معلمات العريش يروين تفاصيل تهديدات الإرهابيين

الثلاثاء، 07 مارس 2017 12:06 ص
معلمات العريش يروين تفاصيل تهديدات الإرهابيين

كانت الساعة تقترب من التاسعة صباحا، بينما الأتوبيس الذى يقل عددا من المعلمات المتوجهات من مدينة العريش إلى عملهن بمدارس رفح، يسير ببطء فى منحنيات طريق ترابى وسط مزارع قريبة من مدينة رفح، وسط حالة من الصمت سادت الأتوبيس، بفعل التعب والإرهاق والنعاس الذى يغالب المعلمات اللاتى يستيقظن مع دقات الخامسة فجرا.
 
فجأة توقفت سيارة خاصة من طراز «هيونداى فيرنا» واعترضت طريق الأتوبيس، وترجل منها ٣ ملثمين مسلحين، الأول ظل على الأرض ليراقب الطريق، والثانى أمسك بكاميرا ليصور كل ما يدور، بينما الثالث ابتدر المعلمات قائلاً: «السلام عليكم.. وأهلا بكم فى ولاية سيناء».
 
هكذا نقلت لنا المشهد «وصفية محمد» إحدى المعلمات اللاتى كن على متن أتوبيس المعلمات المتجه إلى رفح.
 
وأضافت المعلمة: تحدث معنا الملثم الثالث وخطب فينا عن أهمية الأحاديث الدينية والنصح قائلاً: «هل تقبلين أختى المسلمة أن تدخلى النار؟ وهل ترضين ألا تكونى على سنة محمد؟»
 
وأضاف الملثم حسب قول المعلمة «مروة. ف»: «إن ما ترتدينه ليس زى بنات محمد وهل ترتضين أختى المسلمة أن تدخلى النار وتُعذبى، وأن هذه ليست صفات بنات الرسول، ولا ملابس بناته» واستمر حديث الملثم حوالى ٧ دقائق تقريباً.
 
وأشارت إلى أن الملثم قال قبل أن ينزل من الأتوبيس، إنهم يتبعون «جهاز الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، ثم استقلوا سيارتهم وغادروا المكان بسرعة.
 
فيما أضافت المعلمة «عفاف. ع » إلى رواية زميلتها، أن الملثم الثالث خطب فيهن، وأكد «ضرورة ارتدائنا النقاب، وأن يكون مع كل معلمة محرم»، وأنه هددهن بإقامة «الحد» فى حال عدم التزامهن بارتداء النقاب ومرافقة محرم لكل معلمة، وعندما سألته إحداهن عما يمكن فعله إذا حضرت إحداهن دون نقاب ودون محرم أثناء الذهاب للعمل؟ قال لها أحدهم: «الجلد أو ماء النار». وأشارت المعلمة وصفية السلامونى إلى أنها وعدد من المعلمات توجهن يوم الأحد، للقاء المحافظ اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، لبحث الأمر معه، بعد تكرار استيقاف «المسلحين» للأتوبيس الذى ينقل المعلمات من العريش إلى رفح.
 
رفض المحافظ مقابلة جميع المعلمات وطلب أن تدخل له ٣ زميلات فقط، دخلت له واحدة من كل مرة تعرضنا فيها للتوقيف وكل واحدة قصت له ما حدث معهن».
 
وتضيف: «المحافظ فى بداية الحديث لم يقتنع بالأمر، وأشار إلى أنه لا يصدقه، فطلبت منه كل زميلة التحدث مع السائقين، وبالفعل اتصل بهما، وأكد أحدهما روايتنا بكل تفاصيلها، فيما تراجع الآخر وخاف ولم يعلق».
 
وكان رد المحافظ علينا: «طب وأنا هعمل إيه؟»، وبعدها قرر يدينا يومين إجازة، وبعد كده هيحاول يفتح لنا الطريق الدولى اللى هو أساسا مقفول لدواعٍ أمنية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق