هل تعود سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية؟

أحاديث منذ أشهر حول مدى إمكانية عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية، بين تحليلات تعكس احتمالية ذلك الأمر، وأخرى ترى صعوبة تحقيقه.

مدير وحدة دراسات الخليج، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور معتز سلامة، يعتقد أن القمة العربية المُقررة في نهاية مارس الجاري، بالأردن، ربما تشهد تغيرًا في الموقف العربي تجاه سوريا ونظام رئيسها بشار الأسد، موضحًا أن هناك كثير من الدول العربية، وأبرزها مصر والجزائر والعراق، وسلطنة عُمان، تتبنى موقفا مؤيدا لذلك الأمر، ما يُمكن أن يدفع باحتواء الأزمة وحلحلتها إلى حد كبير.

وقال لـ«صوت الأمة»: «نتمنى ذلك، ولكن هل وصل النظام العربي بعد إلى مُصالحة بينية وفيما بينه، لتحقيق ذلك الأمر، لا أستطيع أن أُجزم بعد»، مُفسرًا بأن الخلاف ما زال قائمًا تجاه سوريا ومستقبل «الأسد»، وخاصة من قِبل المملكة العربية السعودية وقطر، والغالبية من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث مخاوفهم من أن تكون سوريا إيرانية الهوى، إضافة إلى الأوضاع الحالية في العراق، الأمر الذي يرونه يُمثل تهديدًا شديدًا على أمنهم القومي.

ولكن «سلامة» يرى أن احتمالية حسم الأمر في القمة المُقبلة، تعود لرؤيته بأن السياسة الخارجية السعودية أذكى من أن تتمسك بموقفها المُتشدد تجاه «الأسد»، والبقاء في خندق يُطالب بما وصفه بـ«المطالب الخيالية»، وخاصة في ظل مُلاحظته أن الرياض توقفت إلى حد كبير خلال الفترة الماضية عن تصريحاتها بضرورة إزاحة «الأسد» لإنهاء الأزمة السورية، مُشيرًا إلى أنه ربما تكتفي خلال الفترة المُقبلة بالدعم السياسي للجماعات السورية المُعارضة، في حين تبقى المعوقات لتحقيق الأمر أن يتسبب قبول المملكة وغيرها من دول الخليج في إحراج سياسي لهم.

كان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في دورته الـ147، الثلاثاء الماضي، قال إن الوضع العربي الحالي ليس جاهزًا لعودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

يُذكر أن القمة العربية المُقبلة من المُقرر انعقادها بنهاية مارس الجاري، في العاصمة الأردنية، عمان، وستسبقها بحوالي أسبوع اجتماعات تحضيرية سياسية واقتصادية على المستويات الوزارية والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين.