استقالات الدبلوماسيين.. مكافأة نهاية الخدمة تسبب أزمة في أروقة الجامعة العربية

الثلاثاء، 07 مارس 2017 04:52 م
استقالات الدبلوماسيين.. مكافأة نهاية الخدمة تسبب أزمة في أروقة الجامعة العربية
كتب- أميرة عبد السلام

توصيات وقرارات اعتيادية ناقشها اجتماع وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية اليوم على الهواء مباشرة بشكل معلن، ولكن ما يدور في أروقة الجامعة بشأن الاستقالات الاستباقية لدبلوماسيي وموظفي الجامعة بسبب تعديلات الميزانية لازال سرا حتى هذه اللحظة. 
 
أكدت مصادر دبلوماسية من داخل جامعة الدول العربية على هامش اجتماع اليوم، أن سبب الأزمة المالية التي تعاني منها الجامعة حاليا هو عدم تسديد بعض الدول حصتها بالموازنة، وهو ما يناقض طلبات دول عربية أخرى بتعيين موظفين تابعين لهم ضمن الحصص المخصصة، وهو ما أدى إلى تكدس الموظفين بالجامعة وهذه الأزمة مستمرة منذ 2015 وحتى الآن.
 
من جانبه يجري الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط اتصالات مكثفة مع الدول العربية، للوفاء بالتزاماتهم في موازنة الجامعة التي تبلغ ما يقارب من 60 مليون دولار، والتي تأثرت بشكل سلبي بعد توقف العراق وليبيا وسوريا واليمن عن دفع الحصص المقررة عليهم في ميزانية الجامعة. 
 
في المقابل دبلوماسيي وموظفي الأمانة العامة للجامعة اللذين تقدموا باستقالات جماعية هي الأولى من نوعها منذ عام 1989 خشية تخفيض مبلغ مكافأة التقاعد بقرار من مجلس الجامعة، خلال اجتماع اليوم أزمة تضرب الجامعة في هذا التوقيت من كل عام بشكل مستمر، قبل أيام من انعقاد القمة العربية السنوية في شهر مارس والمقرر أن تنعقد في 29 من الشهر الجاري، بالأردان والتي تعتمد ميزانية الجامعة، وهذا ما يعتبره الدبلوماسيين القدامى بالجامعة استقالات استباقية لوقف أي قرارات تمس الميزانية. 
 
ووصل عدد الدبلوماسيين المتقدين باستقالاتهم حتى الآن 15 موظفا ودبلوماسيا معظمهم من المصريين بالإضافة إلى يمني وعراقي ولبنانية، مؤكدين أن الأسباب بعضها شخصية وعائلية ولكن في المجمل الأسباب متعلقة كما علمت «صوت الأمة» بالمذكرة التي أعدتها الأمانة العامة بالجامعة للتغلب على تضخم النفقات خاصة بعد فروق أسعار الدولار. 
 
طالبت المذكرة التي أعدتها القطاعات المالية والمحاسبية بجامعة الدول العربية، الاستغناء عن أعداد كبيرة من المتعاقدين من خلال التقاعد المبكر قبل الوصول لسن الـ60 كما تنص الأعراف الدبلوماسية، مع خفض رواتب بعض العاملين بنسبة تتراوح من 5 إلى 7%. 
 
وعن سبب التقدم باستقالات استباقية، قبل صدور القرار، أكد أحد الموظفين في الإدراة القانونية والمتقدم باستقالته أيضا أنهم متوقعين اعتماد القرار اليوم وبذلك إذا تم التطبيق لا يتم تخفيض مكافآت نهاية خدمتهم لأنهم تقدموا بالاستقالة قبل صدور القرار.
 
و كشف دبلوماسي أن رواتب موظفو جامعة الدول العربية مقارنة برواتب أقرانهم في المؤسسات والمنظمات الدولية تقل بنسبة 62.38% عن نظرائهم مثلا في منظمة الأمم المتحدة، و25.62% في مجلس التعاون الخليجي، و37.32% في الاتحاد الإفريقي، و73.25% في الاتحاد الأوروبي، لذلك يتمسك الموظفين والدبلوماسيين بمطالبهم في أجور تنناسب مع وضعهم الاجتماعي والدبلوماسي وسط حزمة المنظمات الدولية والعالمية. 
 
أزمة العاملين في جامعة الدول العربية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ففي عام 2015 طفت على السطح تلك الأزمة، حين صدر قرار بخصم جزء كبير من مكافأة نهاية الخدمة لموظفي الجامعة وأيضا خصم نسبة من راتبهم الشهري بنسبة 7.5%.
 
وطالب الموظفون وقتها الأمين العام بالتحرك لتوضيح خطورة القرار على استقرار العمل بجامعة الدول العربية ومنظماتها وأجهزتها الملحقة، ومخاطبة وزراء الخارجية العرب ورئاسة القمة العربية الحالية واللاحقة، ورئاسة مجلس الجامعة، على المستوى الوزاري «الكويت، مصر، والأردن».
ولكن بعدها تقرر إعادة النظر في قرار تخفيض المخصصات المالية للعاملين بجامعة الدول العربية، وبالفعل تم عرض الأمر على الاجتماع التحضيري للقمة والتي انعقدت في شرم الشيخ، أواخر شهر مارس 2015.
 
وحل الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وقتها الخلاف بتصعيد الأمر لأمانة الجامعة بعد أن تلقى مذكرة من موظفي الجامعة، يؤكدون فيها بمختلف فئاتهم وجنسياتهم، رفضهم قرار تخفيض رواتبهم وبدلاتهم ومكافآت نهاية الخدمة، معتبرين أن القرار يمثل ضررا بالغا لحقوقهم ومكتسباتهم الوظيفية. 
 
ووفقا لتقارير صحفية عن قوائم رواتب العاملين في جامعة الدول العربية، فإن الأمين العام للجامعة يحصل على 42 ألفًا و472 دولارًا كراتب شهري، وبدلات تقدر بـ 10 آلاف دولار، وتحسب له مكافأة نهاية الخدمة وتقدر بمليون دولار، ويحصل نائب الأمين العام على 35 ألفًا و862 دولارًا مرتبا شهريا، والبدلات تقدر بـ4000 دولار، وله الحق في مكافأة نهاية الخدمة، مثله مثل مستشار الأمين العام والذي يساوي مرتبه بالبدلات 20 ألف دولار، ومثل السكرتير أول مرتبه بالبدلات 4776 دولارًا.
 
أما المدير العام للمنظمات العربية المتخصصة التابعة للجامعة فيحصل تقريبا على 12ألفا دولار بخلاف البدلات.
والمنظمات التابعة للجامعة العربية 11 منظمة هي اتحاد البريد العربي، الاتحاد العربي للمواصلات السلكية واللاسلكية، اتحاد الإذاعات العربية، المنظمة الدولية العربية للدفاع الاجتماعية ضد الجريمة، المنظمة العربية للعلوم الإدارية، المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، منظمة العمل العربية، مجلس الطيران المدني للدول العربية، المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس، المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمنظمة العربية للصحة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة