المرأة في حياة الرجل

الجمعة، 10 مارس 2017 05:11 م
المرأة في حياة الرجل
عمرو يسري يكتب

علاقة الرجل بالمرأة علاقة من أقوى العلاقات وأكثرها عمقًا ولها أشكال كثيرة ومتعددة تتداخل معها كل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية فالمرأة محرك للرجل إما للأمام أو للخلف، والمرأة كائن ذو إمكانات خاصة بالنسبة للرجل فتتسم بقدرات قوية فتحمل وتضع فتكون بداية الرجل، ومع ذلك فهي مصدر العواطف ومخزن الحنان وعندها من القوى الخارقة ما شاء الله، والتي تستدعى في حال تعرض أحبائها للخطر ولها نصيب كبير من قوة الإحتمال والصبر على متغيرات الحياة ومستجداتها من أحمال وآلام.
 
يولد الطفل ويرى النور ويختبر الحياة من رحم المرأة أول ما يسمع صوتها وأول ما ترى عيناه هي، وأول ما يلمس جسده أمه وأول ما يدخل جوفه منها فهي سبب العناية والرعاية، حيث أودع الخالق في قلبها فطرة العناية والرعياة والحنان.
 
 ثم يكبر هذا الرضيع فيضحك ويتحرك وينطق ويكتسب الحياة ومكانه فيها فتفرح الأم بفرحته وتتمنَى له دوام الصحة والهناء وتعكف صابرة على توجيهه وتغذيته وتنظيفه وتعليمه ليقوى وينمو لنفسه وليس لها وسبحان من قذف الرحمة في قلبها لتعطي وتبذل بدون مقابل وتكون سعادتها مبنية على سعادته.
 
 ثم يشب وينبت بداخله الإحساس بالإستقلال فيبحث عن المرأة ليتم بها الإحتياج البدنى والعاطفي وتكون هي المحرك له فيري نفسه بعينها فلو رأته ناجحًا أو جميلاً أو قويًا فتيًا فهو كذلك وتسعى المرأة دائمًا وأبدًا على تحفيز الرجل وتقويمه ليتقدم في حياته، وهي ماهرة في ذلك وترى من تفاصيل الحياة ما لا يراه الرجل فيكون بإستسلامه الجزئي لتوجيهاتها أبعد عن المخاطر والأذى فالمرأة كائن ذكي ذو حس مرهف ترى بعين البصر والبصيرة معا.
 
ولو إستغرقت المرأة في حب الرجل كانت له ملاكاً تدير الأحوال المحيطة به من مشرب ومأكل وملبس وجو عام وإشباع من كل الأنواع ليسعد ويهنأ فيستتب كيانه ويستقيم ويشعر بالإمتلاء فينجح وتنجح معه وتكون هي سر نجاحه ويكون نجاحه سر سعادتها، وفي ذلك قيل وراء كل رجل عظيم إمرأة.
 
وإن مرض الرجل كانت عناية الله له عن طريق المرأة من تمريض وتحفيز وتطبيب إلى أن يشفى ويصح.
 
وإن بحثت وجدت أن الرجل الناجح والأكل الشهي والإدارة الجيدة والتربية السليمة والمكان النظيف العطر والصحة الجيدة والثقة بالنفس والإحساس بالرجولة والسعي وراء النجاح والحس المرهف إلخ غالبًا ما تكون وراءه المرأة.
 
ولا تكتمل رجولة الرجل إلا باحترام المرأة وتقديرها والعكوف على إعطائها حقها وتحتاج المرأة للتقدير المعنوي أكثر من إحتياجها للتقدير المادي فالعاطفة والحب هم المحركات لها فالكلمة الطيبة تشحنها واللفتة البسيطة تستوقفها، حيث تتأثر المرأة بقلبها أكثر مما في يديها.
 
ويا معشر الرجال إياكم واستعداء النساء فكما آتاهم الله من رحمة في قلوبهم وصبرًا وطيبًا فإنهم إن تحولو على الرجل وتعبو ويأسو فإنهم وقتئذ يستنفرون من داخلهم أدوات يستخدمونها معاول هدم لكل ما ساعدو الرجل في بناءه.
 
لك يا كل أم وإبنة وأخت وشريكة وزميلة وصديقة ومعلمة وعاملة ومديرة كل التمنيات الطيبة في اليوم العالمي للمرأة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق