مباحثات «مصرية- صينية» لإنشاء أكبر تليسكوب بالشرق الأوسط

الإثنين، 27 فبراير 2017 03:37 م
مباحثات «مصرية- صينية» لإنشاء أكبر تليسكوب بالشرق الأوسط
تليسكوب_أرشيفية
محمد محسوب

تواصل مصر خطتها لإنشاء مرصد فلكي جديد بديلا لمرصد القطامية الفلكي العريق، الذي تأسس عام 1964، واستخدم لأكثر من 50 عاما لرصد غرات الشهور وتحديد الأعياد المختلفة بعد البدء في تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة، التي ستؤثر بشكل كبير على العمل بالمرصد القديم.

التليسكوب بمرصد القطامية الفلكي يعد الأكبر في الوطن العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أنشئ المرصد عام 1964 وهو امتداد لمرصد حلوان الذي أنشئ عام 1903، ويعتبر من أقدم المعاهد البحثية في مصر والشرق الأوسط، ويقع على بعد 80 كم تقريبًا من وسط العاصمة القاهرة في اتجاه مدينة السويس «طريق العين السخنة»، فوق جبل بارتفاع 450م عن مستوى البحر.

ويجري وفد صيني بحثي، مباحثات الأن مع مسئولي وخبراء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لعرض خبراتهم لإنشاء المرصد المصري والتليسكوب الكبير الذي سينفذ به وخاصة أن الصين أنشأت مؤخرا تليسكوب مشابه يبلغ قطر مرآته 6.5 متر.

الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد، قال لـ «صوت الأمة»، إن اللجنة التي شكلها المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لإنشاء مرصد فلكي جديد من ممثلي وزارات الدفاع، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والخارجية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتعاون الدولي، والمالية، بالإضافة إلى جهاز المخابرات العامة، ومحافظة جنوب سيناء تفاضل الأن بين موقعين لإنشاء المرصد والتليسكوب. 


وأضاف عودة، أن اللجنة ستحدد الموقع المناسب لإنشائه، مؤكدا أنه سيسهم بشكل كبير في رصد الهلال وتحديد غرات الشهور والأعياد.

من جانبه أكد الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم بالفلك، أنه يمكن لعلماء الفلك في العالم استخدام التليسكوب الكبير المقرر إنشاءه بمصر نظرا لموقعه المتميز بمقابل مادي أو من خلال تعاون دولي مشترك يعود بالفائدة على مصر.

وأضاف تادرس، أن مباحثات تدور الآن مع الوفد الصيني حول إمكانية تصنيع التليسكوب المصري الكبير ELOT أي Egyptian Large Optical Telescope ومدى الدعم التكنولوجي التي يمكن تقديمه لنا في هذه المرحلة من عمل اختبارات للمكان من الناحية المناخية على مدار فصول السنة الأربعة وكذلك عدد الليالي الصافية ونفاذية رؤية السماء ليلا. 

وأشار تادرس، إلى أن قسم الفلك بالمعهد قام بتحديد ثلاثة قمم جبلية يمكن إنشاء التليسكوب الجديد على واحدة منها، وهذه القمم تعلو قمة جبل القطامية ثلاثة مرات على الأقل أي بإرتفاع أكثر من 1500 متر فوق سطح البحر، علما بأن هذا التليسكوب سوف يُغطى الفجوة في الأرصاد الفلكية الموجودة على مستوى العالم بين أسبانيا والهند وجنوب افريقيا، وهو التليسكوب الأكبر من نوعه في المنطقة العربية والشرق الاوسط وشمال افريقيا وحوض البحر المتوسط أيضا. 

وأوضح أن قطر مرآته سيبلغ 6.5 مترا، أي أكبر من تليسكوب القطامية بثلاث أضعاف ويختص بأرصاد فلكية عالية الدقة تعمل في الأطوال الموجية المرئية والقريبة من تحت الحمراء، وهي تعتبر نقلة كبيرة للفلكيين المصريين. 

فيما قال الدكتور ياسر هندي مدير مرصد القطامية الفلكي، إن العاصمة الإدارية الجديدة تؤثر بالفعل حاليا على عملية الرصد داخل المرصد وخاصة محطة الكهرباء الموجودة بها. 

وأضاف هندي، أن فترة إنشاء المرصد الجديد ستصل إلى 8 سنوات، حيث أن إختبار صلاحية الموقع الذي ينشأ به سيصل إلى عام كامل، موضحا أن التليسكوب الكبير المقرر إنشاءه به سيبلغ متوسط تكلفة انشاءه 400 مليون دولار. 

وأشار هندى، إلى أنه سيتم تحويله إلى مزار سياحي كبير وسيتم فيه تدريب الباحثين المصريين والأفارقة، حيث أن البنية التحتية في المقطم في حد ذاتها ممتازة، كما سيتم تزويد المرصد القديم براديو تليسكوب سيساعد في التدريب على رصد الظواهر ليلا، كما أنه سيستخدم للرصد صباحا بكل سهولة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق