«كنت إخوانيا» تجربة تكشف منهج الجماعة: يعتمد على التلفيق.. والبنا «لص زعامة».. وأستاذية العالم إخفاء لأهداف كبرى ودليل الماسونية.. واليمن أخطر الأماكن الخاضعة للإخوان خارج مصر

الأحد، 19 فبراير 2017 11:02 ص
«كنت إخوانيا» تجربة تكشف منهج الجماعة: يعتمد على التلفيق.. والبنا «لص زعامة».. وأستاذية العالم إخفاء لأهداف كبرى ودليل الماسونية.. واليمن أخطر الأماكن الخاضعة للإخوان خارج مصر
كتب - أرشيفية
هناء قنديل

يكتسب كتاب «كنت إخوانيًا»، لمؤلفه أستاذ النقد الأدبي، بجامعة عين شمس، الدكتور رضا عبدالمجيد الإنة، أهمية خاصة، ليس لكونه يروي تفاصيل أسرار حضرها المؤلف بنفسه، وعاش أحداثها كاملة، ولكن أيضًا لأن الكتاب يمثل رؤية نقدية متكاملة الأركان، وضع فيه المؤلف خبراته الكبيرة في هذا المجال.

ويبرز «الإنة» في مقدمة مؤلفه، الهدف الرئيسي منه وهو: «تبصير الرأي العام بحقيقة الحركات الدينية»، معتمدًا على تسجيل مجموعة من الأحداث التي عاشها، خلال فترة عضويته بجماعة الإخوان المسلمين، داخل مصر، وخارجها، لمدة 15 سنة، بدأت عام 1981، وذلك عبر 17 فصلًا، الأخير منهم عبارة عن قصيدة، يرفض فيها التصالح مع الإخوان، ويحكي كل فصل منهم جزءًا من تجربته الشخصية، مدعومة برؤية نقدية، تفند المستندات، والأدلة التي يرتكن إليها في عرضه وجهة نظره الأخيرة.

ويوجز المؤلف، رأيه النهائي في جماعة الإخوان بالقول: «لم يقدم البنا مشروعًا حضاريًا مستمدًا من روح الإسلام، ولم يقدم رؤية للإصلاح، وإنما يجتر أقوال غيره؛ ليصنع منها هيكلًا عجيبًا، يضر الإسلام، والمسلمين، يُفرق، ولا يَجمع، ويُدمر ولا يَبني، متبعًا منهج التلفيق وسرقة الزعامة».

البداية.. ناس بتوع ربنا
يروي المؤلف في الفصل الأول، الذي يحمل عنوان «الساعاتي المؤسس»، قصة الإمام حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، مؤكدًا أن «البنا» هو المعبر الحقيقي عن فكر هذه الجماعة، وأهدافها، وأن جميع منظريها التاليين له، ليسوا سوى «أبواق تتحدث بلسانه؛ وذلك بفضل هالات التقديس التي صنعها لنفسه، والتي دفعت المرشد عمر التلمساني لوصفه بالملهم»، بحسب رأي المؤلف.

وبقدرته النقدية، يفرق المؤلف بين أفكار البنا، وقدراته الشخصية، إذ يشهد بأن مؤسس جماعة الإخوان، كان حاد الذكاء، يمتلك قدرًا من التأثير، والسيطرة على الآخرين، ويتسم بالعزيمة، والقدرة على العيش من أجل الفكرة التي يعتنقها.

ويضيف الكاتب: «ما بين التهويل، والتهوين تكمن الحقائق، والمنهج النقدي يستلزم القراءة المحيطة بجوانب الشخصية للتعرف على حقيقتها، إذ لا يجب أن نفتش في النيات، إلا بقدر ما يتاح لنا، وما تفضي إليه المقدمات من نتائج، ومن ثم، لم يكن من المستهجن الشك في نيات البنا، وميله إلى التآمر مع الغرب لتحقيق مجده الشخصي، وهو ما يصطدم مع التدين الحق، والالتزام الإسلامي الصحيح؛ ما يدل على أن غايته لم تكن الله، كما وضع لنفسه شعار الله غايتنا؛ لتبرير كل الممارسات، وجذب الأتباع السكارى الذين ينجذبون إلى بئر الجماعة السحيق».

ويَخلص المؤلف مما سبق إلى أن عرض الجماعة لفكرة أنهم «ناس بتوع ربنا»، غير صحيحة، وأنهم يستندون إليها فقط للنفاذ إلى قلوب وعقول البسطاء، والسيطرة عليهم.

حكاية الأصول اليهودية
ويشير المؤلف إلى أن المعلومات التي ذكرها الأديب الكبير عباس محمود العقاد، عن مهنة والد حسن البنا، إذ كان يعمل «ساعاتي»، وهي مهنة اليهود في ذلك الوقت، والتي استخلص منها العقاد أن والد مؤسس الإخوان، كان على علاقة طيبة باليهود، أو هو واحد منهم، مستدلًا على ذلك بأن حسن البنا ذاته كان يحرص على إخفاء مهنة والده، واللقب الذي اكتسبه من ورائها، وهو «الساعاتي».

ماسونية طافحة
ويقول المؤلف: «مما يدهش له المرء التشابه الكبير بين التنظيم الماسوني، وتنظيم الإخوان؛ سواء من حيث التدرج الهرمي للأعضاء، وخفاء الأهداف الكبرى، عن الأهداف المعلنة للعضو الجديد، وتنسيق الشعار، وحتى المصطلحات، مثل: أستاذية العالم وغيره، ولا يمن أن يكون كل هذا التشابه بمحض الصدفة».

اليمن.. محطة النزول
ينتقل الكاتب في الفصل الثاني، من الكتاب إلى إيضاح مدى وجود الجماعة، وتوغلها في بعض المجتمعات العربية، ومنها اليمن، التي يتمتع التنظيم الإخواني فيها، بالقوة ذاتها التي كان عليها في مصر، قبل ثورة 30 يونيو؛ حتى أن بعض المتابعين يعتقدون أن التنظيمين كانا كيانًا واحدًا ثم انفصلا.

ويكشف الكاتب عن تجربته الشخصية، عندما سافر للعمل مدرسًا باليمن، ووجد أن من يستقبله هناك، ويوفر له سبل الراحة، ويحدد له المكان الذي سيعمل به، هم الإخوان اليمنيين، مشيرًا إلى أن الطلاب في هذه المعاهد، التي تشبه المعاهد الأزهرية في مصر، يتلقون الفكر الإخواني في دراستهم، تحت غطاء من الحكومة اليمنية.

وأضاف: «كان مسموحًا للإخوان المصريين، باستقبال أقرانهم والتكفل بهم ماديًا، وإلحاقهم بالعمل في المعاهد العلمية، التي كان لها فروع في بعض الدول الأجنبية، ومنها بريطانيا».

وتابع: «وعندما ينجحون في إلحاق الأخ القادم من مصر، يبدأون في تحصيل التكاليف التي تم إنفاقها عليه، بالإضافة إلى 15% إضافية فيما يعرف بالاشتراك الشهري، وعند العودة إلى مصر، يتم دعوة جميع الإخوان العائدين، إلى لقاء على مستوى المحافظة التي ينتمون إليها، يسمى لقاء المغتربين، وخلاله يتم تحصيل مبلغ 100 دولار من كل منهم كضريبة سفر، كما يتم خلال اللقاء، تقديم محاضرات للتذكرة بمنهج الجماعة».

«أبو شنب» ومعسكر صنعاء
ويروي الكاتب في هذا الفصل قصة مثيرة، عن حضوره معسكرًا في صنعاء، كان بمثابة نقطة التحول، وكشف عما يمكن وصفه بـ«الكهنوت الفكري» لدى الجماعة، وقادتها؛ الأمر الذي جعل الكاتب يعتقد أنهم مجرد جماعة سيطرت عليها أفكار جامدة دون إعمال للعقل، والتدبر.

ويقول مؤلف: «وإن أنسى فلا أنسى المعسكر الذي عقد في صنعاء، وكان يحضره الدكتور كمال الهلباوي، ولاشين أبو شنب، ومسؤول الإخوان في اليمن، الشهير بـ«الأستاذ»، وهو محمد البحيري، وخلال هذا اللقاء، لفت نظري حديث الدكتور الهلباوي، ورأيه في جماعة طالبان، وأنها صناعة أمريكية».

وأضاف: «طلبت الكلمة، وقلت إنني ألاحظ أن الإخوان أصابهم تكلس قلبي، وأصبحوا يؤدون وسائل التربية، وهي التي من أهم خصائص الجماعة، فالدعوى في جماعة الإخوان، تعتمد على تربية الأفراد، وتسمو بأخلاقهم؛ فلذا أنا أرى أن نعيد النظر في تطبيق وسائل التربية، لمحاولة علاج ما أصاب نفوس الإخوان من خلل، وفوجئت بمحمد البحيري، يرد بجفاء، وصلف، وأحسست حينها أن هذه الجماعة قادتها يعيشون في عالم آخر، وهو ما دفعني لإعادة مطالعة كتاب سيد قطب «في ظلال القرآن»، وطالعت آراءه في الاستعلاء بالإيمان، فعلمت مكمن الداء، وهو أن هذه الجماعة سيطرت عليها أفكار وعقائد تحركها، دونما إعمال عقل، أو تدبر».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق