بعد 20 عاما زواج.. «سعاد» تهرب من فخ «الشذوذ الجنسي»
الأربعاء، 22 فبراير 2017 05:45 م
منال عبداللطيف
دخلت بخطوات هادئة تترقب أعين المحيطين بها.. أصوات تعالت من حولها، وكلما ارتفع صوت عن النمط الطبيعي، التفتت تبحث عن مصدره، وكأنها تخاف أن يرصدها أحد المعارف والأقارب ويسألها عن سبب وجودها بـ «محكمة الزنانيري».. كان ذلك هو حال «سعاد.م»، سيدة العقد الرابع، التي دخلت إلى أروقة محكمة الأسرة باحثة عن النجاة من فخ «الشذوذ الجنسي».
جلست أمام باب إحدى قاعات المحكمة.. لحظات وسمعت صوت أجش مناديًا: «القضية 155.. السيدة سعاد.م»، انتفضت عن المقعد، والتفتت يمينًا ويسارًا تحاول التخفي عن أعين المحيطين بها.. وبخطوات هادئة تتحسس الطريق- وكأنها تتقدم خطوة وتتوقف أخرى، دخلت القاعة على استحياء تخشى أن تتكلم، ومابين الخوف واستحالة المعيشة، حملت عينا «سعاد»، الإصرار على استكمال موقفها.
سؤال تم تكراره أكثر من مرة، ولكن تردد سيدة العقد الرابع، تخشى الإجابة، شريط كامل من الذكريات مر أمامها في لحظات- أنها عشرة 20 عامًا، هناك فتاة على وشك الزواج، هل تستحيل المعيشة بيننا- كانت تلك هي الأسئلة التي تبحث «سعاد» عن إجابة لها، إلى أن باغتها القاضي مناديًا: «يا سعاد بتطلبي الخلع ليه؟».
بدأت حديثها بمجموعة من الذكريات: «أنا تزوجت زواج صالونات.. ولكن بعد الزواج العشرة والبيت وبنتي ربنا يخليها لي وطيبة زوجى إللي كانت على طول موجودة خلتني تعلقت به.. عطفه على الغلابة كانت أكثر حاجة بحبها فيه، ولكن على طول كان في سؤال في دماغي- هو ليه مافيش عامل بيشتغل معاه أكثر من شهرين؟- لحد ما يوم استنجد بي (طفل) شغال معاه وعمره 9 سنوات، وقال (عم محمود بيطلب مني أني أخلع هدمي في المخزن.. وبيعمل حاجات مش كويسة.. وكمان بيهددني وقال لو حد عرف هيطردني أو هيموتني».
سكتت «سعاد» قليلًا، وملأت عيناها الدموع، ثم استكملت: «حقيقي مصدقتش في الأول، وحاولت أتكلم مع زوجي، لكنه ضربني واتهمني بالجنون، قررت إني أخد (الطفل) إلى دكتور، وبعد الكشف عليه.. الدكتور قال (أن الطفل تم التعدي عليه بشكل حيواني.. وتم تهتك فتحت الشرج وإصابته بنزيف حاد) عالجت الطفل من غير ما أهله يعرفوا خصوصًا أن والده متوفى وهو اللي بيصرف على أهله».
«طالبت منه الطلاق خوفًا على سمعت فتاتي اللي على وشك الزوج، ولكنه رفض»، بهذه الكلمات أكملت سيدة العقد الرابع، متابعة: «ولكن زوجي رفض وتعدي عليا بالضرب مرة أخرى».. مشيرًا إلى أن هذا هو ما دفعها للتوجه إلى محكمة الأسرة بـ«الزنانيري»، لترفع دعوى خلع ضد زوجها «محمود.ث»، صاحب «محل بقالة» بمنطقة المطرية.
تملك منها الصمت، وامتلأت عيناها بالدموع، رافضة استكمال حديثها، ووسط حالة من النحيب والعويل، باغتها صوت القاضي مناديًا: «خلاص يا سعاد.. رفعت الجلسة»، لم تتمكن سيدة العقد الرابع من الانتظار حتى تعلم موعد الجلسة الجديدة وخرجت مسرعة وكأنها تخشى أن يعاتبها أحد أو يسألها عن تفاصيل الواقعة.