعبت بقيادة محمد علي، دورا كبيرا في تأسيس مدينة الخرطوم، العاصمة السودانية الحالية.

وكان الرئيس جمال عبدالناصر، هو صاحب فكرة تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، كمنظمة إقليمية، وبدأت باكورة اجتماعاتها 1958 بالعاصمة الغانية أكرا، وحضرها أكثر من 200 عضو من الأحزاب، والاتحادات الطلابية الإفريقية، بالإضافة إلى ممثلين سياسين لـ15 من الدول الإفريقية المستقلة.

وعملت مصر من خلال تأسيس الاتحاد الإفريقي، على أن يكون كيانا جامعا لكل الدول الإفريقية تستطيع من خلاله تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبحث في جميع المشاكل التي تتعرض لها دول القارة والحرص على استمرار تعميق العلاقات بينه وبين شعوب القارة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق