صفقة ترامب للسلام الشامل حول القضية الفلسطينية.. خيار مستبعد
الأحد، 19 فبراير 2017 01:36 م
بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجود خيارات أخرى لحل الصراع العربي الإسرائيلي بعيدا عن فكرة حل الدولتين، سرعان ما جاء في أذهان بعض المحللين الإتجاه إلى تبني مبادرة إحياء سلام في المنطقة العربية، على غرار مبادرة السلام العربية لعام 2002.
ونشر الكاتب الصحفي الإسرائيلي تسفي بارئيل مقالا تحليلا في صحيفة هآارتس الإسرائيلية أمس، يشير خلالها عزم ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد صفقة جديدة كخطوة نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولكن استبعد بارئيل مثل هذه الخطة لأنها ستحتاج إلى التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي، والسماح لتأسيس دولة فلسطينية.
وتابع الكاتب، أن الرئيس الأمريكي بدى عليه التفاؤل حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام شامل في المنطقة العربية، والخوض في مسار أعمق وأبعد من خيار حل الدولتين (إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 بجانب دولة إسرائيل)، وهو أشبه بالتمني الذي يرغبه نتنياهو، لكن أضاف أن التوصل لهذا الحل في الوقت الراهن أمر مستبعد وذلك لإصرار نتنياهو على موقفه بعدم وجود شروط مسبقة لأية مفاوضات، وحتى وإن وجدت إغراءات بإقامة علاقات مع الدول العربية.
وتابع الكاتب، أنه عندما تحدث ترامب ونتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الذي جمع بينهما الأربعاء الماضي حول صفقة لاتفاق شامل، كانا يشيران إلى دول معروفة موالية للغرب، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وسلطنة عمان وربما تونس، منوها أن التوصل لهذا الأمر ليس بالسهل نظرا لوجود احتكاكات بين إسرائيل وبعض الدول أو حتى الدول التي بينها وبين إسرائيل تعاون متبادل مع عدم وجود التطبيع بسبب القضية الفلسطينة.
كما استبعد الكاتب أن «تتنصل» السعودية من مبادرة السلام العربية التي أطلقتها، وتتجه إلى خطة ترامب.
في مارس 2002، أطلق الملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز مبادرة السلام العربية في بيروت، وكانت تهدف إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 4 يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية، في المقابل اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، بالإضافة إلى إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.
كانت قد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا في التاسع من فبراير الجاري تشير فيه إلى أن الرئيس الأمريكي ومستشاريه يعملون على وضع استراتيجية جديدة تتضمن بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر لإنهاء هذا الصراع.
وأضافت الصحيفة، أن المسئولين العرب قد حذروا مستشاري ترامب من أنه إذا أراد تعاونا، يجب على أمريكا أن تتوقف عن أعمالها الاستفزازية مثل خطة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.