«آمال» تتأمر على «مسلم» وتخرجه من دار الدنيا

تسببت حواء في إخراج أدم من الجنة- في أغلب الروايات- ولم تغفل «آمال»، دورها في إخراج مسلم من دار الدنيا، منتقمة من سخريته المستمرة منها، وتعديه بالضرب عليها، والتشهير بسمعتها، واتهامها باطلًا بإقامة علاقات آثمة مع ساكني العقار محل عمله، فقررت الاستعانة بقريبها للتخلص من آلامها نهائيًا، والتحرر من عبوديته لها ومعاملته السيئة، وتهديدها بالزواج من فتاة أخرى، أكثر منها جمالًا وأفضل منها خلقًا.

أعتاد مسلم ضرب زوجته أمام الجميع، فلم يسلم أحد سكان العقار من مشهد الاضطهاد العظيم الذي تتلقاه المسكينة كل صباح ومساء، فإن تأخرت في نومها أيقظها على أسطوانة السباب واللعنات، وإن أفاقت مبكرًا، وحاولت إيقاظه شن عليها هجومًا موجعًا مستخدمًا كل ما يقع تحت يديه، حتى أصبح جسدها مائلًا للزرقة، ووجها مرتعًا للجروح والإصابات، ودبلت عيناها.

ولم يكتفى بإهانتها الجسدية، بل شرع يصب عليها الإهانات صبًا، ويقذفها بأبشع الاتهامات، ويخوض في عرضها غير مباليًا لأثر ذلك على نظرة المحيطين بهما، فإن أجابت طلب أحد السكان أصبحت على علاقة غير شرعية به، فتحولت الحياة ينهما جحيمًا، حتى قطع مسلم آخر خيوط الود بينهما بتهديدها بالزواج عليها، بفتاة حسناء، أصغر سنًا، وأجمل طلة، وأحسن خلقًا.

غضبت آمال، وخططت للانتقام من مسلم، والتخلص منه، ومن مأساتها للأبد، فاتصلت بقريبها عبدالناصر، وقصت عليه كابوسها، واستنجدت به لينهي عقوبتها بالأشغال الشاقة مع ذلك الزوج سىء المعشر، فوافق على مساعدتها، وخططا معًا لتنفيذ جريمتهما، فتركت له سكينًا أعلى الدولاب ليستخدمها في إنهاء حياة مسلم، وإرساله لدار الآخرة، وفي حوالي الساعة 12.19 صباحًا تلقت «آمال» اتصال هاتفي يفيد إتمام الخطة.

تلقى رجال مباحث قسم شرطة البساتين، إخطارًا من شرطة النجدة، بالعثور على جثة لشخص بعقار، وبالانتقال وجدت جثة «مسلم.ع»، 30 سنة، حارس العقار، مسجاة على وجهها بالممر الفاصل بين غرفة نومه بجراج العقار، والمطبخ الملحق بها، وبه إصابات عبارة عن (جروح طعنية بالبطن والصدر)، وبسؤال زوجته «آمال.د» 29 سنة، ربة منزل، قالت إن بعض السكان أبلغوها بعدم رد زوجها عليهم، وعقب وصولها لغرفتهما تبين وفاته.

وخلال التحريات وردت معلومات لفريق البحث، مفادها وجود خلافات سابقة، ومتكررة، بين المجني عليه وزوجته، وأنه دائم التعدى عليها بالضرب والتشهير بسمعتها، وتهديدها باعتزامه الزواج بأخرى، وأضافت التحريات أن الزوجة وراء ارتكاب الواقعة بالاشتراك مع أحد أقاربها «عبدالناصر.د»، 21 سنة، سائق، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 6491 لسنة 2017.