متى تنخفض الأسعار؟ (تقرير)

على الرغم من انخفاض سعر الدولار في البنوك ومحلات الصرافة إلى ما دون الـ16 جنيه، خلال الفترة الماضية، إلا أن أسعار السلع لا تزال مرتفعة، ولم ير المواطن انعكاس انخفاض سعر الدولار على أسعار السلع.

يرى الدكتور كريم سالم الخبير الاقتصادي وعضو مجلس النواب، أنه من الطبيعي أن يأخذ هبوط أسعار السلع نفس منحنى هبوط سعر الدولار، متوقعًا أن نبدأ نشعر بانخفاض أسعار السلع عقب شهر من الآن.

وتابع سالم في تصريحات لـ«صوت الأمة»، أن وزارة المالية حددت الدولار الجمركي بـ16 جنيه، وبالتالي يجب أن تنخفض الأسعار، منوهًا بأهمية دور الرقابة من أجل تحقيق ذلك الانخفاض.

الدكتورة بسنت فهمي عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أكدت ضرورة تفعيل دور الأجهزة الرقابية من أجل تخفيض أسعار السلع عقب انخفاض سعر الدولار.

بينما يرى الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أننا أمام تجار جشعين يرفعون الأسعار زيادة عن ارتفاعها الحقيقي بنسبة تتراوح ما بين 80% إلى 100%، وحكومة عاجزة عن اتخاذ قرارات حاسمة أهمها تحديد هامش ربح على السلع والمنتجات، مشيرًا إلى أن القرار قادر على حسم ارتفاع أسعار السلع، والحد منه.

وأضاف في تصريحات لـ«صوت الأمة»: «يبدو أن اتحاد الصناعات، واتحاد الغرف التجارية أقوى من الحكومة، ورفض هذا الإجراء، ولم يتم تطبيقه بحجة أننا نطبق نظام السوق الحر».

ورأى الخبير الاقتصادي، أن الأسعار لن تنخفض، متهمًا الحكومة بعدم الجدية في محاربة الغلاء، والتجار يتمادون في غيهم، مضيفًا: «ليس لدينا من يدافع عن مصلحة الغلابة، لأن أعضاء الحكومة مشغولين بالدفاع عن مصالحهم وليس مصالح المواطنين».

من جانبه، قال يحيى كاسب نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إنه عندما ارتفع سعر الدولار في البداية، ارتفعت أسعار السلع على الفور، على الرغم من أن أغلب المنتجات الاستهلاكية كانت موجودة لدى التجار بالأسعار القديمة، أما الآن عندما انخفض سعر الدولار فهم يتحدثون على أن السلع الموجودة لديهم اشتروها بالأسعار القديمة المرتفعة.

وأكد «كاسب» ضرورة تفعيل آليات مراقبة الأسواق، وبيع جميع السلع بفواتير، وقيام وسائل الإعلام بدورها الرقابي، وتوجيه الخطاب الديني للتأكيد على حرمانية التلاعب بقوت الناس.

بينما يرى الدكتور مدحت الشريف عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أن انخفاض سعر الدولار لا يعني انخفاض أسعار السلع في يوم وليلة، مشيرًا إلى أن انخفاض أسعار السلع لن نشعر به إلا بعد شهرين أو 3 شهور، عندما ينفذ المخزون السلعي القديم الذي أشتراه التجار بالأسعار المرتفعة للدولار.

وشدد الشريف، على ضرورة أن يعلي الجميع من قيمة المسؤولية الاجتماعية، وأن يحرص التجار على ذلك في التعامل المباشر مع المواطنين للتوافق حول أسعار السلع لحين نفاذ المخزون المُشترى بالسعر القديم.