حوار| متحدث «الأرثوذكسية»: الأقباط يدفعون ثمن الخطاب التكفيري.. وعصر السيسي الأفضل

الثلاثاء، 07 مارس 2017 06:07 م
حوار| متحدث «الأرثوذكسية»: الأقباط يدفعون ثمن الخطاب التكفيري.. وعصر السيسي الأفضل
القس بولس حليم المتحدث الاعلامى للكنيسة المصرية
كتب- ماريان ناجي

الزج باسم الكنيسة في المواقف السياسية «لا يليق».. ومصر في حرب ضد الإرهاب

 

قال القس بولس حليم، المتحدث الإعلامي للكنيسة المصرية الأرثوذكسية، إن مصر في حرب فعلية مع الإرهاب، ولا بد أن نتكاتف مع أجل الانتصار، مؤكدا أن الكنيسة المصرية لم تكن أبدا طرفا في المعادل السياسية، بل هي دائما في المعادلة الوطنية.
 
وأضاف حليم، خلال حوار لـ «صوت الأمة»، أن الكنيسة تنحاز مع جموع الشعب إلى مصلحة الوطن، والزج باسم الكنيسة في المواقف السياسية لا يليق، مشددا على أن الجيش أوفى بوعوده في ترميم الكنائس التي ضربها الإرهاب.
 
وكشف أقرب رجال الكنيسة إلى البابا، أسباب الفتنة الطائفية بصعيد مصر، مشيرا إلى أن الأقباط يدفعون ثمن الخطاب التكفيري، محذرا من تعرض المسلمين للخطر بسبب هذا الخطاب.. وإليكم نص الحوار: 

هل الكنيسة تنوي إنتاج فيلم يحكي قصة حياة البابا شنودة؟

هناك بالفعل نية من القائمين بالأعمال بدير الأنبا بيشوي لإنتاج فيلم للبابا شنودة، ونؤكد بأننا الجهة المنوطة بإنتاج الفيلم عن السيرة الذاتية له، لأنه في نهاية المطاف شخصية البابا شنودة شخصية كنسية، ولن يعرض الفيلم في السينمات بل سيعرض في القنوات الدينية فقط، ولم نبدأ بعد في خطوات جادة لإنتاج الفيلم.

-ما رأيك في قانون بناء الكنائس الجديد؟ وماذا عن حملة التشويه التي يتعرض لها من البعض؟

منذ زمن طويل ونحن ليس لدينا قانون لبناء الكنائس، وفي إحدى المرات استمرت المحاولات لأخذ تصريح لأحد الكنائس من 18 إلى 20 سنة، ووجود قانون يحدد آلية بناء الكنائس في حد ذاته شيء في صالح الكنيسة المصرية، خاصة أن القانون يحدد مدة الرد على طلب البناء وهي 4 أشهر فقط، وهذا يلغي التسويف أو المماطلة، والرد بالرفض مصحوب بالأسباب أيضا، وهناك الكثير من التعنتات السابقة التي عانت منها الكنيسة المصرية في البناء أو الترميم، لكن الآن سيصبح الأمر أسهل من السابق، كما أن هناك أكثر من 75% من عمليات ترميم وبناء الكنائس تمت عن طريق القوات المسلحة.
 
صوت الأمة تحاور القس بولس حليم

كيف يتعامل البابا مع الظروف الصعبة التي تمر بها الكنيسة بعد أحداث البطرسية والعريش؟

البابا تواضروس، أولى خطواته التي يبدأ بها في الأزمات هي اللجوء إلى الله، كما أن طبيعته كرجل دين هو الصلاة في أي شدة يمر بها، ولا يقلق أو ينزعج لأننا بطبيعة المصرية لا تقلق بشأن أي ضرر يلحق بها، كما إننا مرت بنا أصعب الظروف التي كانت تهدد بقاء الكنيسة، لكن الله حفظ كنيسته ولم يحدث شيء.

هل الكنيسة أصبحت طرفاً في المعادلة السياسية؟

لم تكن الكنيسة المصرية أبدا طرفا في المعادلة السياسية، بل هي في المعادلة الوطنية، وتنحاز الكنيسة مع جموع الشعب إلى مصلحة الوطن، والزج باسم الكنيسة في المواقف السياسية غير صحيح؛ فعندما ذهب البابا شنودة إلى ساحة المعارك في حرب أكتوبر، فهذا موقف وطني وليس سياسيا، والبابا تواضروس في 14/8 عندما قال: «نحن نقدم الكنائس، من أجل إعلاء مصلحة الوطن» هذا موقف وطني وليس سياسىا؛ فالحفاظ على الوطن من أهم مبادئنا.

متى يغضب البابا تواضروس؟

لا يوجد في قاموسنا معنى لكلمة الغضب، ولكن من الممكن أن نأخذ موقفا، فهناك الكثير من الاتصالات التي قام بها البابا أثناء أزمة العريش غير معلن عنها مثل اتصاله برئيس الوزراء والمعنيين، وخطوات البابا أثناء الأزمات غير معلنة.

هل تلقى البابا وعودا بعودة أسر العريش إلى منازلهم من جديد؟

مصر في حرب ضد الإرهاب، ولابد أن نتكاتف جميعا من أجل الوقوف إلى جانب مصر، والأقباط والدولة معا مهتمين بعودة الأسر إلى منازلهم، كما أن هناك عشرات الأسر المسلمة نزحت من العريش أيضا، فلابد أن نقف يد واحدة ضاربة ضد الإرهاب.

لماذا ينبع دائما من صعيد مصر الفتن الطائفية؟

بسبب الخطاب التكفيري والتفسير الخاطئ للدين فهذا يؤدي إلى اشتعال فتيل الفتنة بشكل سريع، وفي الحقيقة الدين ظلم في هذا الصراع كثيرا، ولابد أن يكون هناك خطابا تنويريا؛ فالأقباط يدفعون ثمن الخطاب التكفيري لكن إذا لم نجد حلولا جذرية فالمسلمين أيضا سيتعرضون للخطر.. قبول الأخر شئ مهم.

هل أقباط مصر مضطهدون من بعض الفئات؟

بالفعل هناك اضطهاد من بعض الفئات بشكل واضح لا يمكن إنكاره، وهناك بعض المضايقات التي تصل إلى حوادث عنف كبيرة والعنف ناتج عن فهم خاطئ للدين، والدين استغل لتحقيق أهداف سياسية؛ فالمكسب السياسي أسهل الطرق إليه هو الدين.

من قتل شباب ماسبيرو؟

هناك نقاط هامة هنا، ألا وهي أن الكنيسة الأرثوذكسية، ليست جهة منوطة بفهم بعض المواقف السياسية، أو أنها ليست جهة تحقيق في سقوط شهداء ماسبيرو، وهم 28 شهيدا، لكن النتيجة الواضحة لدينا أن لدى الكنيسة المصرية 28 شهيدا حتى اليوم، ولم تعلن الجهات المعنية عن قاتلي شهداء ماسبيرو.
 
القس-بولس-حليم-المتحدث-الرسمي-للكنيسة-الأرثوذكسية
 

كيف ترى منع الصلاة في المنيا تخوفا من الإرهاب؟

منع الصلاة فى مكان ما تهز هيبة الدولة، فلابد أن تعمل الدولة على فرض سيطرتها على أرضها ونتبع السلام من أجل استقرار الدولة رغم الأزمات، ولكن لابد من إرساء العدالة وإرساء القانون، وإن لم يتم التعامل بفرض القانون لحماية الأقباط ستمتد المسألة إلى المسلمين أيضا.

كيف ترى الأقباط في حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

للمرة الأولى رئيس جمهورية يحضر أكثر من قداس للعيد بنفسه، وللمرة الأولى أيضا رئيس جمهورية يعلن عن بناء كنيسة جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، وللمرة الأولى رئيس يتلقى العزاء فى شهداء تفجير إرهابي وهو البطرسية ويوصي بجنازة عسكرية للضحايا، وأول مرة أيضا رئيس يقوم بضربة جوية عسكرية ضد داعش انتقاما لذبح أقباط ليبيا، وبالفعل نعيش عصر أفضل من السابق.

لماذا لا يكفر الأزهر داعش حتى الآن؟

الحوار الحضاري يبني الوطن، وعدم الحوار يؤدي إلى عنف وقتل وتشريد، والأزهر رؤيتهم في عدم تكفير داعش رؤية خاصة بعقيدتهم ولا أتدخل بها.

كيف ترى الخطاب الديني ودور الأزهر في تجديده؟

هناك محاولات جادة خلال الثلاث سنوات الماضية من قبل الأزهر لتجديد الخطاب الديني.. وأشار الرئيس وشيخ الأزهر إلى هذا الموضوع في مؤتمر الشباب، وأكثر من مرة يحاول الأزهر جاهدا تجديد الخطاب بالفعل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق